الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هي لك هدية من العرب

3 مارس 2016 00:00
من الزملاء من وقفوا عند ما آلت إليه انتخابات الفيفا متباكين ومتحسرين على أن العرب فوتوا على أنفسهم فرصة تاريخية، لكي يكون رجل منهم على رأس المؤسسة الرياضية الأكثر جماهيرية والأكثر متابعة إعلامياً والأقوى نفوذاً بين كل المؤسسات الرياضية في العالم. ما أفرزه المشهد الانتخابي في دوره الثاني الذي كان لا بد وأن يفصل بشكل ديموقراطي بين إنفانتينو والشيخ سلمان، يشعر فعلاً بالحزن والندم حتى لا أقول بالخزي، وقد أهدى الصراع العربي/‏ العربي للسويسري إنفانتينو المنصب الأرفع بين كل المناصب الرياضية فوق طبق من ذهب، لكنني أجرد نفسي من كل هذه الحالات الشعورية القهرية التي عبر عنها زملائي في كثير من المواقع، والتي باتت لازمة هذا الزمن.شخصياً توقعت أن تتحكم في انتخاب القائد الجديد للفيفا، الكثير من المؤثرات الرياضية وغير الرياضية، فبين الاتحادات القارية التي لها دور كبير في توجيه بوصلة الانتخابات، هناك تجاذب كبير وصراع مكشوف وغير مكشوف لوضع اليد على مؤسسة الفيفا، وتوقعت مع إصرار الأمير علي بن الحسين على البقاء في سباق الرئاسة برغم معرفته اليقينية أن الصراع سيكون ثنائياً بين الشيخ سلمان وإنفانتينو، أن يكون هناك مرور للدور الثاني، وأن الكتلة المنجذبة للأمير علي، إن أحست بغياب كل حظ له في السباق الرئاسي، تحولت إلى رمانة الميزان، وقد كانت بنسبة عالية جداً هي ما رجح كفة السويسري إنفانتينو، فمن أصل الثلاثين صوتاً التي خرجت من عباءة الأمير علي والفرنسي شامبين، ذهب 27 صوتاً لإنفانتينو وثلاثة فقط دخلت جيب الشيخ سلمان. وعلى قدر شعوري بالإحباط الشديد من الصورة التي ارتسمت عن العرب في انتخابات الفيفا، فإنني لا أستطيع أن أخطئ الأمير علي بن الحسين ولا أن أستنكر انتقال 90% من الأصوات التي تحصل عليها في الدور الأول لمعسكر إنفانتينو وليس للشيخ سلمان، فالرجل تقاسمته حالتان أخفهما يصيب بالمرارة، حالة الألم من خيانة أوروبا له، وقد تخلت عنه بعد أن استنصرته في معركته السابقة ضد بلاتر، وحالة القهر من الشعور بما يشبه ظلم ذوي القربى، عندما لم تسانده قارته الآسيوية في حملته الأولى ونصرت عليه بلاتر، وعندما تجاهلته في الثانية وفضلت عليه الشيخ سلمان. وبين من أحس منهم بالخيانة ومن شعر منهم بالظلم، قرر الأمير علي أن يحرر رصيد الأصوات كاملاً باسم جياني إنفانتينو. فماذا يضير العرب لو أضافوا للمواجع وجعاً آخر؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©