الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

منتجات «آبل» تواجه عقبات في الأسواق الصينية

منتجات «آبل» تواجه عقبات في الأسواق الصينية
8 سبتمبر 2012
تحظى منتجات آبل بشعبية كبيرة في الصين، وخلال الربع الأول من هذا العام جنت آبل 7?9 مليار دولار في الصين ما يجعلها ثاني أكبر سوق للشركة. يذكر أن أحدث آي باد أطلق في الصين في 20 يوليو الماضي. حققت آبل نتائج متميزة مؤخراً صرحت بها في 24 يوليو، حيث بلغت إيراداتها العالمية في آخر فترة ربعية 35 مليار دولار بإجمالي هامش أرباح بلغ قرابة 43%. وما أثار الدهشة هو أن ذلك كان أدنى مما توقعه المستثمرون ولذلك تراجعت أسهم آبل بنسبة 4?3%، وعزا محللون ذلك إلى وهن الطلب في أوروبا وإلى شائعات ترددت تفيد بأن آبل توشك أن تطلق آي فون جديداً. وتراجعت مبيعات آبل في الصين إلى 5?7 مليار دولار بانخفاض نسبته 28% من ربع السنة الأول متميز الأداء (حين أطلقت آبل آي فون 4 إس الذي طال انتظاره). غير أن إجمالي إيرادات آبل ارتفع بنسبة 48%. ذلك أن مبيعات الهواتف الذكية (في كافة الأسماء التجارية) في الصين في زيادة مطردة: فقد ارتفعت بنسبة 288% في شهر أبريل مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، وللمرة الأولى تجاوزت مبيعات الهواتف العادية. وقال خبراء إن في مقدور 270 مليون عميل في الصين شراء منتجات آبل، وإنه سيكون في مقدور 57 مليون عميل آخرين سنوياً شراؤها، ذلك أن العديد من الصينيين تواقون إلى شرائها. كما أنه من الممكن أن تزداد مبيعات آبل من زاوية أخرى، لأن شركة تشاينا موبايل التي تشكل ثلثي مشتركي المحمول بالصين البالغ عددهم مليار مشترك لم تقدم رسمياً بعد منتجات آبل. وقال سي كيه لو الخبير في مؤسسة جارتنر لبحوث السوق: “إنه لكي تتوسع آبل في الصين ينبغي لها التعاقد مع تشاينا موبايل”. وتتردد شائعات بأن عقداً من هذا القبيل يجري إعداده. وبذلك تزداد مبيعات آبل في الصين بل يرجح أن تزداد باطراد مستقبلاً. ويتوقع البعض أن الصين ستتجاوز الولايات المتحدة لتصبح أكبر أسواق آبل في غضون بضع سنوات. غير أن السوق الصينية تواجه بعض العقبات مثل نظام الملكية الفكرية المتقلب. يذكر أن إطلاق أحدث كمبيوتر لوحي من آبل تعطل لفترة بسبب دعوى اقامتها بروفيو، وهي شركة صينية مفلسة ادعت أنها تملك حقوق بيع آي باد في الصين. ونظراً لأن آبل لم تحسن معالجة هذه الدعوى فقد اضطرت إلى دفع 60 مليون دولار للتوصل إلى تسوية. وقد شجع ذلك آخرين على دعاوى أخرى يدعون فيها امتلاك الحقوق في اسم سنو ليبورد (وهو أحد نظم تشغيل أجهزة كمبيوتر (آبل) وبعض التقنية وراء سيري (وهو نظام التعرف على الصوت في هواتف آبل). يأتي ذلك في الوقت الذي ينتهك فيه قراصنة صينيون حقوق آبل، فهناك العديد من الهواتف المحمولة المقلدة بالصين، مثل أجهزة “جو آبل” GooAppl التي تشبه أجهزة آي فون، ولكنها تستخدم نظام تشغيل أندرويد من جوجل. كما تم العام الماضي اكتشاف نحو 20 متجرا تبيع منتجات مغشوشة شبيهة بمنتجات آبل في مدينة كونمينج عاصمة إقليم يونان. غير أن آبل في مقدورها بذل مزيد من الجهد للحد من عمليات القرصنة. وعلى سبيل المثال لم تقم آبل بتوسيع شبكة متاجر بيعها بالتجزئة بالسرعة الكافية تاركة المجال مفتوحاً للمقلدين. وقد سبق أن تعهدت بفتح 25 متجراً في الصين، ومع ذلك لا يوجد سوى ستة متاجر فقط. وهناك عقبة أخرى أمام آبل تتمثل في أن مبيعات الهواتف الذكية في الصين تقودها في غالب الأمر الأجهزة الرخيصة. وقال خبراء إن ثلثي الهواتف الذكية المباعة العام الماضي في الصين يقل سعر الجهاز الواحد منها عن 300 دولار، في الوقت الذي يبلغ فيه سعر أحدث آي فون 800 دولار. يذكر أن بايدو وعلي بابا وغيرهما من شركات الإنترنت المحلية تطلق هواتف متصلة بالإنترنت رخيصة. وتبلغ منافسة الأسعار من الشراسة درجة أن زد تي إي إحدى شركات تصنيع المحمول المحلية تخسر مقابل ضرب الأسعار. في مقدور آبل محاولة المنافسة عن طريق طرح طراز أرخص ذي خصائص ومزايا أقل وهو نهج لا تتبعه الشركة في أسواق أخرى. غير أن ذلك يهدد بالمساس باسمها التجاري. يذكر أن مايكروسوفت سبق أن خفضت أسعار أجهزتها في السوق الصينية في تسعينيات القرن الماضي، ولكنها لذلك السبب أخفقت هناك. لا يكمن السر وراء ربحية آبل الجامحة بالدول الأخرى في مجرد أجهزتها الراقية، بل في التطبيقات والأغاني والأفلام التي يحملها العملاء فيها. كما أن هواتفها وأجهزتها اللوحية تجتذب المستهلكين إلى بيئة آي تيونز المربحة. وتعتبر الصين من هذه الزاوية سوقاً واعدة، ففي العام الماضي ارتفعت تحميلات التطبيقات ارتفاعاً صاروخياً بلغ 300% ما يشكل 18% من إجمالي السوق العالمية. كما زادت المبيعات الصينية في آي تيونز منذ قبلت آبل دفع مستحقاتها بعملة اليوان. غير أن المستهلكين الصينيين لا يميلون إلى الانفاق، فهم يطمحون إلى تطبيقات مجانية. يذكر أن ما يدفع مقابل تطبيق ألعاب آبل بلغ في المتوسط 1?9 دولار في اليابان و0?67 دولار في أميركا ولكن 0?07 دولار فقط في الصين وهو ما يجعل من الصعب نجاح نمط نشاط آبل في الصين. غير أنه مع الزيادة المطردة للأجور في الصين، ربما يتغير هذا الوضع. ولا يتطلع المتسوقون الصينيون إلى مجرد امتلاك منتجات آبل، بل يتطلعون أيضاً إلى التعرف على الرجل وراء هذه الشركة، فقد زادت مبيعات سيرة ستيف جوبز ارتفاعاً هائلاً. وربما عملت آبل على دفع الحكومة الصينية إلى حماية الملكية الفكرية على نحو أكثر صرامة، رغم أن نسخاً مقلدة من سيرة جوبز توافرت في السوق في غضون أيام من إطلاق النسخة الأصلية ولكن بكسور فقط من السعر السائد. نقلاً عن: «ايكونوميست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©