«مازدا» و «ديهاتسو» تقتحمان الأسواق بالسيارات الصغيرة

في الوقت الذي تزيد فيه كبريات شركات السيارات اليابانية إنتاج السيارات الهجين وسيارات كهربائية صديقة للبيئة، تراهن بعض الشركات الصغرى المنافسة على إقبال فئة معينة من العملاء على موجة جديدة من سيارات محركات بنزين فائقة الكفاءة، نظراً لعدم استعداد تلك الفئة لدفع فرق قيمة سعر السيارات الخضراء. وبدلاً من الاستثمار بكثافة لتطوير سيارات هجين وسيارات كهربائية مثل “ليف” الكهربائية التي أطلقتها “نيسان موتورز” مؤخراً في اليابان، تنشغل حالياً شركة “مازدا موتورز” وشركة “دايهاتسو” في تطوير جيل جديد من سيارات تعمل بالبنزين تتميز باستهلاك اقتصادي للوقود من جهة، وبسعرها الأقل من سعر نظيراتها من جهة أخرى. ويقول بعض المحللين إن هذه مغامرة قد تجدي في الأجل القريب ما دامت أسعار البنزين منخفضة. وكانت “تويوتا موتورز” قد أطلقت عام 1997 أول سيارة هجين في العالم تنتج على نطاق واسع والتي سجلت وفراً كبيراً في استهلاك البنزين بلغ 28 كيلو لكل لتر (نحو 66 ميلاً لكل جالون). وتعتزم “مازدا”إطلاق سيارة صغيرة زهيدة الثمن نسبياً العام المقبل، تقول إن معدل استهلاكها للبنزين سيبلغ 30 كيلومتراً لكل لتر دون الاستعانة بمحرك كهربي. وقال كوجي اندو المحلل في مؤسسة “البحوث المتقدمة اليابانية” المستقلة المتمركزة في طوكيو: “إن أسعار البنزين مستقرة نسبياً وهي ليست بالرخيصة ولا بالباهظة”، مشيراً إلى سعر البنزين الحالي الذي يقل نحو 29% عن أعلى مستوياته. ويضيف أن هناك مجالاً في الأجل القريب للسيارات الصغيرة أن تهزم بعض السيارات الهجين. ودرجت شركات السيارات الألمانية واليابانية لسنين على استحداث تقنيات توفير استهلاك البنزين في السيارات، وبشأن “مازدا” و”دايهاتسو”، يقول محللون إن في وسع السيارات الصغيرة عالية الكفاءة الجديدة أن تخترق الأسواق وترسي معايير جديدة في توفير استهلاك السيارات للبنزين رغم أن ميزانيات بحث وتطوير هاتين الشركتين لا تتجاوز 10-20% من ميزانيات بحث وتطوير أكبر ثلاث شركات سيارات في اليابان: “تويوتا” و”نيسان” و”هوندا”. وتبلغ حصة “مازدا” في سوق اليابان للسيارات الصغيرة وحصة دايهاتسو نحو 4,4% و1,3% على الترتيب وهما بذلك تعتبران محصورتين في قطاع صغير من السوق مقارنة بالثلاث الكبار. غير أنهما تعتزمان اختراق أسواق خارجية ولديهما خطط استحداث تقنياتهما الجديدة في أميركا الشمالية وأوروبا وأسواق أخرى خلال السنوات القليلة المقبلة. يذكر أن مبيعات سيارات الهجين زادت إلى أكثر من ثلاثة أمثالها العام الماضي عن العام الذي سبقه مدفوعة بتويوتا برايوس المعدلة ومدعومة من حوافز الحكومة لتشجيع شرائها. وعلى العكس شهدت السوق اليابانية عموماً تراجع مبيعات السيارات بنسبة 9,3% نظراً لحرص المستهلكين على تقليص الإنفاق قلقاً من مصير اقتصاد اليابان الذي كان يعاني من الركود العام الماضي. ومع ذلك لم تشكل سيارات الهجين سوى 7,8% من السوق بكاملها عام 2009 أو 347 ألف سيارة إجمالاً. وقالت “مازدا” خامس أكبر شركة تصنيع سيارات في اليابان من حيث حجم المبيعات، إنها تعتزم تسويق سيارتها الصغيرة “ديميو” (Demio) ذات المحرك البنزين المعدلة التصميم في النصف الأول من العام المقبل في اليابان. وتستعد “ديميو” لأن تصبح إحدى سيارات البنزين الأكفأ وقوداً في اليابان بمعدل يبلغ 30 كيلومتراً للتر الواحد وهو أقل من معدل 38 كيلومتراً للتر الذي يحققه “بريوس” أحدث موديل لـ”تويوتا”، ولكنها تتساوى مع سيارات هجين أخرى تشمل النسخة الجديدة لهجين هوندا “فيت” Fit. كما تعتزم “مازدا” خفض سعر سيارات هجين لتنافس “فيت”، بحسب رئيس مازدا التنفيذي تاكاشي يامانوشي الذي قال: “ربما نضطر إلى تعديل سعر ديميو الجديدة ليكون أدنى من سعر فيت الهجين الأدنى البالغ 1,59 مليون ين (18890 دولار)”. ترى ماذا سيكون رد فعل الثلاث الكبار؟ يقول محللون لن يكون الرد منطوياً على مبادرات جذرية. ويعود ذلك إلى أن الهوامش التشغيلية على السيارات الصغيرة المخفضة السعر طفيفة جداً وإلى أن جيل السيارات الجديد يعتمد كلياً على عامل واحد خارج سيطرة أي شركة تصنيع سيارات هو أسعار البنزين. ويتوقع “جولدمان ساش” أن تزيد أسعار النفط إلى 101 دولار للبرميل خلال الاثنى عشر شهراً المقبلة في بورصة نيويورك التجارية من مستوياتها الحالية البالغة نحو 88 دولار للبرميل. ويرى مدير عام “نيسان” توشيوكي شيجا أنه لا توجد تقنية واحدة يمكن أن تلبي كافة متطلبات العملاء. وحين سُئِلَ شيجا في أكتوبر الماضي عن قدرة سيارة “نيسان” الجديدة “ميكرا” (Micra) على التنافس والبالغ استهلاكها للبنزين 26 كيلومتر للتر الواحد بسعر يبلغ نحو 1,2 مليون ين (14314 دولار) قال إن أولئك الذين يقودون كثيراً في المدينة قد يفضلون السيارات الهجين. غير أنه سيكون هناك منافس من دايهاتسو في القريب العاجل، إذ تنشغل سابع أكبر شركة تصنيع سيارات في اليابان في تطوير سيارة صغيرة معتمدة على مفهوم جديد (e:s) (يعني مركبات صديقة للبيئة وذكية) كشف عنه في معرض سيارات طوكيو العام السابق. وستكون السيارة المجهزة بمحرك بنزين سعته 660 سم مكعب ذات كفاءة عالية من حيث استهلاك الوقود مثلها مثل مازدا ديميو وينتظر أن تطلق في السوق المحلية اليابانية العام المقبل. وفيما تخصص كبريات شركات السيارات من ميزانياتها مبالغ كبرى للبحث والتطوير من أجل تصنيع نظم أكثر تقدماً لسياراتها الهجين، فهي تعتزم أيضاً تحسين كفاءة محرك البنزين التقليدي في نظم الهجين. وقالت “تويوتا” الشهر الماضي: إنها ستبدأ بيع أول سيارة هجين في إمكانها قطع أكثر من 40 كيلومتراً بلتر بنزين واحد بحلول آخر عام 2012. وأنها بحلول مطلع عام 2012 تعتزم بيع نسخة برايوس الهجين الكهربائية المعدلة التي في مقدور نموذجها التجريبي قطع 57 كيلومتراً بلتر واحد من البنزين. نقلاً عن: وول ستريت جورنال ترجمة: عماد الدين زكي