خواطر معلمة!

ما أسعد النفس عندما تجد قلوباً صغيرةً محبةً لها وتتمنى لها الخير، وتبذل قُصارى جهدها لرسم الابتسامة على وجه صاحبها· كوْني معلمةً أجد مثل هذه التصرفات التي تجعلك تضحك من أعماقك على تفكير الزهور اليانعة·· ولا تجد غير الدعاء لهم بالخير وسعادة الدارين·· تمر لحظات أفكر فيها بالخروج من مهنة الأنبياء لكون الرسالة كبيرة وتأخذ الكثير من وقتي وجهدي وتحملني أمانة عظيمة فوق عاتقي·· فأنا المعلمة والقدوة وتصرفاتي محسوبة علي، فماذا تفعل عندما تشعر بأن هناك عيونا صغيرة تراقب تحركاتك وتفسر كل ما تقوم به ؟!! ما أنا إلا بشر قد يخطئ، وتمر علي أوقات ضعف وقوة·· لهذا أحاسب نفسي على كل صغيرة وكبيرة خاصة في اليوم الدراسي، من نظرات قلوب لا ترحم؟ جهد يزيد من همي··! لهذا ما يجول في خاطري هو عندما أخرج من هذا المكان، هل ستحل مكاني قدوة طيبة أم أنها ستهدم ما زرعت··! جواب سؤالي هو ما يجعلني أتحمل وأصرف النظر عن موعد الرحيل· أجيالنا في هذا الزمن يحتاجون إلى من يستمع إليهم ويهتم بهم ويحاول الدخول إلى عالمهم ليعرف أحزانهم وأحلامهم وطموحهم ويقدم لهم النصح، وهذا ما يساعد على تجاوز مشاكلهم والوقوف بثقة في أولى خطواتهم نحو المستقبل· أحياناً أجد نفسي محظوظة لأنني أتعامل مع هذه الفئة، فمع ضغط العمل تجد من يمتص تعبك ويمنحك السعادة والنشاط ومن يصدمك من تصرفات يقال إنها بريئة··!! مهنة التدريس مهنة من أصعب المهن؛ لأنك تبني عقولا، وتغرس أخلاقا، وتزرع طموحا، وهذا ما يبقى لدى الشخص طوال حياته، فوجود المعلم التربوي القوي الأمين هو ما يبشر بوجود جيل قوي يرفع اسم الوطن عالياً، وهذه أبدا ليست مهمة سهلة· فما أسعدك يا معلم عندما تصل إليك أخبار عن أبنائك الطلبة وقد وصلوا إلى أرفع المناصب ولا يزال يحتفظ بأبجدياتك الطيبة··!! وفق الله المعلمين والمعلمات ويسر أمورهم وأعطاهم الصبر وجعلهم قدوة طيبة لأبنائنا·· قولوا آمين·· هند صالح عجمان