الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي العبيدي يصنع طائرة خفيفة ويبتكر مصادر بديلة للطاقة

علي العبيدي يصنع طائرة خفيفة ويبتكر مصادر بديلة للطاقة
20 سبتمبر 2011 02:08
عشق الإماراتي علي حسين العبيدي عالم الطائرات والطيران منذ نعومة أظفاره، حتى باتت الطائرات تتخذ الجزء الأكبر من ألعابه، يداعبها ويتراكض وهو يحملها بين أنامله الغضة ليتخيل نفسه طيارا يحلق على متنها بروحه وأحلامه وآماله قبل أن يحلق بجسده، ولم يكن يدري بأنه بينما يصنع طائرة ورقية سيأتي عليه زمان يصنع فيه طائرة حقيقية تطير في الهواء من دون أن يساعده في صنعها أحد!! تمكن العبيدي البالغ من العمر 57 سنة من صناعة طائرة خفيفة ذات محرك واحد بينما كان في العشرينات من عمره، إذ عمل في تلك الفترة عريفاً في القوات المسلحة في أبوظبي ومن ثم سافر بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية ليكمل دراسته الجامعية. حيث التحق بأحد المعاهد هناك، وحصل على دبلوم عالٍ في هندسة الطائرات، وعاد ليعمل مهندس طائرات لدى شركة أبوظبي لتكنولوجيا الطائرات، حيث طالت فترة عمله فيها حتى أنهى مؤخرا خدمة 22 سنة، تفرغ بعدها لابتكاراته ومواهبه في الصناعات المختلفة. عالمه الخاص عندما زرنا علي العبيدي منزله في أبوظبي فوجئنا بذاك الجزء المخصص في بيته، والذي هو عبارة عن ورشة كبيرة فيها آلاف القطع والأدوات التي تستخدم في الطائرات والسيارات والصيد ونحو ذلك، إذ بين العبيدي أن هذا المكان هو عالمه الذي يقضي فيه ساعات طويلة من نهاره من دون ملل أو كلل، يفكك ويركب ويقص ويلصق ويجرب صناعة أشياء مفيدة تتجه نحو استغلال الطاقة المتجددة النظيفة، مستغلاً في ذلك حبه ورغبته في الابتكار وما لديه من مهارات وخبرات سابقة اكتسبها من خلال دراسته وعمله في مجال هندسة الطائرات. أول ابتكار يتحدث علي العبيدي عن أول ابتكار قام به، وهو صناعة طائرة بمجهود فردي في العام 1977، ويقول: “عندما صنعت الطائرة لم أكن قد أكملت تعليمي بعد حيث اعتمدت على قراءاتي للكتب والمجلات الأجنبية المتخصصة في ذلك، كما اعتمدت على رغبتي وهوايتي التي حولت المستحيل إلى ممكن، حيث رسمت بداية التصميم الخاص بهيكل الطائرة على ورق وشرعت في تصنيعه من الألمنيوم والألياف الزجاجية. وأذكر أنني قصصت الألمنيوم بمقص يدوي عادي ثم لحمت أجزائه وصنعت قوالب الألياف الزجاجية بعد أن جهزت موادها الأولية ثم قمت بخلطها وتجميدها في القوالب، واشتريت محركاً مستعملاً للطائرة من أميركا وركبته على الطائرة التي كنت أضعها في باحة منزلنا الشعبي، ثم ركبت العجلات وبقي لي تركيب الأجنحة فواجهت عقبة كبر حجمها، مقارنة مع المساحة التي وضعت فيها الطائرة في باحة المنزل، فتم نقل الطائرة إلى إحدى حظائر الطائرات التابعة للقوات المسلحة بأمر من نائب قائد القوات الجوية للإدارة في تلك الفترة، الذي أمر بتقديم التسهيلات كافة التي أحتاجها لإتمام طائرتي، وفعلاً أتممت صنع وتركيب الجناحين هناك، وقد كلفتني الطائرة التي بلغ طولها 5 أمتار ونصف ومحركها بقوة 65 حصاناً مبلغاً وقدره 48 ألف درهم إماراتي”. محرك طائرة توربيني أما بالنسبة للابتكار الثاني الذي قام به العبيدي مستفيداً من خبرته كمهندس طائرات فهو صناعة محرك طائرة توربيني يمكن استخدامه في الطوافات البحرية أو الطائرات، حيث يتميز عن أي محرك آخر باستخدامه الغاز الطبيعي “غاز الطبخ”، كوقود بديل يقلل من الانبعاثات الكربونية، كما يمكن أن يعمل باستخدام وقود الطائرات كالمحركات الأخرى، كما يتميز بميزة أخرى وفق ما أشار العبيدي بأنه صنعه بمجهود شخصي، حيث يتكون على حد وصفه من كمبرسر “مضخة هواء”، وغرفة احتراق، وتوربين، واكزوزت “عادم”، والتي وصلت تكلفتها جميعاً إلى 40 ألف درهم واستغرق صنع المحرك التوربيني منه عاماً بأكمله. طاقة شمسية وكانت آخر ابتكارات علي العبيدي تتجه نحو الطاقة المتجددة البديلة، وبالتحديد طاقة الرياح والشمس وكيفية استغلالها بصورة جديدة ومبتكرة، نظراً لتوجهات الدولة نحو البحث عن مشاريع تنصب في هذه البوتقة والاستفادة منها كمصدر بديل للطاقة.. ويروي العبيدي قصة ابتكاره الجديد الذي بدأه منذ مطلع العام الحالي. ويقول: لقد قمت بصناعة تصميم جديد لتوربين يقوم بتوليد الطاقة الكهربائية، معتمدا على طاقة الرياح والشمس، ينطوي على الكثير من المميزات التي تكاد تكون غير موجودة في أي توربين مشابه، حيث يتكون من مراوح أو 3 شفرات من الألمنيوم، مثبت عليها من الداخل والخارج ألواح أو خلايا شمسية مختلفة الأحجام ومراوح هوائية صغيرة في أطرافها، تساهم في إدارة الشفرات الكبيرة عبر حركتها المستمرة مع الهواء، كما يوجد على هذه الشفرات إضاءة كهربائية بألوان علم الإمارات تبدو إضاءتها أجمل أثناء الليل، وتحصل على الطاقة الكهربائية لذلك من الطاقة المتولدة نفسها من التوربين. طاقة كهربائية وكما هو معروف أن التوربينات الموجودة في أي مكان في العالم لا تدور مراوحها إن لم يكن هناك هواء يحركها، أما المراوح لديّ فهي تدور بهواء وبلا هواء أي ذاتية الحركة، لاعتمادي في تصنيعها وتثبيتها على مبادئ فيزيائية كهربائية. ويبين علي العبيدي أن الطاقة الشمسية التي تجمعها الخلايا الشمسية الموجودة على الشفرات، وطاقة الرياح التي تستقبلها المراوح، يتم توجيهها إلى المولد الكهربائي المسؤول عن توجيه تلك الطاقة المتجمعة، وإنزالها في عمود من الاستانلس ستيل، يحتوي على أسلاك توصيل تسري الطاقة من خلالها، لتصل إلى المتحكم أو الكونترولر المسؤول عن تنظيم الطاقة الكهربائية وتخزينها في البطارية، وباتصال البطارية التي سعتها 400 أمبير بالمحول الكهربائي، يتم الحصول على الطاقة الكهربائية، وقدرها 220 فولت، وهي كافية لتشغيل مكيف كهربائي أو مروحة أو ضوء. والدتي أكبر داعم لي يؤكد علي العبيدي إمكانية استفادة المناطق النائية من مشروعه في توليد الطاقة الكهربائية لهم، ويلفت إلى أنه استخدم في صناعة التوربين معدات وأدوات بسيطة موجودة في ورشته، ولم يجد أي صعوبات في تصنيعه، علماً بأن تكلفة هذا التوربين وصلت إلى 26 ألف درهم، ويثني العبيدي على والدته التي كانت وما زالت أكبر داعم له، حيث تتولى الإنفاق على مشاريعه بل وتسانده بيديها عبر الوجود معه في ورشته بين وقت وآخر، على الرغم أنها على مشارف الثمانين من عمرها، ويختم حديثه بإهدائه كل ابتكار صنعته يداه إليها.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©