السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

التراث والسريالية تحت سقف واحد

التراث والسريالية تحت سقف واحد
3 أكتوبر 2014 23:06
احتضن غاليري دار المشرق في عمان معرضاً تشكيلياً لثلاثة فنانين كويتيّين من جيلين مختلفين، هم عبدالرسول سلمان أحد رواد التشكيل الكويتي، ومي السعد، وخالد الشطي ، اضافة الى إحدى وعشرين لوحة، بواقع سبع لوحات لكل فنّان. وذلك في إطار خطة دار المشرق لاختيار دولة عربية في كل عام لعرض عدد من أبرز تجاربها التشكيلية. وهذه هي المرة الأولى التي تتم فيها دعوة فنانين تشكيليين كويتيين من قبل دار عرض خاصة، وليس بدعوة حكومية رسمية. وتعطي الجولة في المعرض انطباعا بأن الأعمال المشاركة فيه، إنّما تمثل صوراً من الواقع والتراث الكويتيين مقدمة بطرق مختلفة، حيث يقدم كل فنان أعماله الخاصة، من دون أن يكون ثمة مشترك بين هذه الأعمال. فمن الواضح أنّ لكل فنان بصْمته وأسلوبه الخاصّ في تناول هذا الواقع أو ذلك الجانب من التراث من خلال إحساس الفنان الذاتي بما حوله. لكن الانطباع الأساسي لدى مشاهدة المعرض، هو أن الفنانين الثلاثة قد ابتعدوا عن الصيغة الفوتوغرافية للعمل الفني، مستخدمين الأساليب والتقنيات الحديثة في أعمالهم، بدءا بالتجريد لدى البعض، وصولًا إلى شكل من أشكال التجسيد في أعمال أخرى. الفنان عبد الرسول سلمان (المولود في الكويت العام 1946)، يقدم تجربة غنية متنوعة بتقنياتها، وبرؤية فنية ذات خصوصية، تجربة أسهمت في تطوير فن التصوير، من خلال اللغة المميزة في اعتمادها على اللون والخط في التعبير الفني. . وهو يعتبر ممن جددوا في حركة السريالية والتأثيرية والحداثة الفنية، التجديد المتمثل في تقديم الواقع برؤية جديدة، نتيجة خبراته العميقة في الجمع بين التجريد والواقع. يترأس سلمان الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية منذ 2004، وهو رئيس اتحاد التشكيليين العرب ونائب رئيس الرابطة الدولية للفنون ورئيس اتحاد جمعيات الفنون التشكيلية الخليجية، ويعد شخصية فنية بارزة وعلماً من أعلام الحركة التشكيلية الكويتية، حاز على العديد من الجوائز الدولية، وأصدر مجموعة من الكتب الفنية. وبالانتقال إلى خالد الشطي، نجد في عمله كيف تميل اللوحة عموما إلى البناء التجريدي، حيث المساحة كبيرة للتعبير والتحرر من القيود أو التقيد بالقواعد الأكاديمية في الرسم، فهو يتعامل في أعماله من خلال إحساسه وقدرته على استخراج إيحاءات خاصة باللون والكتلة، وبقدر من الحرية. ويبدو عمله وقد خرج على كل التقاليد الفنية الموروثة، ورسومه ليست محكومة بالعقل، وإنما من قبل الجنون أو الانفعالات اللاعقلانية الهائجة، ويبدو واضحا تأثير الفلسفة السوريالية عليه. الشطي حاصل على بكالوريوس تربية تخصص تربية فنية 1992، وهو أستاذ محاضر لمادة الرسم في جامعة الكويت قسم العمارة في كلية الهندسة، وأقام عدداً من المعارض الشخصة، وشارك في عدد من المعارض الجماعية، وحصل على عدد من الجوائز. الفنانة السعد، عضو الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية في الكويت، تقدم في أعمالها بصمة خاصة، ذات سمة وهوية تستلهمها من محيطها، تراثاً وعادات وتقاليد، وتستخرج منها ملامح لخيال واسع لا حدود له، جمعت فيه من الجديد في تطور الفنون والتمسك بالأصل ومنشأ الفكرة. وبقدر ما تُعنى بتقديم الموروث، فإنها لا تؤرخ ولا توثق تاريخاً، إنما ترسم ما تعرفه جيداً، ويعني لي شيئاً ما. وكانت الفنانة قد أتمت مجموعة من الدراسات الحرة والمتخصصة في الرسم من أكاديمية فلورنسا للفنون في إيطاليا، وأقامت العديد من المعارض الشخصية والجماعية، وحصلت على عدد من الجوائز. (الاتحاد عمّان)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©