الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حدائق الشارقة تفتح أبوابها للأطفال المعاقين

حدائق الشارقة تفتح أبوابها للأطفال المعاقين
20 سبتمبر 2011 02:07
في عطلة نهاية كل أسبوع تأتي الطفلة فاطمة بوجهها البشوش ونظراتها البريئة، لزيارة حديقة الحي الذي تسكن فيه، لتجلس بحضن أمها بهدوء وسكينة، تراقب بقية الأطفال بدهشة واستمتاع، فترتسم على محياها ملامح الحيرة حينا والشوق أحياناً، تدفعها الرغبة والحماسة لتنطلق معهم فتشاركهم في هرجهم ومرجهم، ولكنها تبقى قابعة ومقيدة، حبيسة لخوف أمها الحنون التي تمنعها من اللعب مع الباقين، حرصا عليها وخشية على سلامتها، ولأنها غير واثقة من وجود ملاعب آمنة تتكيف مع حالة طفلتها المعاقة، التي تعاني شللا نصفيا يربطها معه تحت رحمة كرسي معدني مدولب، لا يجد ممرات سالكة في كل هذا الكون الفسيح. وقد تكون فاطمة حالة إنسانية ضمن عشرات الحالات، من الأطفال ذوي الإعاقات الجسدية أو الذهنية، الذين يصارعون تحديات الحياة مع مطلع كل يوم ونهار، ليندمجوا مع مجتمعاتهم ويمارسوا حقوقهم الطبيعة بالعيش واللعب والاستمتاع، كما هي الحال مع بقية أقرانهم، لتأتي بادرة بلدية الشارقة كخطوة حضارية وتصحيحيه، وبشرى تعترف بحقوقهم، وتفرح قلوبهم لتأخذ بأيديهم الصغيرة نحو الأمل والمستقبل، إذ بدأت بالتحضيرات اللازمة لتزويد جميع حدائق ومتنزهات الإمارة بألعاب ترفيهية ووسائل خدمية تلبي احتياجات فئة المعاقين بشكل خاص. وفي هذا الإطار، يقول سلطان عبدالله المعلا مدير عام بلدية الشارقة «قمنا بدراسة خاصة رصدنا خلالها كل حدائق المدينة، بغرض إجراء تعديلات لازمة تطور خدمات هذه المتنزهات لتشمل الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، لترفه عنهم وتسهل عليهم عملية الانتقال واللعب بين المساحات الخضراء بكل أريحية وثقة، وسنبدأ بتزويد كل حديقة بألعاب وأراجيح وأدوات تناسب حالة الطفل المعاق، وتنسجم مع إمكاناته الجسدية والذهنية قدر المستطاع، وهي بلا شك تخضع لمعايير ومواصفات عالمية». ويضيف «سنقوم بتعديل الأرضيات والممرات المؤدية لكل حديقة مع المعابر الآمنة من وإلى مرافقها العامة، وتخصيص حمامات حديثة خاصة بالمعاقين بمساحات أكبر تستوعب الكراسي المتحركة، فالبلدية تعمل حالياً على تحديث الحدائق العامة وتحويلها إلى متنزهات بجودة عالية ومرافق خاصة تتوافق مع احتياجات ولعب الأطفال، يراعى فيها أفضل شروط السلامة والآمان». ويكمل «انطلقنا بالفعل وزودنا مؤخراً حوالي 52 حديقة بألعاب ترفيهية للأطفال، كما سيتم العمل على تزويد حديقة المجرة الخاضعة حاليا لحزمة تطويرات وتغييرات، بالإضافة إلى الممزر، والمناخ، اللتان ما تزالان قيد الإنشاء ليصل العدد الإجمالي بعدها إلى 55 حديقة». وكانت بلدية الشارقة انتهت من الأعمال الإنشائية الخاصة بحديقتي المناخ والممزر، بتكلفة إجمالية تصل إلى 20 مليون درهم، وتقوم حالياً بالعمل على تزويدهما بالخدمات الأساسية من إمدادات الصرف الصحي وسواها من الخدمات الأخرى، لتلحقها بعملية تركيب ألعاب للأطفال، حيث سيتم الإعلان عن افتتاح الحديقتين أمام الجمهور في شهر نوفمبر المقبل». وفيما يؤكد المعلا أن حدائق الأحياء السكانية بالمدينة التي ستصل إلى عدد 55، تأتي ضمن استراتيجية بلدية الشارقة ورؤيتها المطورة والهادفة إلى أن يكون لكل حي من أحياء المدينة حديقته خاصة، بالإضافة إلى المتنزهات الكبرى الأخرى التي توجد في عموم الإمارة، مشيراً إلى أن مشاريع الزراعة والتشجير لا تقف عند حدود الشوارع والميادين العامة والحدائق فقط، بل تتعداها إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث تقوم البلدية حاليا بمشروع تشّجر وتزرع في المباني الحكومية والمناطق المجاورة لها وكذلك في ساحات المدارس وغيرها من المرافق العامة. وهو يشير لهذا المشروع، بقوله «قمنا باختيار أنواع مختلفة من النباتات لزينة الحدائق والميادين والشوارع، أخضعناها لدراسات علمية وبيئية، تتعلق بتكيف هذه النباتات وقدرتها على تحمل الظروف والأجواء المناخية في الإمارات، خاصة أن عمليات الزراعة تعتبر مكلفة، حيث أنها تعتمد بشكل كلي على مياه الصرف التي يتم معالجاتها خصيصا لهذا الغرض، بالإضافة إلى بعض مياه الآبار الجوفية، وقد بلغ استهلاك الزراعة نحو 85 ألف متر مكعب من المياه يومياً، خلال فصل هذا الصيف الحار في إطار المحافظة على هذه المساحات الخضراء وجمال مدينة الشارقة».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©