تقرير البرادعي: تقدم في ملف إيران النووي لكنه غير كاف

أكد محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الوكالة حققت ''تقدما جيدا'' في تحقيقها الذي استمر 5 سنوات بشأن البرنامج النووي الإيراني، ''لكن ذلك لا يزال غير كاف''، فيما اعتبر كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي أن تقرير الوكالة يثبت ''حقيقة التصريحات الإيرانية'' في هذا الصدد ويشكل ''نجاحاً'' لإيران، وأكد مصدر دبلوماسي أن مندوبي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأميركا روسيا والصين في الأمم المتحدة سيجتمعون الاثنين المقبل بشأن إيران، وقال البرادعي بعد نشر تقريره الأخير حول إيران: ''في الأشهر الأربعة الأخيرة أحرزنا تقدما جيدا على صعيد توضيح الأمور العالقة المرتبطة بأنشطة إيران النووية '' لكن لا تزال هناك شكوك خطيرة· وأوضح أن إيران سمحت بعدد من الزيارات اتاحت الحصول على ''صورة أوضح'' عن برنامجها مستدركاً بقوله: ''لكن هذا في رأيي غير كاف''، ودعا طهران إلى تنفيذ اتفاق يسمح بعمليات تفتيش أعمق ومباغتة في غالب الأحيان، لمنشآت نووية من جانب خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية· وذكر تقرير الوكالة الذرية، أمس إن إيران أبدت صراحة جديدة بشأن التقدم الذي حققته في برنامجها النووي والذي لم يكن متاحاً الوصول إليه من قبل مفتشي الأمم المتحدة لكن هذا ليس كافياً لإثبات أن برنامجها لا يهدف الى إنتاج قنابل، ورغم أن تقرير الوكالة رسم صورة أكثر إيجابية من ذي قبل للتعاون الإيراني لكنه أكد أيضا أنها تختبر تقنية قد توفر لها إمكانية تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع لتواصل بذلك تحديها للمطالب بأن توقف جميع الأنشطة النووية الحساسة وإلا ستفرض عليها عقوبات من مجلس الأمن الدولي، وذكر التقرير أيضا أن إيران تتفادى الرد بشكل له معنى على معلومات مخابرات تشير إلى وجود مساع سرية لاستخدام أنشطة نووية في مجال ''التسلح'' بربط عملية معالجة اليورانيوم واختبارات على متفجرات قوية وأعمال تصميم رأس حربي صاروخي· وجاء في التقرير السري ''دراسات التسلح مسألة تبعث على قلق بالغ وهي مهمة في تقييم احتمال وجود بعد عسكري لبرنامج إيران النووي''، وأضاف: ''الوكالة لن تكون في وضع يسمح لها بتحقيق تقدم نحو تقديم تأكيدات يعتد بها بشأن غياب مواد وأنشطة نووية غير معلنة في إيران إلا بعد الوصول إلى شكل من أشكال الوضوح بشأن طبيعية دراسات التسلح المزعومة ودون تنفيذ البروتوكول الإضافي الذي يتيح إجراء عمليات تفتيش مفاجئة وواسعة النطاق''، وقال التقرير إنه من دون ذلك فلن يكون هناك ثقة في الطبيعة السلمية الخالصة للبرنامج النووي الإيراني· وتحدث محمد البرادعي عن ''تضاؤل المعرفة'' بشأن برنامج إيران المتقدم منذ أن توقفت إيران عن الالتزام بالبروتوكول الإضافي احتجاجاً على التحركات لفرض عقوبات ضدها· وأكد التقرير أن إيران تختبر أجهزة طرد مركزي من طراز (أي·أر·-2) وهي نسخة محدثة من تصميم حصلت عليه طهران من مهربين نوويين يقودهم باكستانيون بضخ غاز اليورانيوم فيها في جناح النماذج الأولية بمجمع نطنز النووي، وأضاف أن إيران تختبر 12 من أجهزة (أي·أر·-2) بينها عشرة في شبكة متصلة، ويمكن لأجهزة (أي·أر·-2) تخصيب اليورانيوم بمثلي أو ثلاثة أمثال سرعة أجهزة (بي-1)· وفي أول تعليق أميركي قالت كيت ستار المتحدثة باسم مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض ان المجتمع الدولي لا يمكن ان تكون لديه ثقة في أن البرنامج الايراني سلمي حتى تفي طهران بمطالب تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم· وقالت بناء على التقرير الاخير للوكالة فان الولايات المتحدة محبطة لعدم اذعان طهران للالتزامات الدولية، وستواصل السعى من اجل مزيد من العقوبات في الأمم المتحدة· وكان أعضاء مجلس الأمن قد تسلموا مساء أمس الأول نسخة معدلة من مشروع قرار يتضمن عقوبات إضافية على إيران ويتوقع أن يجري التصويت خلال أسبوع وسط تحرك إسرائيلي مكثف لفرض المزيد من الضغوط على طهران·