القاهرة - محمود عبدالعظيم:
شهدت سوق الاوراق المالية في مصر عددا من المتغيرات على صعيد آليات التداول من شأنها اعادة ترتيب اوضاع السوق ومنها بدء نشاط التداول الالكتروني بعدما منحت الهيئة العامة لسوق المال نحو 5 شركات سمسرة وادارة محافظ التراخيص اللازمة لهذا النشاط الجديد والسماح لشركات سمسرة اخرى بافتتاح قاعات خاصة للتداول بمقارها مثلما هو متبع في سوقي السعودية والامارات· هذان المتغيران سوف يخلقان معادلات جديدة في البورصة المصرية حيث ستدخل بموجب هذه الاليات شرائح جديدة لم تكن تتعامل مع السوق الامر الذي يؤدي الى توسيع قاعدة المستثمرين وترجيح كفة المتعاملين في البورصة المصرية من الاسواق المجاورة حيث تتيح آلية التداول الالكتروني سهولة الانتقال بين بورصات المنطقة خلال نفس جلسات التداول·
وتدور منافسة حادة بين شركات السمسرة وادارة المحافظ للحصول على نصيب من كعكة هذه النظم الجديدة· وقد حصلت شركات عربية ''اون لاين والنعيم وهيرمس والتجاري الدولي'' سمسرة على تراخيص مزاولة النشاط الى جانب ست شركات اخرى تقدمت للحصول على الترخيص بعد استيفاء الشروط· ويتيح التداول الالكتروني للمستثمرين اتمام عمليات البيع والشراء ومتابعة الاوامر والاطلاع اللحظي على الاسعار وتعديل الاوامر بناء على متغيرات السوق ومعرفة الرصيد النقدي آليا من خلال شبكة ''الانترنت'' دون التعامل المباشر مع شركة السمسرة أو إهدار الوقت في الاتصالات الهاتفية وهذا النمط الجديد من التعامل يؤدي في مدى قصير الى تغيير معادلات السوق التي كانت تعتمد التفاعل المباشر بين المستثمر والسمسار كوسيلة لاتمام البيع والشراء·
ويرصد ياسر الملواني رئيس المجموعة المالية - هيرمس - عددا من الفوائد للسوق جراء توسيع التداول الالكتروني منها تلبية احتياجات الاجيال الشابة الراغبة في التعامل مع البورصة خاصة انها تتمتع بمهارات الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا وتدعيم نشاط التجزئة والوصول لصغار المتعاملين بتكلفة اقل وتعزيز اتجاهات الانفتاح والاندماج بين بورصات دول المنطقة مع الاعتماد المتبادل بين اقتصاديات دول المنطقة حيث يستطيع المستثمر التعامل الكترونيا في عدة بورصات في وقت واحد ومن خلال حساب مجمع ومعرفة نتائج عملياته فورا والانتقال من بورصة لاخرى في ذات اللحظة وتحويل استثماراته بتكلفة اقل ويسهم التداول الالكتروني في سهولة انتقال رؤوس الاموال من بلد لآخر وبكفاءة عالية ومعدل امان جيد ويفتح الباب لتنامي العمليات المشتركة والتعاون بين المؤسسات المالية في دول المنطقة·
واضاف الملواني أن سوقي الاوراق المالية في الامارات والسعودية عرفتا التداول الالكتروني منذ مطلع العام الجاري وحققت هذه الآلية نجاحا كبيرا في السوق السعودية حيث يبلغ نصيب التداول الالكتروني الان نصف التعاملات ويبلغ 40 في المئة من حجم التعامل في بورصتي دبي وأبوظبي·
وقال أحمد نعيم -الرئيس التنفيذي لشركة ''النعيم'' السعودية القابضة- إن التداول الالكتروني يأتي في اطار جهد مؤسسي تبذله السلطات الرقابية في عدد من بورصات المنطقة وفي مقدمتها بورصات مصر والامارات والسعودية والبحرين ويستهدف تيسير سبل التكامل الاستثماري بين أسواق المنطقة ويتيح التداول الالكتروني الفرصة امام المستثمرين العرب للتعامل المباشر والفوري مع بورصة القاهرة وبقية اسواق المنطقة أي أن المستثمر سواء كان فردا أو مؤسسة بامكانه ان يعوض خسائره في سوق ما بأرباح في سوق اخرى وتغطية مركزه المالي في نهاية تعاملاته اليومية·
ويضيف ان هذه الآلية تفيد المؤسسات المالية وصناديق الاستثمار وشركات ادارة المحافظ التي تتعامل بأحجام كبيرة خاصة الصناديق التي تعمل على نطاق اقليمي وبالتالي تتيح الفرصة امام المزيد من الانفتاح والاندماج المالي والاستثماري بين المؤسسات العربية·
وتتيح قاعات التداول الخاصة التي بدأت بعض شركات السمسرة المصرية في تطبيقها وسيلة سهلة للمستثمر الفرد للاطلاع على حركة الاسهم والسندات المتداولة لحظة بلحظة واتخاذ قراره الاستثماري اعتمادا على نصائح مستشارين ماليين متواجدين في قاعات التداول وتلتزم شركات السمسرة وادارة المحافظ بتوفيرها· وتجمع قاعات التداول بين التعامل السريع والاطلاع المباشر على اوضاع السوق وتوفير الجهة التي تسهم في ترشيد قرار المستثمر·
وعما اذا كانت قاعات التداول الخاصة سوف تؤدي الى ترجيح كفة المضاربات والمضاربين في السوق على حساب المستثمرين قال أحمد نعيم إن المضاربين ليسوا في حاجة لقاعات التداول الجديدة التي تم افتتاحها بمقر الشركات كي يمارسوا المضاربة لان هؤلاء يمارسون نشاطهم استنادا لتحركات الاسهم وليس استنادا لآليات ونظم التداول بل ان هذه القاعات سوف تؤدي الى ظهور طبقة جديدة من المحترفين في الاستثمار في الاوراق المالية على المدى البعيد أي أن السوق سوف تتجه الى مزيد من النضج والرشاد·
عدد اليوم
