بعد ماراثون طويل من المفاوضات والنقاشات، استمر قرابة 12 ساعة، انتقل التشيلي كارلوس مونوز من بني ياس إلى الأهلي في صفقة تعد هي الأكبر من بين صفقات هذا الموسم، لاسيما وأن القيمة المالية لها وصلت إلى 40 مليون درهم، بحسب مصدر مسؤول في بني ياس بخلاف انتقال سعد سرور إلى القلعة «السماوية» لمدة موسمين.
وارتبطت صفقة انتقال مونوز ارتباطاً وثيقاً بانتقال محمد ناصر مهاجم الوصل إلى بني ياس أيضاً، بعد رفض الأهلي لطلب بني ياس استعارة المهاجم الدولي أحمد خليل لمدة موسم واحد.
وشهدت الساعات الأولى من صباح أمس إثارة بالغة، خصوصاً بعد إغلاق باب التسجيل عند الثانية عشرة من منتصف الليل، دون أن يتم قيد محمد ناصر وسعد سرور في صفوف بني ياس، وكذلك البرتغالي هوجو في صفوف الوصل، في حين تم قيد التشيلي كارلوس مونوز في قائمة الأهلي بنجاح، وهو الأمر الذي أثار لغطاً كبيراً، إلى أن سمحت لجنة شؤون اللاعبين بمد القيد حتى الثانية من صباح امس للسماح بقيد اللاعبين، خصوصاً وأنه تم قيدهم في نظام التسجيل الإلكتروني قبل الثانية عشرة من منتصف الليل، ولكن لم يظهر التسجيل فعلياً دون معرفة السبب.
وشهدت أروقة نادي بني ياس في تلك الآونة تحركات كثيرة، واتصالات مكثفة لمعرفة الأسباب التي أعاقت تسجيل اللاعبين، ولم يهدأ بال مسؤولي السماوي حتى تم فتح باب القيد مجددا وتسجيلهم في قائمة السماوي.
«سيناريو القصة»
وبدأت الحكاية عندما أرسل الأهلي طلباً رسمياً إلى بني ياس لضم مهاجمه كارلوس مونوز مقابل مبلغ مالي ولاعب الوسط سعد سرور، ورد بني ياس بالموفقة، شريطة أن يحصل على خدمات المهاجم الدولي أحمد خليل على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد، خلاف المبلغ المالي وسعد سرور، وهو ما رفضته إدارة الأهلي، وردت برفع المقابل المالي للصفقة حتى وصل إلى 25 مليون درهم.
وفي المقابل وضعت إدارة بني ياس عدة خيارات بديلة في حال رفض الإدارة الحمراء، حيث دخلت في مفاوضات مباشرة مع مهاجم أورجواياني كبديل لمونوز، لكن الصفقة توقفت، وتم تأجيلها لفترة الانتقالات الشتوية، ولجأ مسؤولو بني ياس إلى الدخول في مفاوضات مع الكويتي يوسف ناصر مهاجم نادي كاظمة، ولكنها توقفت أيضاً، ولم تجد الإدارة السماوية حلاً، إلا السعي نحو الحصول على خدمات مهاجم الوصل محمد ناصر، ولكن الأزمة تمثلت في وجود عدة عوائق مع إدارة الفهود ووكيل أعمال اللاعب، ووقتها قررت إدارة بني ياس وقف المفاوضات والصفقة نهائياً، في ظل عدم امتلاك الفريق لمهاجم صريح، وعلى الفوز توسطت إدارة الأهلي لإنهاء الأمر، واقترحت صفقة ثلاثية الأطراف، بانتقال البرتغالي هوجو إلى الوصل في مقابل موافقة الأخير على انتقال محمد ناصر إلى بني ياس، وهو ما حدث بالفعل ليسدل الستار على رواية صفقة استمرت حتى الساعات الأولى من الصباح.
ترقب عائلي حتى الواحدة صباحاً
في الوقت الذي استعد فيه التشيلي كارلوس مونوز للرحيل من بني ياس عقب نهاية تدريب مساء أمس الأول، برفقة عائلته التي حضرت لمقر النادي بالشامخة الجديدة، وبعد أن حرص على لملمة متعلقاته الخاصة بغرفة خلع الملابس، طال الانتظار كثيراً، حتى الواحدة من صباح أمس، حرص اللاعب على الوجود لحين تقرير مصيره النهائي، ورفض الرحيل، وانتظرت عائلته أكثر من ست ساعات داخل سيارته الخاصة، وحرص اللاعب على وداع الجميع قبل مغادرته الفعلية في الواحدة صباحاً بعد التأكد من إتمام الصفقة.
(أبوظبي-الاتحاد)
المدرب الإسباني
في قلب الحدث
حرص مجلس إدارة نادي بني ياس على وجود الإسباني لويس جارسيا المدير الفني للسماوي، في قلب الحدث، حيث كان المدرب موجوداً في النادي برفقة الإدارة، وكان طرفاً أساسياً في النقاشات التي دارت حول الصفقة، على مدار أكثر من سبع ساعات عقب نهاية تدريب الفريق في السابعة مساء.
(أبوظبي-الاتحاد)
طالب الجماهير بالصبر ومساندة الفريق
مبارك بن محيروم: لا نفرط في لاعبينا والصفقة مصلحة متبادلة للجميع
أكد مبارك بن محيروم، رئيس مجلس إدارة شركة بني ياس لكرة القدم، أن صفقة انتقال مونوز إلى الأهلي تعد مصلحة متبادلة لجميع الأطراف، مشيراً إلى أن إدارة النادي وضعت المصلحة العليا للنادي في المقام الأول، ولم تفرط في اللاعب إلا بعد التأكد من أن الصفقة تصب في مصلحة النادي بشكل عام، لا سيما أن الفريق أصبح لديه مهاجم ولاعب وسط جديدين، إضافة إلى مبلغ مالي كبير، مقارنة بالمبلغ الذي تم دفعه في اللاعب عند شرائه.
ووجه ابن محيروم الشكر إلى عبد الله النابودة رئيس مجلس إدارة الأهلي، على التعاون الكبير في المفاوضات، مؤكداً أن النقاشات أخذت مجهوداً كبيراً من الطرفين، إلا أنها امتازت بالود حتى تمت الصفقة بنجاح.
وأعلن أن مجلس الإدارة وضع عدة سيناريوهات من أجل إتمام الصفقة، في مقدمتها الحصول على خدمات الدولي أحمد خليل، أو التعاقد مع مهاجم أجنبي على وجه السرعة، أو اللجوء للحل الأخير بالتعاقد مع مهاجم مواطن مثل محمد ناصر، ووقتها سوف تكون الفرصة سانحة لقيد لاعب أجنبي جديد خلال 21 يوماً، من غلق باب القيد، وهو ما سنسعى إليه فعلياً الآن.
ورفض مبارك بن محيروم ما يثيره البعض حول تفريط الإدارة في لاعبي النادي، مؤكداً أن بني ياس يتمسك بلاعبيه، ويريد من يريده، مشيراً إلى أن البعض يتكلم دون أن يعرف شيئاً، حيث إن رغبات اللاعبين ضرورية للبقاء ضمن صفوف الفريق، لكي يدافع عنه بقوة وحماس.
واستطرد قائلاً: «نحن في مجلس الإدارة نعمل بكل طاقتنا دون أن نبخل على النادي بأي قطرة عرق، من أجل المضي قدماً في تنفيذ المخطط الاستراتيجي خلال السنوات القالية المقبلة».
وتحدث رئيس مجلس إدارة بني ياس عن الوضع الراهن للفريق في الدوري، وقال: «نعرف أن الموقف صعب، ونعذر الجماهير في مشاعرها التي هي نفسها مشاعرنا نحن، عند الخسارة أو الإخفاق، لكن يجب أن يعلم الجميع أن بني ياس يدخل هذا الموسم دون أن يضع عينه على المنافسة»، مشيراً إلى أن «السماوي» يسعى للعمل الواقعي، وقال: «نحن نؤكد وبكل ثقة أن بني ياس سوف يكون حاضراً بقوة، وسوف يكون هدفه حصد بطولة، لكن بعد الانتهاء من بناء الفريق، ومن المؤكد أن ذلك يحتاج إلى وقت حاله حال أي فريق محلي أو خارجي».
وأعلن أن بني ياس سوف ينافس على بطولة في الموسم الثالث من الآن، وذلك بناء على التوقيتات التي تم وضعها من جانب الإدارة الفنية والتنفيذية للنادي التي تعد من بين أكثر الإدارات احترافاً على مستوى الدولة.
وأضاف: «خرج علينا البعض يقول إن بني ياس سوف ينافس، ونحن لم نقل ذلك على الإطلاق، وحددنا أهدافنا منذ البداية ببناء فريق يمكنه المنافسة في السنوات المقبلة».
وأكد ابن محيروم أن العمل يسير في النادي بشكل احترافي، لأن مجلس الإدارة لا يتدخل في الشؤون الفنية على الإطلاق، لاسيما أن المدير التنفيذي الإسباني سوسو وضع استرتيجية طويلة المدى، يتم تنفيذها في الوقت الراهن، مشيداً بالمجهودات التي يقوم بها هذا الرجل، وأكد أنه واحد من الذين صنعوا فريق أتليتكو مدريد الحالي، وهو مهندس صفقات هذا النادي الكبير، ومن غير المنطقي التشكيك في قدراته، ونحن في الإدارة على ثقة تامة من أنه قادر على صناعة الفارق مع بني ياس في الفترة المقبلة.
كما أكد أن الإسباني لويس جارسيا مدرب الفريق، مستمر، بعد أن جدد مجلس الإدارة الثقة فيه، خصوصاً أن طموحاته وفكره يتماشيان مع طموحات النادي، وسبق له أن خاض التجربة نفسها مع ليفنتي الإسباني، الذي صعد به إلى الدوري، كما أنه خاض تجربة مشابهة مع خيتافي الإسباني أيضاً.
وطالب مبارك بن محيروم جماهير بني ياس بالصبر على الفريق، مؤكداً أن القادم أفضل، خصوصاً أن الجميع سوف يبذل قصارى جهده من أجل المضي قدماً في تنفيذ الإستراتيجية الرامية لجعل النادي واحداً من أكبر أندية الدولة.
وأكد أن مجلس الإدارة سوف يرحل فور شعوره بأن العمل لن يجدي، وأن ما يحدث لا يسير وفق عمل مدروس ومخطط له، منوهاً بأن الجميع داخل المجلس يعمل بشكل تطوعي دون الحصول على مقابل كما يردد البعض، ويعمل الجميع حباً في هذا النادي فقط، وإرضاء لجماهيره، وتمنى أن يكون التوفيق حليف الفريق في الفترة المقبلة، مكرراً تأكيده على ضرورة الصبر ومساندة بني ياس في الفترة المقبلة، التي وصفها بالصعبة.
(أبوظبي-الاتحاد)
عدد اليوم
