بكين - رويترز: اتفقت الصين والولايات المتحدة أمس على خطوات واسعة لمعالجة الاختلالات الاقتصادية العالمية مع انتهاء محادثات استمرت يومين لتخفيف التوترات التجارية والخاصة بالعملة بين البلدين بنوايا حسنة وإن كانت أحرزت تقدما متواضعا، ووافقت الصين على أن تفتح مجموعة بورصة نيويورك للاوراق المالية وسوق ناسداك مكاتب لهما في بكين بينما أعطت واشنطن الصين الضوء الأخضر للانضمام إلى بنك انتر أميركان للتنمية·
وقال وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون في نهاية المحادثات: ''الولايات المتحدة والصين تدركان أن علاقتنا الاقتصادية تكون أفضل عندما تحقق منافع لبلدينا· وندرك أن النمو الدائم والمتوزان في الصين هام لقوة الاقتصاد العالمي·· وسيتخذ كل منا اجراءات للتعامل مع مواطن الخلل العالمية وخاصة من خلال تعزيز المدخرات القومية بالولايات المتحدة وعبر زيادة الاستهلاك المحلي ومرونة سعر الصرف في الصين بجانب دعم فتح الاستثمارات في كلا البلدين''·
ووصف بولسون المحادثات بأنها بناءة، وقالت وو يي نائب رئيس الوزراء الصيني ورئيسة وفد بلادها بالمحادثات إن المناقشات كانت ناجحة للغاية وستساعد في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، وسيلتقي الجانبان مرة أخرى في واشنطن في مايو، ورغم أن بولسون عازم على وضع أساس للتعامل مع مجموعات معقدة من القضايا على المدى البعيد إلا أنه يتعرض لضغوط لإحراز تقدم في شكل ارتفاع بوتيرة أكبر لسعر اليوان الصيني فيما يعد اختبارا لكثير من الالتزامات الصينية تجاه إصلاحات السوق·
وقال مسؤول بارز بوزارة الخزانة الأميركية إن أحد الموضوعات الهامة بالمحادثات كان كيف يمكن للصين مواصلة نمو متوازن وكيف يمكنها الاندماج بالاقتصاد العالمي، وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن ''المرونة الأكبر في سعر الصرف جزء هام من ذلك· ويدركون ذلك ونحن ندركه أيضا، والأمر يكمن في مجرد مدى سرعة وصولهم إلى ما يرغبون فيه''· غير أن وو تساءلت مجددا عن ''المعرفة المحدودة'' للأميركيين بجهود الصين لمنح قوى السوق سيطرة أكبر على الاقتصاد بينما قالت صحيفة الشعب اليومية الرسمية الناطقة باسم الحزب الشيوعي إن على الولايات المتحدة أن تشكر الصين على انخفاض التضخم لديها على مدى فترة طويلة·
يذكر أن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى تتهم الصين بتعمد خفض قيمة اليوان لمنح الصادرات الصينية ميزة نسبية سعرية في الأسواق الخارجية مما يلحق ضررا واضحا بالقدرة التنافسية لمنتجات هذه الدول، وقال الوزير الاميركي للمسؤولين الصينيين ''بالطبع أنتم تفهمون موقفنا القوي بأن وجود أسعار صرف أكثر مرونة أمر ضروري أيضا''·
ويشعر السياسيون في واشنطن بقلق بالغ تجاه السياسات الاقتصادية للصين التي يراها الكثيرون في الولايات المتحدة سببا في إلحاق أضرار مباشرة تلحق بالاقتصاد الاميركي من خلال المنافسة الشرسة من جانب المنتجات الصينية للمنتجات الاميركية داخل الولايات المتحدة وخارجها مما أدى إلى فقدان العديد من الوظائف في سوق العمل الاميركية·
وكانت الولايات المتحدة أكدت في تقرير سنوي صدر الاثنين الماضي تمسكها بإلزام الصين بالوفاء بالتزاماتها في إطار منظمة التجارة العالمية· وأشار التقرير إلى أن واشنطن على استعداد لاتخاذ خطوات رسمية ضد الصين إذا فشلت في الحصول على تنازلات من بكين عبر الحوار الثنائي، بيد أن متحدثا باسم وزارة الخارجية الصينية أكد رفض بلاده للتقرير الاميركي وما توصل إليه من نتائج·
عدد اليوم
