الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فرحة نورانية

3 أكتوبر 2014 22:35
العيد فرحة نورانية تأتي في وقتها. تتواصل معنا ونتواصل معها. تعود، فتسكرنا بطعمها اللذيذ ولو للحظات لننسى كل شيء. هكذا ورثنا حبنا لهذه المناسبة. العيد يحتفل بالبشر وهم يحتفلون به. يمر متوكئا على الفرح، هذا هو في كل زمان ومكان وعند كل الناس وكل المخلوقات حتى الجماد يشتم رائحته فينتشي بقدومه. وفي كل الظروف هو. . هو ينثر مشاعر البهجة والأمل والسرور لو للحظات في كل النفوس حتى «المسدودة» منها. لمن نلبس أحلى الثياب ولمن نتزين ومن ندعو الله أن يعيده علينا، إنه العيد. كل عام وأنتم بخير، أيها الملائكة الصغار أصدق وأكبر من يحتفي بالعيد. تلك هالة من نور تغسل تغمر وجوهكم. تأمل وجه ذلك الطفل الذي يطير مرة فرحا بعيديته، ويقع مستلقيا على الأرض مرة أخرى، ليعد ما جمعه من نقود، وفي الذهن صورة لاتفارق خياله طوال أيام العيد، أن يحقق أمنية ولو صغيرة من «مال العيد». الصغار حين يزورهم العيد، يسابقون آباءهم إلى بيوت الأهل والمعارف. وتأتي العيدية بالحلم، قد يكون لعبة أو ألعاب إلكترونية في مدينة الألعاب. قد يكون تسلية في المراكز التجارية أو مهرجان العيد. قد يكون «موبايل» جديد، أو يكون وجبة أو حلوى، وقد يكون «آي فون 6» اطلب ما تشاء فاليوم عيد، الآخرون قد تعتريهم وقد لاتعتريهم الدهشة من العيدية. كلنا فرحنا بالعيدية، كلنا أحسسنا بالفرحة النورانية. الفرحة النورانية نفسها تعيد إلينا الذكريات. نتذكر المسافات الطويلة التي كنا نقطعها مشيا على الأقدام من أجل العيدية. كم فريجا طفت، إلى أين وصلت، كم بيتا دخلت، كم يدا تناولت منها العيدية، كم وجها تهلل عندما شاهد البهجة في وجهك المرهق فرحا. كم مرة قطعت المسافة بين هذا البر وذاك بالعبرة «أم مجداف» وتنسمت هواء البحر الذي يراقص كل شيء، وزخات الماء تتطاير خفيفة كالمطر الذي يداعبك من الداخل، قبل أن يداعب ثياب العيد. كم هي الدروب التي اكتشفتها في العيد، وكم من الصداقات البريئة العابرة استمتعت بها، كم مرة نسيت نفسك فتأخرت عن البيت حتى المساء. كم تمنيت لويعود بك العيد إلى ذلك الزمان لتستمتع به كالصغار؟ ما الذي قاله لك الأولون عن فرحة العيد؟ هل سمعت بحكاية الأبواب المشرعة للجيران والأزقة المظلمة التي تعج بالحياة ليلة العيد، هل جربت حميمية المشاعر؟ هل «لفاكم» زائر عزيز من بعيد. . بعيد، من العين أو الفجيرة أو. . حمله الشوق إلى أهله و«خلانه» فانطلق مسرعا يطوي الفلا لزيارتهم على وقع فرحة العيد. هل فتحت له «طاسة الحلوى»، هل جرب مذاقا أحلى من مذاق «الخبيصة والبلاليط والخنفروش» والقهوة العربية؟ هل تسليت بـ«الميرحان»، تأرجحت حتى الثمالة تحت وطأة فرحة العيد، ويداك مخضبتان بالحنى العربية. هل تناهى إلى سمعك صوتا أعذب من صوت الموسيقى الشعبية يوم العيد؟ كل على طريقته يعود إليه العيد، هو لم ينس أحداً، نسمع الفجر أذانه، نتوضأ بالفرحة النورانية، نصلي ونحمد الله ونبتهل إليه أن يحفظنا ويحفظ أوطاننا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©