الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اكتظاظ الصفوف يطل برأسه مع بداية الدراسة في الجزائر

اكتظاظ الصفوف يطل برأسه مع بداية الدراسة في الجزائر
15 سبتمبر 2013 20:13
حسين محمد (الجزائر) - التحق 8 ملايين و470 ألف تلميذ جديد بمقاعد الدراسة إيذانا بانطلاق العام الدراسي 2013- 2014 في الجزائر، ليرتفع العدد عن عدد تلاميذ الموسم الدراسي الماضي بـ322 ألف تلميذ جديد، ما أثار مخاوف أولياء الأمور والأساتذة من تفاقم أزمة اكتظاظ الصفوف المدرسية، التي كانت إحدى النقاط السوداء في العام الماضي بعد أن بلغ عددُ التلاميذ في بعض الصفوف 55 تلميذاً، إلا أن وزارة التربية سارعت إلى طمأنة الأولياء و»الأسرة التربوية» معاً حينما أعلنت استلام 462 مؤسسة تربوية جديدة في بداية العام الدراسي الجديد، تتوزع بين مدارس ابتدائية ومتوسطية وثانوية، لتضاف إلى 25 ألف مؤسسة تربوية بالبلد، وقالت إن ذلك سيخفف حجم الاكتظاظ في انتظار استلام مؤسسات تربوية أخرى في الأسابيع والأشهر القادمة. مساعدات سنوية مع بداية العام الدراسي الجديد، أعلن وزير التربية الجزائري عبد اللطيف بابا أحمد تقديم منح مالية لـ3 ملايين أسرة فقيرة لها طفل أو أكثر على مقاعد الدراسة، بهدف مساعدتها على تحمّل أعباء الدخول المدرسي. وتحوّلت هذه المساعدات المالية للأسر الفقيرة إلى تقليد سنوي دأبت عليه الحكومة منذ أزيد من 10 سنوات، وهذا بقرار من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وكانت المنحة المقدَّمة في السنوات الماضية تبلغ ألفيْ دينار جزائري، قبل أن ترفعها الحكومة إلى 3 آلاف دينار (نحو 40 دولاراً)، وهو مبلغٌ يتوافق مع أسعار السوق المحلية. إلا أن رئيس جمعية أولياء التلاميذ خالد أحمد طالب برفع المبلغ إلى 7 آلاف دينار لـ»مواكبة الغلاء الفاحش لأسعار اللوازم المدرسية في السنوات القليلة الماضية»، كما طالب الحكومة بشراء الأدوات المدرسية من تجار الجملة وبيعها للتلاميذ بنفس الأسعار كنوع من الدعم، ولوضع حدّ للمضاربة وتجار المناسبات الذين يتلاعبون بأسعار اللوازم المدرسية هذه الأيام، إلا أن اقتراحاته لم تلق أي صدى. وفضلاً عن تقديم منحة الـ3 آلاف دينار لـ3 ملايين أسرة محدودة الدخل، أعلن الوزير منحَ الكتب مجاناً لـ4 ملايين تلميذ فقير، أي نصف عدد تلاميذ البلد، وهو بدوره تقليدٌ سنوي متبع منذ نحو 10 أعوام. وأكد بابا أحمد أن وزارة التربية تنسِّق مع وزارة الداخلية من أجل تحديد هوية العائلات المحتاجة في كل بلدية، وتسليم المساعدات المقررة لها في آجال لا تتعدى نهاية شهر سبتمبر الجاري. بينما تشكو العائلات المعنية كل سنة من تأخر وصول المساعدات المالية إليها في الأوقات المناسِبة، ما يجبرها على الاستدانة لاقتناء الأدوات المدرسية لأبنائها. مضاربة واسعة يشكو أولياء التلاميذ هذه السنة أيضاً من ارتفاع أسعار اللوازم المدرسية بسبب المضاربة الواسعة التي تعرفها مع بداية كل عام دراسي جديد، ولاحظنا من خلال جولة في عدد من الأسواق الشعبية الشهيرة بالجزائر العاصمة، ومنها أسواق «الرغاية» و»بن جراح» و»ساحة الشهداء» و»مارشي 12»، أن عدداً كبيراً من الطاولات قد نُصّبت على مقربة من الأسواق النظامية، وأن الباعة الجائلين قد اغتنموا المناسبة لممارسة التجارة الموسمية بالأدوات المدرسية لبضعة أيام لِما تدرّه من أرباح مضمونة بالنظر إلى العدد الهائل للتلاميذ في كل أنحاء البلد، وتحظى اللوازم المستوردة من الصين بإقبال واسع من الأولياء بالنظر إلى أسعارها المعقولة مقارنة بأسعار الأدوات المحلية أو المستوردة من أوروبا. ولتخفيف الأعباء عن الأولياء، أقرت وزارة التربية هذه السنة اعتماد ما يسمى «القائمة الموحَّدة» للَّوازم المدرسية في مختلف الصفوف والأطوار التعليمية، وهو ما خلّف ارتياحاً كبيراً لدى الأولياء، يقول نذير بلمهدي، أبٌ لتلميذ بالخامسة ابتدائي «كان المعلِّمون يتفننون في مطالبة التلاميذ بعدد كبير من الأدوات التي لا يحتاج إليها كلها، ما كان يُرهق الآباء، هذا القرار الآن سيخفف عنّا الأعباء». تدني المستوى مع أن غلاء اللوازم المدرسية يؤرق أولياء الأمور، إلا أن ما يقلقهم أكثر هو التراجع المستمر للمستوى التعليمي لأبنائهم في السنوات الأخيرة، بدليل أن نتائج البكالوريا ومختلف الامتحانات المصيرية كانت متدنية في يونيو الماضي عكس السنوات السابقة. وينتاب الأولياءَ خوفٌ أكبر من تدنّ رهيب للمستوى التعليمي في العام الدراسي الجديد بعد خروج آلاف المعلمين والأساتذة في مختلف المراحل التعليمية إلى التقاعد، وسارعت وزارة التربية إلى توظيف نحو 12 ألف معلم وأستاذ بدلهم بناءً على مسابقة وطنية، ويرى الأولياء أن المعلمين المتقاعدين يتميزون بخبرة وكفاءة عاليتين يفتقر إليهما بالتأكيد المعلمون الجدد من الشباب، ويتخوّفون من أن يؤثر ذلك سلباً في أبنائهم، يقول محمد شملال، موظف وأبٌ لطالب في الثاني ثانوي «كان على الوزارة أن لا تقبل بخروج هذا العدد الكبير من الأساتذة إلى التقاعد دفعة واحدة وتستبدلهم بآلاف آخرين من الشباب المفتقِد إلى أي خبرة، كان يمكن الاستغناء عن هؤلاء بالتدريج على مدار سنوات». ويضيف شملال «الحلّ الآن يكمن في دروس تقوية المستوى، هذه الظاهرة ستتكرس أكثر برغم سلبياتها، وهي بمثابة حل اضطراري لنا، لا نريد أن يضيع أبناؤنا على يد معلمين مبتدئين». ثقل الحقيبة تهدف وزارة التربية في الجزائر إلى تخفيف حمل الحقيبة المدرسية عن التلاميذ بعد أن كثُرت شكاوى الأولياء من أن ثقل الحقائب يرهق أطفالهم ويسبب لهم متاعبَ صحية جمة وينفّرهم من الدراسة، وخاصة التلاميذ الذين يقطنون بعيداً عن المدارس، بينما حذر البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس هيئة ترقية الصحة، من أن «ثقل الحقيبة المدرسية يهدد تلاميذ الجزائر بأمراض عديدة ومنها تقوُّس العمود الفقري». إلى ذلك، صرّح الوزير بابا أحمد أن الوزارة قررت أيضاً بداية العمل بطريقة «الأدراج» داخل الأقسام، حيث يُمنح لكل تلميذ دُرجٌ داخل الصف ليترك فيه الكتب واللوازم الثقيلة. إلا أن أولياءَ أبدوا تحفظهم من هذه الطريقة التي ستمنع أطفالهم من المراجعة الجيدة لدروسهم في البيت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©