الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ورش ذوي الاحتياجات الخاصة تفتح آفاق التواصل مع المجتمع المحلي

ورش ذوي الاحتياجات الخاصة تفتح آفاق التواصل مع المجتمع المحلي
14 ديسمبر 2010 20:06
يعمل فرع مدينة الشارقة لإدارة الخدمات الإنسانية في الذيد على تطوير الورش الفنية والمنتج في قسم التأهيل المهني في المدينة، من أجل مساعدة المعاق على تنمية قدراته الجسدية العقلية، وأيضاً المهنية والاقتصادية، وتتضمن عملية التأهيل سلسلة من الخدمات، هي التقييم المهني والبرنامج التأهيلي الفردي والإرشاد والتوجيه، واستعادة القدرات الجسدية والعقلية والتدريب المهني والتشغيل والمتابعة. يعمل قسم التأهيل المهني في فرع الذيد للخدمات الإنسانية وفق نظام يبدأ بتهيئة شاملة لذوي الإعاقات للتعرف إلى المجالات، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة اكتشاف القدرات والميول الحقيقية وكيف يجب أن توجه، وخلال تلك المراحل يكون الطالب قد تعرف إلى الخامات، ثم يتم البدء بالتدريب حسب منهج خاص بالمجال الفني، ومنها أساسيات الألوان ودمجها ودمج الصور، ويأتي كل ذلك حسب قدرة الطالب. ورش تدريبية تقول صبيحة الكتبي، التي تعمل مشرفة تأهيل وتعمل على الإشراف على 6 ورش، ولأنها محبة للفنون فقد عملت على وضع تصور لتطوير هذه الملكة لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى أصبح بإمكانهم العمل والإنتاج، وتباع تلك المنتجات من خلال المعارض وتلقى رواجاً أيضاً، حيث تم بيع جميع الدمى التي صنعت من الأقمشة خلال معرض خاص في المجلس الأعلى للأسرة، ووجدت أن عطاء ذوي الإعاقة يعادل عطاء السوي، خاصة إن وجد المدرب أو المعلم الواعي المحب. وقام الطلاب والطالبات بإنتاج الكثير من القطع من خلال القسم الفني، مثل إنتاج الخزفيات المرسومة بتقنية جديدة، وتصميم الملابس وإنتاج النسيج والألعاب، وبعد كل 6 أشهر يجرى تقييم للطلاب ومنتجاتهم. واستغرق البعض عاماً كاملاً حتى تهيأ والبعض قد يحتاج أكثر أو أقل حسب نوع الإعاقة، وعندما يعرف المعلم أو المدرب أن الطالب غير مستعد للتأهيل فإنه يتركه دون أن يجبره على التدريب حتى يصبح مهيأ نفسياً. وتقول الكتبي “عملية التأهيل تعمل على الحد من تأثيرات حالات العجز والإعاقة، وتمكن الشخص من الاندماج، ومن الورش التي تساعد في ذلك ورشة الدهان أو الطلاء وورشة التغذية وهناك ورشة الخياطة التي تلقى إقبالاً من الشباب أيضاً وبالنسبة للطالبات فهن يتعلمن تصميم المنتج وتنفيذ العمل وخياطة الفساتين الخاصة بالأطفال والمفارش، وأيضاً ورشة النجارة وتعد ورشة النجارة من الورش المهمة”. البحث عن الفكرة من الورش التي تقام في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ورشة الأواني الفخارية والأطباق وتنفيذ علب البخور، ونسج السجاد من الخيوط أو من الأقمشة وهذه تنفذ بنجاح في الفرع وبمقاسات مختلفة، وللمعلمات دور كبير في نجاح التهيئة ثم التدريب، حيث تعمل معلمة التهيئة على توضيح الأهداف للطالبات بوسائل وأدوات مختلفة، وتعمل على تسهيل وتبسيط الهدف المراد تنفيذه وتتلمس الفروق الفردية والقدرات لكل طالبة وتناقشهن خلال التهيئة. ويتضمن التدريب المهني، وفقها، إيجاد الفكرة التي تعطى من خلال التدريب والتأهيل، مع احتواء الطالبات من أجل تجاوز أية مصاعب، ووضع منهج خاص لقدرات الطالبات في ورش التدريب، كما تقوم بمساندة الطالبة كي تبحث وتبتكر قطعة فنية نابعة من مخيلتها، ويعمل أيضاً على توثيق أعمال الطلبة والطالبات في القسم. تعمل إدارة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من خلال فرع الذيد على أن تحد من أسباب الإعاقة بالتدخل المبكر والتوعية المجتمعية، والعمل على مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعليم والتأهيل والتوظيف. في هذا السياق، تقول ميسرة الفوقي، المشرفة التربوية في فرع الذيد، “نقوم بعمل تقييم للحالات بالتعاون مع الأخصائيات الاجتماعية والنفسية، ونبحث في المجالات التي يمكن لكل طالب أن يتدرب عليها”. اختبارات ومعايير تقول الفوقي إن هناك اختبارات ولتلك الاختبارات معايير ولكل مرحة عمرية اختباراتها الخاصة، وذلك لأن لكل مرحلة قدرات عقلية وإدراكاً حسياً يختلف من مرحلة إلى أخرى، وبعد الخروج بالنتائج توضع خطط فردية ومن خلالها توضع خطط التدريب حسب الفئات والقدرات بالاتفاق ما بين الأخصائيين والمدربة، ثم تعمل مسيرة أيضاً على متابعة عمل المعلمة مع كل طالب وطالبة ويجرى للمعلم تقييم نصف سنوي في نهاية العام. وعملت الفوقي مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كمعلمة تربوية فكرية لمدة ثلاث سنوات كمتطوعة، ثم تم تعيينها عام 1992 معلمة صف للتربية الفكرية، ثم عملت مع ذوي التوحد من عمر الطفولة. ويوجد للمصابين بالتوحد برنامج التدخل المبكر الذي ينظم لهم أوقاتهم وحياتهم ويجعلهم أكثر قابلية على التواصل مع الآخرين، وبطرق مختلفة علمية يتم تنمية اللغة لديهم من أجل التواصل، ويوجد في مركز الشارقة للتوحد معلمة لكل طفلين. وتبين الفوقي “يوجد أيضاً قسم إرشاد أسري وجزء من العمل يخص الأسرة من أجل تلمس تقبلهم لتدريب أبنائهم على العمل، ومن ثم الحصول على موافقتهم ثم بعد بدء التدريب بشهرين يتم استدعاء الأم أو الأب كي يتعرف إلى التطورات التي حصت للطالب، كما يتم تسجيل التدريب وعمل الطلاب والطالبات في الورش على أقراص مدمجة من أجل عملية التقييم لكل مراحل التهيئة ثم التأهيل ثم العمل في الورش”. دور الأهل تركز معظم البرامج التربوية والتأهيلية لذوي الاحتياجات الخاصة، وفق الفوقي، على ضرورة مشاركة الأسرة في الإعداد والتنفيذ لتلك البرامج على أساس أن الأسرة هي المكان الأول أو البيئة الأولى والأساسية التي يعيش فيها الشخص أو الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تؤثر بشكل ملموس وملحوظ على حاضره ومستقبله، إذ لا يمكن لأي اختصاصي أو معلم أو معلمة تعليم وتدريب الشخص المعاق أو تأهيله بمعزل عن الأسرة التي ينتمي إليها. ونظراً لأهمية الأسرة في تقديم الخدمات المطلوبة فأنه لا بد من توثيق العلاقة وتطويرها بين الأسرة والاختصاصيين والعاملين في تقديم تلك الخدمات بالمؤسسات التعليمية والتأهيلية، ولا يكون ذلك إلا عن طريق تفهم الأسرة للعلاقة في حد ذاتها ولأهمية هؤلاء العاملين من معلمين ومعلمات في تقديم الخدمات للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة المنتمية إليهم. لتقوية العلاقة بين الأسرة والعاملين في مجال الإعاقة، تعمل إدارة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من خلال فرع الذيد على توعية الأسر، وتوفير المعلومات والتدريب وأن تكون هناك علاقات تنسيق وشراكة متكافئة بين الاختصاصيين أو العاملين في مجال الإعاقة، أياً كانوا أفراداً أو جماعات أو مؤسسات حكومية أو أهلية أو أسر ذوي الاحتياجات الخاصة، وتكون تلك العلاقات مبنية على أسس التعاون والدعم والمساندة والتواصل وذلك باستحداث آليات للتخطيط والتنسيق والتنفيذ والمتابعة. تجارب ناجحة تعمل غادة مخلوف معلمة ومدربة في قسم الخياطة وضمن ورش عدة أخرى، وعندما أرادت تدريب الطالبات على الخياطة، اقترحت فكرة إعادة تدوير مخلفات الأقمشة من محال الخياطة، ووجدت التشجيع من مشرفة التأهيل، ولكن وجدت أن مخلفات محال الخياطة من الأقمشة لا تفي بالغرض ولذلك اتجهت إلى المصانع، واليوم أصبح لمنتجات الطالبات بعض الجهات التي تطلب تحضير بعض المنتجات، مثلما حدث في الفترة القريبة عندما تم تجهيز أثواب وفساتين خاصة لمناسبة اليوم الوطني. وذكرت مخلوف أنها بدأت في تأهيل طالبات من الصم من العام الماضي، وتم خلال العام الجاري إدخال فئات من ذوي الإعاقات الذهنية البسيطة، والسبب في قلة العدد أن ليس كل طالب يمكنه أن يدرب على الخياطة، إلا في حال تم التأكد من أنه قادر على إدراك المخاطر من جهاز الخياطة والإبرة والمقص، ولذلك لا يتم إدراج الطالب إلا بعد الدراسة والتقييم. وتم خلال مرحلة التمهيد والتدريب التعرف إلى بعض المهارات لدى طلبة من ذوي التوحد، وقد نجحوا في الاقتراب من الآخرين دون خوف، كما استطاع أحدهم التدرب على فن صنع المفارش، حيث استطاع العمل بحب ودقة على مفرش من الحجم الكبير وبمساعدة معلمته، التي اعتاد على تدريبها وتوجيهاتها، اندمج ضمن مجموعة الأستاذة مخلوف وعمل خلال أيام التأهيل بهدوء وصبر
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©