تستكمل شركة الاتحاد للقطارات أعمال التصميمات المبدئية لخط سكة حديد (شاه – حبشان - الرويس) خلال شهر فبراير المقبل، في الوقت الذي تجري فيه الشركة عملية إعادة تأهيل أولية لتنفيذ الأعمال التمهيدية حيث يتم البدء في منتصف العام الجاري في تنفيذ الأعمال الميدانية للخط الحديدي.
وقال شادي ملك المدير التنفيذي للشؤون التجارية للشركة، في تصريحات لـ “الاتحاد”: “ تصل التكلفة الإجمالية للمشروع الاستراتيجي 40 مليار درهم إماراتي ويستقطب عقد الإنشاءات للمشروع اهتماماً من جانب أكثر من 30 شركة من مختلف أنحاء العالم وهي من الولايات المتحدة، أوروبا، استراليا، الصين، الهند، والشرق الأوسط “ . وقد أبدت هذه الشركات العالمية اهتماماً ملفتاً للغاية لتقديم عروضها، الأمر الذي يتيح لنا في شركة الاتحاد للقطارات اختيار أفضل الشركاء.
وتقوم شركة الاتحاد للقطارات بعملية التأهيل الأولية للشركات التي أبدت رغبتها بالمشاركة بعقد إنشاء المرحلة الأولى من شبكة القطار في المنطقة الغربية، ومن المقرر البدء في بناء مشروع القطار الوطني في منتصف العام الجاري في أعقاب تسمية الشركة الفائزة بالعقد لتنفيذ مشروع السكك الحديدية.
وأضاف شادي ملك أن أعمال البناء الميداني على سكة حديد شاه حبشان تبدأ في منتصف العام الجاري 2011، وما تم إنجازه حتى الوقت الحالي يشمل إكمال الدراسات التفصيلية الجغرافية التقنية (الجيوتكنيكال) والطوبوجغرافية لكامل سكة حديد شاه الرويس؛ وإكمال تقييم كامل للتأثير على البيئة لما يتعلق بسكة حديد شاه حبشان حيث تنتهي التصاميم الأولية خلال الشهر المقبل.
وتابع شادي ملك قائلاً : “قمنا بتعيين مستشار سلامة مستقل لسكة حديد شاه - حبشان، الأمر الذي يعد جزءاً حيوياً لعملية المصادقة الخارجية لتمكين سكة الحديد من الوصول إلى الخدمة التشغيلية، وبالنسبة للمراحل الأخرى: تم إعداد التصميم الأولي لكافة المراحل داخل الدولة منتظر أنها تنتهي مع نهاية العام الجاري وسيتم إرساء عقود الإنشاء مطلع العام المقبل”.
وتجري شركة الاتحاد للقطارات خلال الأشهر القادمة عملية تأهيل أولية للشركات لما يتعلق بتنفيذ أعمال الإنشاء للمرحلة الأولى من شبكة القطار التي تمتد على مسافة 270 كيلومتراً سكة حديد “ شاه – حبشان - الرويس “.
مراحل العمل
وأشار ملك إلى أن نطاق العمل يتضمن أعمال الردم الأرضي، وإرساء طريق سكة القطار، وبناء الجسور الخاصة به، وتركيب أنظمة الاتصالات والإشارات، فضلاً عن بناء المكاتب والمستودعات الخاصة بالمشروع في منطقة المرفأ. وتتضمن المرحلتان التاليتان تشييد شبكة القطار في أبوظبي ودبي “المرحلة الأولى” وشبكة المنطقة الشمالية “المرحلة الثانية”.
ولفت إلى أن المرحلة الأولى من المشروع تتضمن إكمال سكة حديد “ شاه – حبشان - الرويس “، حيث سيتم الشروع مع بداية عام 2013 بنقل الكبريت من حبشان إلى الرويس ليجري تصديره عبر القطار، كما سوف يجري تنفيذ خط سكة الحديد الثاني من شاه إلى حبشان مع نهاية العام 2014.
وقال ريتشارد باوكر، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات، إن تطوير شبكة قطارات متكاملة وعصرية يعد مطلباً حيوياً للارتقاء بواقع نظام نقل البضائع الحالي وتعزيز عملية التنمية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي بدولة الإمارات العربية المتحدة. ويذكر أن شركة الاتحاد للقطارات قد منحت شركة آتكينس عقدا استشاريا لشبكة السكة الحديدية داخل الدولة بمراحلها الثلاث، وذلك تزامناً مع قرب إعلان الشركة عن مستشار إدارة المشروع بعد عملية إعادة اختيار تقوم بها. وستعمل هذه الشبكة عند اكتمالها على ربط كافة الإمارات بشبكة قطار آمنة وذات تكاليف مجدية للمستخدمين تغطي مسافة 1200 كيلومتر.
العائد المتوقع
وعن العائد المتوقع للمشروع، قال شادي ملك : “إن شركة الاتحاد للقطارات تعمل على تطوير المشروع من خلال مقاربة تأخذ في الاعتبار الجوانب التجارية، خاصة وإن سكك الحديد بدول مجلس التعاون الخليجي، شأنها في ذلك شأن كافة أرجاء العالم، تمثل جزءاً من النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمدن والدول، ومن هنا، فإن هذا المشروع يخدم العوامل الاستراتيجية والاجتماعية والاقتصادية ويقوم بتلبيتها على أكمل وجه “ . وأضاف أن هناك أهمية كبيرة لإنشاء قطار نقل البضائع في دول مجلس التعاون الخليجي وما ورائها خاصة في ظل الدور الحيوي الذي تنهض به كونها واحدة من أهم الاقتصاديات في المنطقة ودورها الحيوي كمركز يربط الشرق بالغرب.
وأشار أن هذا المشروع يتيح وسيلة جديدة بالكامل لنقل المسافرين والبضائع في المنطقة، سيعمل على تنشيط عملية ربط المدن بالمجتمعات القائمة في مناطق نائية وتعزيز التجارة وفتح قنوات ترابط جديدة فضلاً عن الارتقاء بعملية التنمية على الصعيد الاقتصادي والبنية التحتية.
منافع بيئية واستراتيجية لمشروع السكك الحديدية
أبوظبي (الاتحاد) – قال شادي ملك، المدير التنفيذي للشؤون التجارية لشركة الاتحاد للقطارات إن مشروع القطار حال بنائه يعود بمنافع استراتيجية مهمة من خلال توفير شبكة نقل آمنة بين الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي وما وراءها.
وأضاف أن المشروع الحيوي الاستراتيجي يلبي العديد من الأهداف البيئية والاجتماعية، حيث إن القطار الواحد بوسعه نقل ما يصل إلى حمولة 300 شاحنة، الأمر الذي يعمل على تخفيض الحاجة إلى اعتماد الشاحنات في نقل البضائع، وتقليل الازدحام والارتقاء بسلامة مستخدمي الطرقات.
وأشار أن القطار المحمل بالبضائع يستطيع تخفيض ما يتراوح ما بين 75% من معدل انبعاث الكربون في حال نقل نفس كمية البضائع باستخدام الشاحنات. وعلى الصعيد الاقتصادي فإن الشحنات الكبيرة والضخمة والقابلة للانكسار سيمكن نقلها بالقطار بتكلفة اقتصادية أفضل بكثير من الوسائل الأخرى.
عدد اليوم
