الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوار «منتدانا»: «الفشخرة» دليل نقص وفقدان ثقة

زوار «منتدانا»: «الفشخرة» دليل نقص وفقدان ثقة
20 سبتمبر 2011 14:47
شغل موضوع «الفشخرة» الذي طرحه موقع «الاتحاد الإلكتروني» عبر صفحات «منتدانا» قراء ومتصفحي الموقع، فأبدوا اهتمامهم الخاص، كون الموضوع يتحدث عن ظاهرة تقلق المجتمع بكل من فيه من مواطنين ومقيمين، وتطرقوا لتداعياته التي تعدت المشاكل النفسية إلى كوارث اقتصادية مدمرة للأسر وللبنية الاقتصادية ككل. واحتدمت حدة النقاشات بين فريق وجدها نتيجة طبيعية لما يعيشه المجتمع من تغيرات، وآخر انتقدها بشدة من منطلقات دينية ومنطقية، حتى ارتفعت أعداد المشاركات التي أدلى بها إلى نحو 20 ألف زائر. «الفشخرة» كسلوك اجتماعي برز وبحدة في المجتمع، بدواعي الحرص على المظهر والشكل اللائق، فتحول انتهاجه من سلوك كمالي إلى ضروريات تقض مضاجع كثير من الناس وجيوبهم أيضاً، فشراء كل غالٍ وثمين وعمل كل ما هو مميز يعني علامة الـتحضر، وبنظرة متفحصة على مصادر دخولهم نجدهم مثخنين بجراح ديون بنكية لا تندمل، ورغم ذلك يسافرون كل عام إلى وجهة جديدة أغلى من سابقاتها. بهذه الفقرة، فتح «منتدانا» القضية، بعد أن طلبنا من زوارنا إبداء رأيهم بالظاهرة وإفادتنا إلى حد باتت «الفشخرة» مطلباً كمالياً، ومشاركتنا تجاربهم ومشاهداتهم حول الظاهرة. مرض العصر بين المنظور الديني والمنظور النفسي تطرق متصفحو موقعنا لظاهرة «الفشخرة» وحاكموا أصحاب هذه الصفة، فيما انبرى البعض في الدفاع عنهم من منطلق «وأما بنعمة ربك فحدث»، فزاد هذا الاختلاف في وجهات النظر من حدة التعليق بين متفق ومختلف، الأمر الذي رفع من زوار هذا الطرح عبر منتدانا إلى أكثر من 20 ألف زائر، ارتكزت أطروحاتهم حول هذه الأفكار. خرجت المتصفحة «لولا» في تعليقها، لتؤكد أن كل هذه الفوضى جلبها التقدم والتطور، فحسب رأيها كما تقول: «إن الإنسان أصبح ينظر للتقدم والتحضر بنظرة، تجعله يهتم بامتلاك الأشياء باهظه الثمن، لتعويض فشله في أن يتصدر القمة، فأخذ يكمل نقصه بامتلاك أشياء ليوهم الآخرين بأنه من ذوى الحظ»، مضيفة «أعتقد أنه مرض العصر ونقص في ثقة الإنسان بنفسه». واتفق «جمال» مع وجهة النظر هذه، فكتب في تعليقه «كل هذه الأشياء تجدها عند المعقدين، وإن كانوا متعلمين ومثقفين كما يدعون، وذلك لتعويض نقص ما، راكب سيارة ملك البنك، لابس نعال براتب موظف، ولو تكلمت معه، فستجد ثقافته لا تتعدى آخر أنواع الهواتف وموديلات السيارات ونوع قماش الثوب والعطر». وذهب المتصفح «طلال الطيب» إلى أبعد من مراقبة السلوكيات، كما قال «جمال»، فكتب في مشاركته التي عنونها بـ«ماله داعي»، قائلاً «والله إنه مالها داعي هالفشخرة، أنا أشوفها مرض نفسي يجب علاجه»، مضيفاً «ومع الأسف، إنك لو واجهت الشخص بمرضه النفسى وأهمية ذهابه إلى استشاريين يرفض الفكرة ويزعل منك، ويعتقد أنك تغار منه». أما المتصفح الذي وقع باسم «بيدو سان لوران» فقد كتب يقول «الواثق من نفسه يمشي ملك، وأهل الفشخرة هم أناس لديهم مشكلة في الثقة بالنفس، ولو أحصيتهم تجدهم ناساً فعلاً مديونين أو متسلفين وأوضاعهم المادية لا تؤهلهم ليكونوا في هذا المستوى. فعلاً حالهم يحزن». وهذا ما تؤكده «لين» في مشاركتها المعنونة بـ«للأسف»، فكتبت «كتير ناس هالايام صارت الفشخرة شغلهم الشاغر! بمعنى آخر المعظم بيدين ليتزين!? يعني مثلاً بتلاقي الشب أو الصبية راتبهم 5,000 -10,000 لا وما بيتعدى الـ 10,000 كمان وراكبين سيارة قيمتها تقريبا 200,000 - 300,000 درهم!. لها لدرجة عمت قلوبنا المظاهر». الحقيقة والواقع تحت عنوان «لا إفراط و لا تفريط» كتب سعيد الجزائري «الله يحب أن يرى نعمته على عبده، ولكن من ماله وعرقه، مع مراعاة عدم التشبه بالكفار، ومراعاة استحقاق الشيء لقيمته دون الزيادة المفرطة، فالمرء يشتري المبيعات ولا يشتري أسعارها لعدم الوقوع في الهدر أو التبذير، وأهمية ألا يكون قد أخذ هذا المال من تعب غيره». وحول حقيقة الوضع المادي للأفراد، وانعكاس ذلك على مظهرهم، فللمشارك «أبو زايد» رأي آخر، فكتب يقول «أشوف إن اللي قادر يدلع نفسه وعنده خير، لا يقصر بنفسه بس بحدود المعقول، وأما بنعمة ربك فحدث، وهالأمر يختلف حسب رزق الواحد المكتوب له من الله، الحياه نعيشها مرة وحدة بس، ودام كل شي بالحلال، فالواحد يمتع نفسه بحدود إمكاناته». ويبدو أن رد «أبو زايد» وجد أيضاً من ينقضه، فكتبت «هناء» في المنتدى تقول «البعض يقول «وأما بنعمة ربك فحدث»، معللاً بذلك فشخرته، ونقول لهؤلاء: ديننا كذلك أمرنا بأن لا نتعالى على بعضنا، لأنه هناك دائماً من هو أغنى منك وأقدر، والإنسان يرفض إحساس العجز أو محدودية القدرية، وهذا الشعور الذي يتعمد المتفشخر أن يظهره بالتعالي بما يملك يجرح آخرين لا يملكون». وتؤكد «نادية» وجهة النظر السابقة، مضيفة في الوقت نفسه أن «الاهتمام بحسن المنظر والذوق مطلوب دينياً، وهذا يختلف عن الفشخرة، فالأناقة لا تعني التكلف، وديننا دين الوسطية في كل شيء، فمجرد أن يلبس الشخص شيئاً نظيفاً وبسيطاً ومتناسقاً فهو في نظري شخص كاشخ، لكن الفشخرة تتعدى الكشخة إلى التفاخر بما عندك لتغيظ به الآخرين في بعض الأحيان، ولذلك يجب أن نحمد الله تعالى على نعمه التي أعطانا إياها، فهناك آخرون لا يملكونها، ويجب عدم إغفال أن هذه النعمة قد تزول إما بمعصية وإما بقلة شكر وإما بقضاء الله وقدره». وترى المشاركة «قطر الندى» أن التزييف والاستعراض أصبح سمة عامة، ولكنها ترى أنه لا يوجد ما هو أجمل من العفوية والتلقائية. وتقول «من لا يحترمني لذاتي فلا حاجة لي به». وهذا على عكس ما يراه محمد، إذ أجبرته الحاجة للآخرين أن يجاريهم في معتقدهم وسلوكهم، فهو يرى أن «الفشخرة ومظاهرها أصبحت ضرورة، وإن كان يعلن أسفه لذلك»، ولكنه يقول «فرضها علينا المجتمع والناس، الذين أصبحوا لا يحترمون إلا من يتباهى عليهم، ولا يقدروننا إلا على أساس ما نملك من أدوات مادية. ورغم حبي للبساطة التي أعيشها عندما أسافر لأماكن لا يعرفني فيها أحد، إلا أن الاستعراض أصبح بالنسبة لي حاجة يومية علي أن أقوم بها لتسيير أموري ونيل احترام الآخرين». مشاهدات ومناكفات لأن الأمر كالعادة لا يخلو من المناكفات بين الجنسين، فيكيل كل جنس للآخر نعوتاً ملقياً عليه أسباب وضعه، فكتب مشارك، لم يذكر اسمه، رأيه تحت عنوان «الرياييل مغلوب على أمرهم» يقول «أنا لين يومنا هذا مب عارف كيف طاوعت الحرمه، ولعبت بعقلي وخلتني اشتري لها شنطة نسائية بقيمة 15 ألف درهم، وأنا حسب رأي الشنطة بصراحه ماتسوى هالملبغ، بس شو نسوي نحن الرياييل مغلوب على امرنا.. يا تشتريلي يا ازعل منك.. ولا أنا مب غاليه عندك». ومن المشاهدات المضحكة التي شاركنا بها صديق الموقع سالم المعمري، والتي تثبت ما يعانيه البعض جراء هذه الصفة، فكتب يقول «اجتمعت مع أصدقاء لي في سيارة أحدهم، وكانت المرة الأولى التي نرى فيها سيارته، التي تعمد أن يدعونا إليها وأن يرينا كل ما فيها من مميزات لم نراها ولا حتى في سيارات الأفلام، ولكن بعد لفة طويلة اضطر أن يذهب إلى محطة البنزين بعد أن فرغ خزان البترول، ولكن ما أثارنا أنه ترجل من السيارة وهمس في أذن العامل، ليتبين بعد ذلك، أنه لم يكن يملك إلا عشرين درهماً، فخجل أن يقول للعامل «عبيلي بعشرين» أمامنا، يعني هاي سيارته. وما في جيبه غير 20 درهماً».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©