محمد نجيم (الرباط)ـ صدر حديثا للقاصة والروائية المغربية الزهرة رميج رواية جديدة بعنوان “الناجون”?وتقع في 393 صفحة من الحجم المتوسط، وهي مقسمة إلى ثلاثة أقسام تحمل عناوين: “الزلزال” و”زمن الغضب والثورة” و”عودة السلمون”.
تنتمي شخصيات الرواية الصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع والطباعة بالأردن، إلى مرحلة السبعينيات من القرن الماضي. أما أحداثها فتمتد من أوائل تلك المرحلة إلى أواخر العقد الأول من الألفية الثالثة، وتدور ما بين مدن فاس والرباط، والدار البيضاء بالمغرب، ومدينة بوردو بفرنسا.
وعلى الغلاف الأخير للرواية كتبت الزهرة رميج: “كنت وأنا أكتب هذه الرواية، أحلم بتحقيق الحلم الذي ضحى جيلي من أجله، أحلم بأن يحلم الشباب العربي الأحلام الكبرى التي تتسع للوطن العربي كله؛ لكني لم أكن أتخيل أبدا أن “زمن الغضب والثورة” قد يعود مجددا، وأن الشباب العربي يحلم نفس أحلامنا.
ومن صفحات الرواية نقرأ التالي: نظر الأصدقاء إلى بعضهم البعض. ابتسموا. “لقد ولى زمن العنف الثوري، وجاء زمن البناء السلمي”. “لقد تلاشت رغبة السرعة في التغيير، وحلت محلها القدرة على الصبر والمضي ببطء”. “من يدري؟ قد تحقق السلحفاة ما لم يستطع الأرنب تحقيقه؟” هذا ما قالته نظراتهم وابتساماتهم... لم يطل صمتهم، إذ رأوا الدكتور خليل وسامية ينضمان إلى أبنائهما، ويحاولان تقليد حركاتهما المضحكة.. انفجروا ضاحكين، اتجهت سامية صوب راضية وسعد، جرتهما معا، إلى الحلبة.. نفس الحركة قام بها الدكتور خليل مع صديقه ميمون ونادية.. نهض حميد وانحنى في حركة مسرحية أمام بهيجة داعيا إياها إلى الحلبة.. ظل عبد العاطي يتأمل المشهد وكأنه في حلم لا في الحقيقة، قبل أن تنتشله يد حسناء من عالم التأمل والحكمة إلى عالم الحركة والجنون.. راح الأصدقاء كلهم يرددون خلف الشبان الثلاثة نفس الكلمات بعدما استأنسوا بها. بدا لعبد العاطي وكأنه ورفاقه أهل الكهف عادوا إلى الحياة، لقد تغير الزمان تماما، وعليهم أن يتغيروا، وأن يغيروا وفق شروط الزمن الجديد وأدواته وأساليبه.
كانت أصواتهم ما تزال تصدح عندما غمر الصالون الفسيح ضوء الفجر الذي تسرب عبر باب الشرفة المفتوحة، كاشفا صفحة السماء الرمادية الممتدة أمام أعينهم المشرقة.
عدد اليوم
