الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تسارع وتيرة الاكتتابات العامة يحفز الأسهم لموجة صعود جديدة بعد العيد

تسارع وتيرة الاكتتابات العامة يحفز الأسهم لموجة صعود جديدة بعد العيد
4 أكتوبر 2014 01:36
مصطفى عبدالعظيم (دبي) يحفز تسارع وتيرة دوران عجلة الاكتتابات الأولية في الأسواق المالية، الأسهم المحلية لبدء موجة جديدة من الصعود بعد عطلة عيد الأضحى، والخروج من النطاق الأفقي الذي ساد التداولات خلال شهر سبتمبر الماضي، بحسب محللين ماليين. وتوقع هؤلاء أن تستعيد السيولة في الأسواق زخمها مرة أخرى بعد فترة طويلة من الانحسار تزامنت مع بدء الاكتتاب في أسهم إعمار مولز التي تم إدراجها للتداول أمس الأول في سوق دبي المالي، فضلا عن ترقب المستثمرين نتائج أعمال الشركات للربع الثالث والتي ستعكس بشكل كبير الأداء السنوي للشركات وتمهد لعمليات إعادة تمركز في الأسهم التي يتوقع أن تحقق نتائج سنوية قوية وتوزيعات مرتفعة بنهاية العام. واعتبر المحللون أن إدراجات الشركات الجديدة في سوق دبي المالي والاكتتابات الجديدة التي تم الإفصاح عنها رسميا مثل اكتتاب شركة أمانات والحديث عن اكتتاب آخر لشركة إعمار للضيافة، ستسهم في تعزيز الأداء الإيجابي للأسواق خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى توزيعات الأرباح الاستثنائية لشركة اعمار العقارية، التي يتوقع أن تكون بحدود 8 مليارات درهم. وعلى الرغم من الأداء الأفقي للأسوق خلال الجلسات السابقة والتراجع الحاد في جلسة الخميس الماضي بالرغم من إدراج إعمار مولز، يرى محللون أن الأسواق المحلية لديها فرصة جيدة لتحقيق ارتفاعات ملحوظة في الربع الأخير وإنهاء العام 2014 على مكاسب جيدة، مرجعين حالة التأرجح التي سيطرت على الأسواق في الفترة الأخيرة رغم الإدراجات الجديدة إلى عاملين الأول يتعلق بانحسار جزء من السيولة لصالح الاكتتابات والتداول على الأسهم حديثة الإدراج، والآخر يتعلق بالمخاطر الجيوسياسية والاقتصادية الإقليمية والعالمية والتي أثرت بالسلب على أداء جميع البورصات العالمية نهاية تعاملات الأسبوع الماضي بالنظر للأوضاع في هونج كونج. واعتبر خبراء أن التغطية الفائقة لأكبر طرح أولى في تاريخ الإمارات من ناحية القيمة والاقبال الاستثنائي في طلبات الاكتتاب من الأفراد والمؤسسات الاستثمارية، بمثابة برهان واضح على استعادة سوق الإصدارات الأولية في الإمارات زخم الانتعاش مرة أخرى بعد حالة الركود التي أصابت القطاع لأكثر من 5 سنوات، ودليل على ثقة المستثمرين بآفاق الاقتصاد الوطني من جهة وشركة إعمار مولز من جهة أخرى وخاصة كونها تمثل أحد أحدث القطاعات الجديدة في أسواق المال. وحقق اكتتاب إعمار مولز السبق في العديد من المجالات كونه أول اكتتاب في السوق المحلي يجرى عبر اتباع آلية البناء السعري وسجل الأوامر بالإضافة إلى أنه الأول في تنفيذه عبر القنوات الإلكترونية بالكامل عبر البنوك المتلقية للاكتتاب وعبر منصة سوق دبي المالي للاكتتابات الأولية بالإضافة إلى استخدام أجهزة الصراف الآلي والموقع الالكتروني لعملاء بنك الإمارات دبي الوطني في أول تجربة بأسواق الإمارات. وعزا هؤلاء تسارع وتيرة الطروحات الأولية إلى الأداء القوي للاقتصاد الوطني والذي يعد المحفز الرئيسي للشركات على التوسع، فضلا عن تزايد مستويات السيولة في الأسواق والتي انعكست على التغطيات الفائقة للاكتتابات السابقة. وقال محمد على ياسين العضو المنتدب في شركة بنك أبوظبي الوطني للأوراق المالية إن تغطية أكبر اكتتاب عام في تاريخ الإمارات بحدود 5,8 مليار درهم، بأكثر من 30 مرة للمؤسسات و20 مرة للأفراد وبمبالغ كبيرة تصل إلى 170 مليار درهم، يعكس العديد من النواحي الإيجابية سواء على صعيد الثقة بالاقتصاد الوطني أو علي صعيد الثقة بالمؤسسات الشركات الإماراتية، وخاصة تلك التي تنشط في قطاعات لم تكن ممثلة من قبل في الأسواق المالية كشركة إعمار مولز. وأشار ياسين إلى أن نجاح اصدار إعمار مولز، ليس في تغطيته بهذه السيولة الضخمة التي تجمعت في ظل تشدد المصرف المركزي والهيئة ومراقبتهما لتمويلات البنوك للاكتتاب لتكون في حدود النسبة المسموح بها عند 5 مقابل 1، بل في استقطابه لنوعية جديدة من المستثمرين المؤسساتيين وتسعيره على الحد الأقصى في النطاق السعري، وهو ما يعني ثقة المؤسسات الاستثمارية الدولية والمحلية بآفاق الشركة، مشيرا إلى أن التغطية كانت ستكون أعلى من ذلك بكثير في حال رفع البنوك سقف تمويلها أكثر من النطاق المسموح به من قبل المصرف المركزي. وأكد ياسين أن نجاح إصدار إعمار مولز بهذا الشكل باعتباره أول اكتتاب رئيسي في أسواق الدولة منذ سنوات طويلة يعد نقطة إيجابية في سوق الإصدارات الأولية في الإمارات ومحفزا مهما للشركات الأخرى على للتفكير في الطرح العام خلال الفترة المقبلة. وتوقع أن تشهد الأسواق مرحلة من التذبذبات في الأيام الأولى لإدراج سهم إعمار مولز، لحين الوصول استقرار السعر عند المستوى الذي يعكس أداء الشركة الذي سينعكس بطبيعة الحال على أداء إعمار العقارية، التي مازالت تمتلك نحو 85% من إعمار مولز، مرجحا أن يستغل المضاربون العلاقة بين السهمين بهدف تحقيق مكاسب سريعة. من جهته أكد المحلل المالي وضاح الطه أن الاقبال الكبير على تغطية اكتتاب إعمار مولز عكس مدى جاذبية الشركات الإماراتية للمستثمرين وتعطش سوق الإصدارات الأولية في الإمارات لاكتتابات نوعية بهذا المستوى. وفيما اعتبر الطه أن تحديد السعر عن 2,90 درهم للسهم جاء مبالغاً فيه بعض الشيء خاصة بالنسبة للمستثمرين الأفراد وارتفاع كلفته في حال الحصول على تمويلات بنكية تخطت على حد قوله السقف المسموح به من قبل المصرف المركزي لتبلغ 10 الى 11، إلا أنه يعكس ثقة المؤسسات الاستثمارية المكتتبة بالشركة على المدى المتوسط والبعيد، خاصة وأن المؤسسات هي مؤسسات محترفة وتدرك أهمية استثماراتها وفقا لمعطيات قد لا تتوفر للمستثمرين الأفراد. واتفق الطه مع ما ذهب إليه ياسين في توقع أن تشهد الأسواق تذبذبات محدودة نتيجة إدراج أسهم مجموعة اعمار مولز، خاصة وأن السهم لم يشهد حدوث ارتفاعات قياسية السهم عند إدراجه وتداوله في جلسة الخميس الماضي، على غرار ما كان يحدث في ادراجات سابقة، لافتا إلى أن ذلك يعود لعوامل مختلفة وهي أن الشريحة الأكبر من المساهمين هم من المؤسسات التي بلغت حصتها 70% من الأسهم المكتتب فيها، وهذه المؤسسات تتطلع لاستثمارات متوسطة وطويلة المدى وليست للمضاربة، بالإضافة إلى أن ارتفاع كلفة السهم بالنسبة للأفراد ووصوله إلى نحو 3,15 درهم بعد إضافة كلفة التمويل، شكلت عامل ضغط للبيع بالنسبة للأفراد عند وصول السهم مستويات 3,40 درهم خلال الجلسة. وأشار الطه إلى أن التوقعات المتفائلة بشأن أداء إعمار مولز بالنسبة للقطاع الذي تنشط به والأرباح المتوقع أن تحققها بنهاية العام والتي تصل إلى 1,3 مليار درهم، ستسهم في تعزيز جاذبية السهم للمستثمرين، فضلا عن استمرار الشركة في استراتيجيتها التوسعية وما ينتج عنها من ارتفاع معدلات الإِشغال والتدفقات المالية، بما يمهد لاستهداف المستثمرين مستويات أسعار أعلى على المدى البعيد. وبدوره اتفق المحلل المالي عميد كنعان، مع ما ذهب إليه الطه من إمكانية تحقيق مؤشرات الأسواق قيم جديدة خلال الربع الأخير من هذا العام، مشيرا إلى أن الأداء القوي للشركات والسيولة المتوفرة بالأسواق والأوضاع الاقتصادية المزدهرة في الدولة تعد جميعها عوامل تزيد من التفاؤل بتحقيق عام جيد للأسهم يضاف للأداء الاستثنائي في العام 2013. لكن من جهته أشار المحلل المالي مروان شراب، إلى صعوبة استقرار اتجاهات الأسواق بعد استئناف التداول في اعقاب عطلة العيد، خاصة في ظل التطورات الجيوسياسية والمالية الإقليمية والعالمية، بالنظر لما يحدث في هونج كونج والتي كان لها تداعيات سلبية على جميع الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن تزامن هذه التطورات مع عطلة العيد دفع المستثمرين للحذر في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية لحين وضوح الرؤية. وفيما يتعلق بتأثر الأسواق بموجة الاكتتابات الأولية، أشار شراب إلى أنه على الرغم من إيجابية عودة نشاط الإصدارات الأولية في الأسواق لما يعكسه من قوة الأوضاع الاقتصادية بالدولة والمناخ الاقتصادي الداعم للأسواق والشركات عن طريق الادراجات، إلا أنه في المقابل يجب النظر إلى توقيت هذه الاكتتابات بحيث لا تأتي على فترات متقاربة بما يؤثر على السيولة في الأسواق. في المقابل حذر المحلل المالي جمال عجاج مدير مركز الشرهان للأسهم والسندات من التوسع في الاكتتابات بشكل يضغط على أداء الأسواق ويؤثر في السيولة المتاحة للتداول، مطالباً بضرورة أن تأتي الاكتتابات على فترات زمنية متباعدة. وأشار عجاج إلى أن الأهم والأبرز في الاكتتابات الجديدة التي شهدتها الأسواق خلال الفترة الماضية فضلا عن الطرح الجديد لشركة أمانات، هو أنها تغطي قطاعات جديدة في سوق الأسهم لم تكن ممثلة من قبل وهي قطاعات التجزئة والصحة والتعليم، وكذلك قطاع الضيافة بعد إعلان شركة اعمار العقارية نيتها لطرح أسهم وحدة الضيافة للاكتتاب العام في الأشهر المقبلة. تقرير يدعو إلى تنظيم مبكر لعمليات الاكتتاب حذر تقرير من أن عدم التنظيم المبكر لعمليات الاكتتاب يؤدي الى الضغط على السيولة وبشكل كبير، متوقعا ان تسترد الاسهم المحلية عافيتها بعد انتهاء فورة اسهم اعمار مولز مدعومة في تحسن في القطاع المصرفي والاتصالات وبعض الاسهم العقارية. وقال نبيل فرحات الشريك في شركة الفجر للأوراق المالية في تقرير أمس إن هذه التوقعات مربوطة بحجم السيولة وحجم الاكتتابات المقبلة في المرحلة القادمة والقدرة على تنظيمها بحيث لا ينعكس ذلك سلبا على اجمالي السوق المالي وتتعرض الى نكسة جديدة مستقبلا. وقال إن أداء الاسواق المالية تميز بالهدوء في معظم الأسبوع متأثرا باكتتاب اعمار مولز وموسمية حلول عيد الأضحى بالاضافة الى العوامل الخارجية من هبوط في أسعار النفط والأسواق والاسهم الاميركية نتيجة لارتفاع ملحوظ في سعر صرف الدولار. وأضاف أن الاسواق تعرضت لضغوط بيعية ملحوظة في اخر جلسة من الأسبوع مع ادراج وبدء التداول على سهم اعمار مولز في جلسة الخميس. وتابع ان اختتام اكتتاب اعمار مولز وإعلان التخصيص ورد جزئي للأموال الفائضة الى المكتتبين خلال وقت قياسي مع الأخذ بعين الاعتبار النجاح النوعي لأول طرح في الدولة يعتمد على بناء الأوامر. ونوه إلى أنه مع إدراج الشركة الجديدة أدى ذلك الى قيام العديد من المستثمرين بالتخارج من الاسهم الاخرى بهدف شراء اسهم اعمار مولز وخصوصا ان نسبة التخصيص كانت ضعيفة. وكانت الضغوطات البيعية قوية مع بداية الجلسة نظرا لتأخر بعض البنوك في إيداع المبالغ الفائضة من الاكتتاب في حسابات المكتتبين. وقال «مع عودة الانتعاش الى الاسواق المالية، رجعت ظاهرة اعلان الشركات عن نيتها بطرح شركات جديدة للاكتتاب وبمبالغ كبيرة، ما يعيد للذاكرة طفرة طرح اكتتابات جديدة مع تزامن ذلك قيام بعض الشركات برفع رؤوس أموالها في ذات الوقت مما يؤدي الى الضغط على السيولة وبشكل كبير اذا لم تتم عملية تنظيم مبكر لهذه الأطروحات الجديدة. وأوضح أن هذه الاكتتابات تزيد من مخاوف المستثمرين من يتعرض وضع السيولة داخل الأسواق المالية لضغوط متتالية نتيجة تسارع الاكتتابات الجديدة تسابق الشركات على رفع رؤوس الأموال. (أبوظبي-الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©