الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

امرأة الشمس

15 ديسمبر 2006 01:18
محمد المزروعي ليس هناك أعظم من شجرة وحيدة وواحدة في فضاء مكاني متسع، ننظر إليها، فنشعر بالرهبة، ويأخذنا إجاب غامض بهذا المشهد الطبيعي، المُقسَّم بين امتداد الأرض إلى نقطة مُدرَكة في لانهاية ما نراه، نقطة تلتقي مع نقطة مثلها في السماء· نحن والشجرة الوحيدان اللذان عليهما التزاوج من أجل صلوات أبدية، صلوات لم نعرف لحياتها وجودا من قبل· وبرغم التفاصيل الكثيرة، والتي تحيط بالشجرة، من رمال وحجارة وكائنات دقيقة، وهواء وزمن واتجاهات، وربما لغة وأشياء تتحلل بعد انتهاء دورة حياتها، إلا أننا لا نرى ما نراه إلا على أنه مرآة صافية، أو مَرمَر، أو إغماضة عينٍ على آخر قطرة ماء في الوجود· يلعب الحب في هذه المسافة، يشن حروباً ويذهب تاركاً الروح لعودتها إلى الجسد، فَمَا ومَن هي هذه المرأة التي تجلب للقلب مصيراً مشابهاً، جالسةً في شُرفة مسائية، تشرب شيئا بارداً أو ساخناً، تقرأ في رواية رومانسية، وتبكي تعاطفاً مع هزائم الحب في الكتاب، وحتى يأتي الصباح تكون قد حلمت أنها في مكان غريب عليها، وحيدة، تنتفض منها أجنحة وموائد رخامية مكدسة بأصوات متنوعة، وعلى مَن يشعر بالجوع أن يأكل بعض الأصوات، ومن ثم يعود إلى سريره كي تغطيه الطيور، إيذاناً بدخوله عالم النوم إلى الأبد· هل هو الحب الذي يفعل ذلك، وكأنه محاضرة تعليمية، أو فرض تأديبي، أم قصص الغرام في أولها تأتي ومعها كل شيء خافت، ناعم، مُتسرِّب، واهن، أنيني، غافل، متروك، مُجَنَّح، ومتحجِّر· وماذا أفعل بقلبي، الذي لا أعرف له شكلا إلا ما يشبه القلوب المرسومة على الجدران، والنزاع المستمر بين الشمال والجنوب، وآخر حفنة من كل شيء، فهو ليس سوى، فكرةٌ مُضَاعِفةٌ للتفكير في كيف يسير الدم، إنه أحد أشكال الإرهاق السريع، ظاهره السردي حدوتة للأطفال، وباطنه تشابك من العروق والأعصاب والمِحن· حمامة بيضاء زيت في مصباح إنها عينك التي ترمقني من بعيد· ***** ألن يعود الشتاء هذا العام كما في العام الماضي، أنتِ في حوض سَمك تسبحين وأنا ما أزال حائراً أي سمكة منهم أنتِ· ***** أتمدد معكِ على حافةِ سكينٍ لئلا يرانا أحد· ***** ولكن إن مت فجأة كيف تعيش ملابسي eachpattern@hotmail.com
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©