الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاكل الأسنان.. أولها إهمال وآخرها فقدان

مشاكل الأسنان.. أولها إهمال وآخرها فقدان
8 سبتمبر 2012
يعاني الكثير من الناس من مشكلات في الأسنان ولا يقصدون الطبيب إما بدافع الخوف من الألم أو الخجل، فما هي أكثر مشاكل الأسنان شيوعا؟ وما علاقة أمراض الأسنان بالصحة؟ وهل هناك أغذية من شأنها أن تسهم في تقوية الأسنان وأخرى قد تضرها؟ وما هو السبيل للقضاء على مشكلة الخوف من زيارة طبيب الأسنان؟ أسئلة كثيرة تدور في الأذهان ويرد عليها أخصائي جراحة الفم والأسنان الدكتور زهير الهاشمي، الذي يؤكد أن مشاكل الأسنان تبدأ بإهمال صاحبها للعناية بها وتناول الأطعمة التي تفيدها، وتنتهي بآلام مبرحة تؤدي إلى فقدانها. يعد تسوس الأسنان من أكثر مشاكل الأسنان شيوعا في العالم كله، ولكن المشكلة تختلف حدتها نسبيا من بلد لآخر وفقا لمعطيات كثيرة، أهمها مدى انتشار الثقافة الصحية، وتركيزها على صحة الفم والأسنان بوصفها مؤشرا أساسيا للصحة العامة، وفق ما يقوله الدكتور زهير الهاشمي، أخصائي جراحة الفم والأسنان بالشارقة. مرض جرثومي يقول الهاشمي “ينظر الناس لتسوس الأسنان على أنه أمر طبيعي، في حين أنه مرض جرثومي، حيث تمتزج الجراثيم في الفم مع بقايا الأطعمة واللعاب، لتكوين طبقة تغطي سطح الأسنان، وخاصة الجزء القريب من اللثة، وتسمى هذه الطبقة الصفيحة الجرثومية أو (البلاك)، وإذا لم يتم التخلص منها عن طريق نظافة الفم والأسنان، فإن هذه الطبقة تؤثر على سطح السن حيث تذوب وتؤدي إلى تآكل سطح السن، مسببة الحساسية عند تناول الطعام في بدايتها الأولى، ثم يتسع التآكل ليكون نخرا يمتد حتى يصيب لب السن الذي يحتوي العصب وأوعية دموية تغذي السن، مسببا لها آلاما قوية لا يمكن تحملها، ثم يصل النخر إلى نهاية جذر السن ويؤدي ذلك إلى تكوّن خراج السن”. ويضيف الهاشمي “نتيجة لما سبق، تقتضي عملية علاج لب السن، التخلص من السن، وهذا لا ينصح به أبدا حيث أن الأسنان الاصطناعية لا يمكن أن تحل محل الطبيعية، ولذلك ينصح بالحفاظ على الأسنان قدر الإمكان، وإدامة بقائها بمراجعات منتظمة لطبيب الأسنان”، لافتا إلى المشكلة الأخرى التي تترافق مع تسوس الأسنان وتتمثل في التهابات اللثة ورائحة الفم غير المحببة، والتي تسببها الصفيحة الجرثومية (البلاك) أيضا، عبر تكدس بقايا الطعام في الحفر والشقوق التي تكونت في الأسنان بسبب الإهمال وعدم العناية. ويتابع “هناك كذلك مشكلة الكلس أو ما يسمى بالجير الذي يلتصق على سطوح الأسنان مسببا تقيح اللثة ونزفها وهو سبب رئيس في تكون روائح الفم المزعجة”. صحية وسليمة للحصول على ابتسامة صحية وأسنان جميلة، ينصح الأطباء باتباع عدة خطوات من شأنها أن تساعد على انتباه المرء للعديد من العادات غير الصحية التي يمارسها الكثيرون في حياتهم اليومية، والتي تؤثر في صحة فمهم وأسنانهم، ومن أهمها، وفق الهاشمي، ضرورة احتواء الوجبة اليومية على حصص من الخضراوات والفواكه، ففضلا عن كونها مهمة جدا لصحة الجسم لاحتوائها على الفيتامينات والمعادن الضرورية، فالخضراوات مثلا تحتوي على نسبة من الفلورايد، الذي تعرف أهميته في تقوية الأسنان، كما أن تناول تفاحة واحدة بعد الأكل أو بين الوجبات تساعد على تنظيف سطح الأسنان من مادة البلاك (الترسبات) المتراكمة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن التفاح يعتبر رمزا للأسنان الصحية والقوية. ويضيف الهاشمي “يجب الحرص أيضا على عدم الإكثار من أكل الشوكولاتة والحلويات لتأثيرها على صحة الأسنان وإصابتها بالتسوسات جراء الإكثار منها، فمن المعروف أن البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان تتغذى على السكريات المتراكمة على سطوح الأسنان، وإذا كان الأمر مصاحبا للإهمال في تنظيف الأسنان تكون النتيجة انتشار التسوس على سطح السن، ولهذا ينصح الأشخاص المولعون بتناول الحلويات بكثرة وكذلك الأطفال، بالحرص على تنظيف الأسنان جيدا بالفرشاة والمعجون، وخاصة قبل النوم، والتقليل من تناول الحلويات التي تلتصق بسطوح الأسنان ما أمكن”. ويشير الهاشمي إلى عادة سيئة لدى بعض من الناس وهي مضغ الليمون أو غيره من الحمضيات، موضحا أنها غالبا ما تضر الأسنان على المدى الطويل، ومن الآثار المترتبة على ذلك تآكل في طبقة المينا للأسنان، وهي التي تعتبر من أقوى طبقات السن في تركيبته، حيث يلاحظ قصر في طول الأسنان وتآكلا في سطوحها الأمامية والخلفية، إضافة إلى تآكل في سطوح الأضراس في الجهة الأكثر مضغا. وينصح الهاشمي بعدم تناول المشروبات الغازية بكثرة، نظرا لاحتوائها على نسب عالية من السكريات والأحماض التي تضر الأسنان، لذا من الأفضل استخدام المصاصة عند الشرب، بدلا من الشرب مباشرة من العلبة للتقليل من تعرض الأسنان للمشروب الغازي. وينصح الهاشمي الفرد بالتعود على فحص أسنانه، وملاحظة أي تغيرات في لون الأسنان أو حجمها مع الزمن، حيث لا يتم ملاحظة ذلك إلا من بعد تنظيف الأسنان جيدا بالفرشاة والمعجون أمام المرآة، لافتا إلى أن اللثة السليمة تعطي الابتسامة جمالا أكثر فيجب تنظيف الأسنان واللثة معا ولهذا ينصح باستخدام الفرشاة الناعمة إلى متوسطة لأن الفرشاة الخشنة يؤدي كثرة استخدامها إلى ضرر باللثة وانحسار فيها. أما بالنسبة للعناية بأسنان الأطفال، يقول الهاشمي إن العادات الصحية لسلامة الفم والأسنان تكون في الغالب مكتسبة، لذلك يجب أن يكون الأبوان قدوة لأطفالهم وتعليمهم على الحرص منذ بزوغ السن الأول، لكي يستمر الاهتمام بالأسنان في الكبر. ظاهرة الخوف حول ظاهرة الخوف من طبيب الأسنان، يقول الدكتور الهاشمي “تثير زيارة طبيب الأسنان قلق الكثير من الناس وخاصة الأطفال، حيث ينعكس ذلك على تعامل الطبيب مع المريض الذي يبذل جهدا استثنائيا لإزالة حاجز الخوف والتغلب عليه، من أجل تسهيل عملية المعالجة وكسب ثقة المريض”. ويوضح أن أغلب مرضى عيادات الأسنان يشعرون بالقلق النفسي قبل موعد الزيارة، وهذا القلق والخوف ناتج عن أسباب كثيرة، أحدها سبب مهم يتعلق بخبرة علاج سابقة مر بها المريض في صغره في سن الطفولة، وذكريات أول مراجعة لطبيب الأسنان، وهذا يعتمد بصورة مباشرة بطريقة تربية الطفل وعلاقته بعائلته، وقد يكون الطبيب الأول هو السبب لقلة خبرته في التعامل مع الطفل، بحيث تنعكس العلاقة السلبية وتمتد مع المريض حتى الكبر، وثاني هذه الأسباب هو مظهر عيادة الأسنان وما تحتويه من آلات وأجهزة مستعملة في فحص أو حفر الأسنان، مشيرا إلى أن هذا الخوف غالبا ما يكون مصدره تراكمات مؤلمة ومتعبة لزيارات سابقة لطبيب الأسنان، فيكون بذلك سببا لامتناع المريض عن مراجعة عيادة الأسنان بصورة منتظمة، للفحص والتحري عن مشاكل بسيطة في بدايتها في الأسنان. من ناحية أخرى، يقول الهاشمي “يخاف الكثيرون من إبرة التخدير التي يستخدمها طبيب الأسنان وتشكل هاجسا للكثير من المرضى، حيث تعتبر الإبرة من أكثر الأسباب في زيادة وتيرة الخوف، بسبب الإحساس بالألم أثناء وخز الإبرة، وعلى المريض أن ينظر لهذه الإبرة على أنها الوسيلة الوحيدة والفعالة لتخليصه من ألم الأسنان الحاد، وهناك مواد يمكن استعمالها قبل عملية وخز الإبرة من شأنها تخفيف الألم، وذلك عبر التخدير الموضعي عن طريق استخدام البخاخ أو الكريم الذي يحتوي على مادة مخدرة”. ويضيف “يجب على المريض عدم التركيز في انفعاله على كيفية وخز الإبرة وكيفية استعمالها، وأن يتحلى بشيء من هدوء الأعصاب، فهذا يساعد على إزالة نسبة عالية من الخوف والقلق، وعلى المريض أيضا الاسترخاء تماما على كرسي عيادة الأسنان، عن طريق أخذ عملية شهيق وزفير عميقين، يجنبه التفكير والتركيز على ما يفعله الطبيب أثناء العلاج”. تبديد «فوبيا» طبيب الأسنان يشير أخصائي جراحة الفم والأسنان الدكتور زهير الهاشمي إلى جملة من العوامل التي تشجع المريض على زيارة عيادة الأسنان، وتقلل من “فوبيا” طبيب الأسنان، وهي نظافة العيادة وجمالها الذي يلعب تأثيرا نفسيا إيجابيا كبيرا على مريض عيادة الأسنان، ولذا يجب على أطباء عيادات الأسنان إضافة بعض الديكورات البسيطة على العيادة، وترتيب أثاث وأجهزة العيادة بالشكل الذي يجلب الهدوء والطمأنينة لمريض الأسنان، ومن المهم تبديد مخاوف المريض من النصائح التي يتلقاها المريض أو الأخبار التي سمعها من آخرين سبق وأن عانوا كثيرا من العلاج، حيث يجب على الطبيب أن يتكلم مع المريض ويطلب منه عدم الأخذ بتلك النصائح التي سمعها، باعتبار أن علاج مشكلته يختلف عن المرضى الآخرين، أو أن يشرح للمريض أن سبب تلك الآلام هي بعض الممارسات الخاطئة لبعض أطباء الأسنان عديمي الخبرة، وأن يخبر المريض أن حالته يسيرة ويشرح خطوات علاجها ويتجاذب معه أطراف الحديث حتى يبدد قلقه ومخاوفه.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©