الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

باريس تدرس تقديم أسلحة ثقيلة لـ 5 «مناطق سورية محررة»

7 سبتمبر 2012
عواصم (وكالات)- اتفق الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على ضرورة تسريع العملية الانتقالية في سوريا ودعم المعارضة لتشكيل حكومة، وأكد مصدر دبلوماسي أن باريس بدأت مساعدة مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة “المناطق المحررة” حتى تستطيع إدارة نفسها بنفسها حتى لا تتكرر الفوضي التي وقعت في العراق بعد الاجتياح عام 2003، مبيناً أن بلاده “تدرس تقديم مدفعية ثقيلة لحماية هذه المناطق من هجمات الحكومة”. من ناحيته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن بلاده غير مستعدة لأن تغير موقفها بشأن سوريا وأن على دول الغرب “إعادة تقييم” موقفها بشأن الأزمة وضمان “سلامة القيادة الحالية في أي عملية انتقال للسلطة”، ملمحاً إلى أن الدول الغربية تعتمد على جماعات مثل “القاعدة” لإسقاط الرئيس بشار الأسد. وبالتوازي، حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوجان من المماطلة في إعلان منطقة عازلة على الأراضي السورية وفرض الحظر الجوي عليها من أجل المساهمة في تسريع إنهاء الأزمة التي يعيشها الشعب السوري، قائلاً “إن التسويف في هذا الأمر سيؤدي إلى حدوث مجازر جماعية تشبه تلك التي حدثت في سربرنيتشا البوسنة عام 1995”. وقال أولاند وإلى جانبه مضيفه البريطاني في لندن مساء أمس، إن “ديفيد كاميرون وأنا شخصياً على اتفاق تام: ينبغي أن نسرع العملية الانتقالية السياسية” و”مساعدة المعارضة على تشكيل حكومة”. وأضاف أولاند “من واجبنا مساعدة المعارضة السورية بـ”أي شكل من الأشكال)”. وتعد فرنسا وبريطانيا من الدول الغربية الرئيسية الداعية لتنحي الرئيس بشار الأسد وفتح الباب لمرحلة انتقالية. والليلة قبل الماضية، كشف مصدر دبلوماسي فرنسي أن بلاده بدأت مساعدة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا حتى تستطيع هذه “المناطق المحررة” إدارة نفسها بنفسها وأنها “تدرس تقديم مدفعية ثقيلة لحماية هذه المناطق من هجمات الحكومة”. وقالت فرنسا الأسبوع الماضي إنها حددت مناطق في الشمال والجنوب والشرق خرجت عن سيطرة الرئيس الأسد مما يتيح فرصة للمجتمعات المحلية لحكم نفسها بنفسها دون أن يشعر السكان بالحاجة إلى النزوح عن سوريا. وقال المصدر “في المناطق التي فقد النظام السيطرة عليها مثل تل رفعت شمال حلب، والتي حررت قبل 5 أشهر، أنشئت مجالس ثورية محلية لمساعدة السكان وإقامة إدارة لهذه البلدات حتى تتجنب الفوضى مثلما حدث في العراق بعد الاجتياح عام 2003”. وأضاف المصدر أن فرنسا التي وعدت بـ5 ملايين يورو (6.25 مليون دولار) إضافية لمساعدة السوريين، بدأت في تقديم المساعدة والمال الجمعة إلى 5 سلطات محلية في 3 محافظات وهي دير الزور وحلب وأدلب. واعترف المصدر الفرنسي نفسه، بأن بعض المناطق لا تزال تتعرض لقصف متقطع من جانب القوات السورية لكن احتمال سقوطها ثانية في يد الحكومة مستبعد بشكل كبير. وقال إن الناس في هذه المناطق طلبوا أسلحة مضادة للطائرات. وقال “إنه أمر نعمل عليه بشكل جاد لكن له عواقب خطيرة ومعقدة. نحن لا نهمله”. ويمكن لإقامة مناطق حظر طيران تقوم فيها طائرات أجنبية بدوريات، أن يحمي المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة لكن الفرصة ضعيفة جداً في الحصول على تفويض من مجلس الأمن للقيام بهذا العمل في ظل معارضة روسيا والصين اللتين تملكان حق النقض “الفيتو” في المجلس. ولمح المصدر إلى أنه ربما حدث تحول في تفكير باريس (موقفها بعدم توفير أسلحة للمعارضة السورية)، قائلاً “ليس الأمر سهلاً. حدث نقل لأسلحة انتهى بها الحال في مناطق مختلفة مثل الساحل..لذلك فإن كل هذا يعني أننا نحتاج للعمل بشكل جاد وبناء علاقة ثقة لتتضح الرؤية حتى يتسنى حينئذ اتخاذ قرار نهائي. يحتاج هذا إلى وقت”. وقال المصدر إن باريس كثفت من حوارها مع مقاتلي المعارضة في الأسابيع الماضية رغم أنه حتى هذه المرحلة لا يقوم مستشارون عسكريون فرنسيون بمساعدتهم. وأضاف أن بلاده تعمل على تنمية العلاقات بين المعارضة السياسية السورية والمنشقين ومقاتلي المعارضة. من ناحيته، أوضح بوتين في مقابلة بثت أمس، أن بلادها غير مستعدة لأن تغير موقفها بشأن سوريا ولمح إلى أن الدول الغربية تعتمد على جماعات مثل “القاعدة” لأسقاط الأسد. كما حث بوتين دول الغرب على “إعادة تقييم” موقفها بشأن سوريا وضمان سلامة قيادتها الحالية في أي عملية انتقال للسلطة. وتساءل الرئيس الروسي في المقابلة التي أجرتها قناة “روسيا اليوم” التلفزيونية بقوله “لماذا يتعين على موسكو لوحدها أن تعمد لإعادة تقييم موقفها؟ ربما يتعين على شركائنا أن يعيدوا تقييم موقفهم”، مضيفاً أنه يتوجب على الأطراف “ضمان أمن جميع المشاركين في العملية السياسية المحلية” بسوريا. وجعل بوتين سلامة المفاوضين عن النظام السوري وأيضاً القيادة السورية شرطاً مسبقاً لأي عملية انتقالية، ولكن دون أن يشير مباشرة إلى الرئيس الأسد. وقال “بالنسبة إلينا الأهم هو إنهاء العنف وإرغام كل أطراف النزاع...على الجلوس إلى مائدة المفاوضات وتقرير مصير وضمان أمن كل المشاركين في العملية السياسية المحلية”. وأضاف “فقط عندها يمكن المضي قدماً إلى الخطوات العملية بشأن تنظيم البلد من الداخل”. وقال بوتين “نحن نعي بالكامل أنه يجب أن تحصل تغييرات هناك، ولكننا نعتقد أن هذا لا يعني أن هذه التغييرات يجب أن تكون دموية”. وأضاف “لدينا نفس القدر من الاحترام للجميع”. وأضاف أن “أحداث السنوات الماضية تظهر أن كل مبادرات شركائنا لم تنته أبداً كما كانوا يرغبون”. وتابع “الولايات المتحدة (ثم حلفاءها) دخلت أفغانستان. والآن لا يفكر الجميع سوى بأمر واحد وهو كيفية الرحيل. وما يحصل في الدول العربية، مصر وليبيا وتونس واليمن. هل أن النظام والرفاهية يسودان في هذه الدول؟ وما هو الوضع في العراق؟”. وأضاف الرئيس الروسي “البعض يريدون استخدام مسلحين من (القاعدة) وغيرها من التنظيمات المتشددة للوصول إلى أهدافهم في سوريا...لكن ينبغي عدم تناسي أن هؤلاء سيعودون إلى مهاجمة داعميهم”. وأمس الأول، أبدت موسكو استعدادها لمواصلة الاتصالات مع المعارضة السورية لصالح بلورة مواقف توافقية لحل الأزمة في البلاد. جاء ذلك خلال استقبال ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط، لوفد من المعارضة السورية يمثل “إئتلاف قوى التغيير السلمي” التي تعمل بالداخل، والذي وصل إلى موسكو مطلع الأسبوع المنصرم. ومن المقرر أن يعقد الاتحاد الأوروبي اجتماعاً على مستوى وزارة الخارجية اليوم وغداً في قبرص لتدارس سبل دعم جهود المبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي. ويزور الإبراهيمي القاهرة بعد غد الأحد للتشاور مع المسؤولين في الجامعة العربية ومن ثم دمشق. إلى ذلك، أكد إردوجان في لقاء تلفزيوني أن تركيا سبق وأن حذرت الرئيس الأسد مما ستؤول إليه الأمور في البلاد، موضحاً أن الأخير لم يهتم بجميع هذه التحذيرات، مجددا ثقته بانتصار الشعب السوري عاجلاً أم آجلاً. وقال “الأحداث الدائرة تشير إلى ذلك.. وأنني أوجه دعوة صريحة للجامعة العربية للمشاركة في اتخاذ قرار من هذا النوع (إقامة مناطق آمنة وفرض حظر جوي)..لنتخذ هذا القرار معاً ولنخطو خطوة مشتركة بهذا الاتجاه”. وانتقد رئيس الوزراء التركي كلا من روسيا والصين وإيران على موقفها تجاه الأزمة في سوريا لا سيما وأن الرئيس السوري قد مات سياسياً”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©