الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات أمن المعلومات تزدهر مع تزايد تهديدات القرصنة

شركات أمن المعلومات تزدهر مع تزايد تهديدات القرصنة
8 سبتمبر 2012
يتعرَّض كثير من المؤسسات بالولايات المتحدة لهجمات معلوماتية، سواء من هواة المزاح أو عصابات إجرامية أو حكومات أجنبية، بل وصل الأمر إلى التعدي على كيانات مثل جوجل ولينكد إن. ومن المتوقع أن تنفق كبريات الشركات 32?8 مليار دولار على أمن الكمبيوتر هذا العام بزيادة 9% على العام الماضي. كما ينتظر أن تنفق الشركات صغيرة الحجم ومتوسطته على الأمن أكثر مما تنفقه على مشتريات تكنولوجيا المعلومات الأخرى خلال السنوات الثلاث المقبلة، حسب شركة البيانات الدولية البحثية “أي دي سي”. ولم يكن كثير من رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الرأسمالية المغامرة في وادي السليكون يستثمر في كبريات شركات أمن الكمبيوتر مثل شركتي سيمانتك ومكافي، إلا أن ذلك بدأ يتغير. ففي الإثني عشر شهراً الماضية تجاوزت عروض الاكتتابات العامة الأولية لشركات أمن مغمورة اكتتابات شركات كبرى مثل فيسبوك وزينجا. يذكر أن شركة ايمبرفا لأمن البيانات التي بيعت أسهمها في الأسواق المالية العام الماضي كان اكتتابها من ضمن أكبر عروض الاكتتابات لعام 2011، وقفزت أسهمها قرابة 30% في أول أيام تداولها ولا تزال أعلى من سعر الاكتتاب الأولي بنسبة 37%. في المقابل، فقدت أسهم زينجا لألعاب الهاتف المحمول 73% من سعرها منذ طرح اكتتابها في شهر ديسمبر الماضي. اكتتاب أولي كذلك قفزت أسهم شركة سبلانك لأمن البيانات قرابة 65% منذ طرح أسهمها في شهر أبريل، وجمعت 331 مليون دولار في اكتتاب أولي. وزادت أيضاً أسهم الشركة البادئة بالو ألتو نتوركس بنسبة 26% حين بدأت التداول في شهر يوليو الماضي. وقال تيد شلاين، أحد شركاء كلاينر بيركنز كوفيلد آند بايرز، الشركة التي تستثمر في المشاريع ذات المخاطرات العالية إن السبب وراء ذلك يكمن في أن الناس بدأوا يدركون أن مليارات الدولارات التي أنفقت على أمن الشبكة التقليدية لم يعد يصلح استخدامها الآن. كما أضحت شركات الأمن البادئة أهداف استحواذ جاذبة. وقد وافقت آبل التي اعتادت تفادي الصفقات الباهظة على الاستحواذ على شركة أوثينتك مقابل 356 مليون دولار في شهر يوليو الماضي، في ثاني أكبر صفقة استحواذ لها حتى الآن. كذلك قامت العام الماضي شركة إي إم سي التي تمتلك أصلاً شركة آر إس إيه بالاستحواذ على شركة نتويتنس مقابل 400 مليون دولار. وتنبه أصحاب المشاريع الرأسمالية ذات المخاطرة إلى ذلك، حيث استثمروا العام الماضي مجتمعين 935 مليون دولار في شركات أمن التكنولوجيا ما يقارب ضعف ما استثمروه خلال عام 2010 البالغ 498 مليون دولار. وقال أشيم تشاندا، أحد مستثمري المشاريع في جرايلوك الذي استثمر في ايمبرفا وبالمو ألتو نتووركس ذات المخاطرة: “نحن نشهد العديد من رواد الأعمال المهتمين بهذا المجال”. التحولات التكنولوجية ويعتبر صعود شركات الأمن البادئة نتاجاً لعوامل ثلاثة هي التكنولوجيا الجديدة والخوف وتوفر المال لدى بعض الشركات. ذلك أن التحولات التكنولوجية مثل التوجه نحو الأجهزة المحمولة والحوسبة السحابية أعادت توجيه دفق المعلومات وزادت حجم البيانات، سواء للموظفين أو القراصنة. ويزداد القراصنة تقدماً أيضاً، إذ كان العام الماضي هو عام “التهديد المتقدم المستديم” وهو عبارة عن مهاجمة كمبيوتر يقضي فيها القراصنة الوقت بحثاً عن هدف وملكيته الفكرية لاكتشاف من لديه وسيلة دخوله ثم نشر كافة الوسائل اللازمة لسرقته. وقعت شركة آر إس إيه ضحية لهجوم من هذا القبيل العام الماضي وكذلك شركتي المقاولات العسكرية لوكهيد مارتن ونورثتروب جرومان. وقال تيموثي مكنايت رئيس تنفيذي نورثتروب جرومان العام الماضي إن الشركة تكافح ضد عدد من هجمات من هذا القبيل يومياً. وقال شوان هنري، أحد كبار تنفيذيي أمن الكمبيوتر السابقين في مكتب التحقيقات الفيدرالي مؤخراً: “درست كافة القطاعات ووجدت تعاظم عمق هذه الهجمات واختراقها وانتشارها”. وعادة لا يتم الإفصاح عن حجم الهجمات سواء بسبب أن عدم معرفة الشركات ما إن كانت قد هوجمت أو خشيتها من تأثير الإفصاح عن أسعار أسهمها، غير أن الهجمات التي أعلن عنها أضحت أحداثاً مدوية تدل على مدى تعرض شركات التكنولوجيا والوكالات الحكومية وشركات الأمن للمخاطر والتي كان الناس يفترضون أنها محصنة. وقال باتريك مورلي رئيس تنفيذي شركة بيت 9 البادئة التي تكافح الهجمات الخبيثة إن تدفق الأخبار السيئة المستمر يعتبر حافزاً لرواج نشاط الشركة. تأسست بيت 9 منذ عشر سنوات، غير أنها ظلت مغمورة حتى عام 2010 حين اخترق نظام كلمة مرور جوجل وبدأ كبار تنفيذييها في الانتباه. وقال مورلي: “حققنا نمواً 100% سنوياً في العامين السابقين وقبل ذلك لم نشهد مثل هذا النمو”. قفزة في الاستثمارات ومؤخراً أعلنت بيت 9 التي زادت قاعدة عملائها إلى ثلاثة أمثالها في عامين أنها جمعت 34?5 مليون دولار في دورة استثمار قادتها شركة سيكويا كابيتال للمشاريع الاستثمارية. وقال تشاندا من جرايلوك إن شركات الأمن البادئة التي تتصل بشركته تقع في إحدى الفئات الأربع التالية: شركات أمن المحمول وشركات التحقق من أصالة الشيء (التوثيق) وشركات اكتشاف المتطفلين وشركات أمن البيانات الضخمة. حصل بعض الشركات مؤخراً ملايين الدولارات، منها على سبيل المثال شركة لوكاوت التي تمنع الأدوات الخبيثة وسائل التجسس من مهاجمة أجهزة المستهلكين المحمولة والتي جمعت 78 مليون دولار من شركات كبرى مثل إكسل بارتنرز واندربسين هورويتز. وتقوم مجموعة من الشركات البادئة الجديدة بتسويق خدمة مشابهة للشركات التي يجب عليها الآن معالجة مشكلة اصطحاب الموظفين لأجهزتهم آي فون وآي باد معهم إلى العمل والتنقل بملكيات فكرية سرية. جمعت شركة زينبرايز البادئة التي تقدم أمن الهواتف للشركات 65 مليون دولار. كذلك تمكنت شركة ابثوريتي البادئة التي لم يمض على تأسيسها سوى عام واحد فقط والمتخصصة في رصد سلوك تطبيقات المحمول المريبة، من جمع 6?5 مليون دولار من شركات استثمارية في شهر مايو الماضي، وجمعت سوليرا نتووركس الشركة البادئة المتخصصة في تعقب المتطفلين مباشرة أكثر من 50 مليون دولار من شركة إنتل كابيتال وغيرها، وتقول أوساط متعددة إنها مؤهلة ومرشحة لصفقة استحواذ تبلغ قيمتها عدة مئات من الملايين من الدولارات. قد يترتب على الاستثمار في مجال الأمن تحديات ومخاطر غير معتادة. وفي بعض الأحوال تلقي أصحاب المشاريع الجديدة في مجال الأمن تهديدات بالقتل من مجرمي الإنترنت. وفي أحوال أخرى أغلق مجرمون مواقع أمن تماماً. وقال راي دو إثروك، أحد شركاء الاستثمار في فنروك إنه تلقى رسائل تهديد عبر البريد الإلكتروني من أناس من هذا القبيل. واضطرت شركته لتعيين حراس أمن لحماية مكاتبها. كما اضطرت شركة بلو سكيوريتي إلى إغلاق خدمة مكافحة القرصنة عام 2006 بعد أن رد مجرمون على تقنية اكتشاف الفيروسات التي ابتكرتها بهجوم مضاد شرس، حيث أغرق المخربون خدمة قاعدة بياناتها بحركة بيانات مفرطة عطلت شركة بلو سكيوريتي ومعها آلاف من مواقع أخرى على الشبكة لدرجة أن مقدمي خدمة الإنترنت رفضوا استيعاب الخدمة فأجبرت على الإغلاق. وقال روثروك: “بشأن الاستثمار في الأمن لا تدري أحياناً إلى أين سينتهي بك المطاف من حيث جذب انتباه الأشرار”. ولكنه أضاف أن الأمر لا يزال يستحق المجازفة، وقال: “الأمن سوق نامية وسوف تظل تنمو إلى الأبد”. نقلاً عن: «انترناشيونال هيرالد تريبيون» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©