الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بحسن نية» و«القرار» تطرقان أبواب الوجود الصعبة

14 ديسمبر 2010 20:09
اختتمت امس مسرحيتا «بحسن نية» لجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، تأليف عبد الله مسعود وإخراج أيمن الخديم و»القرار» لكليات التقنية بالشارقة، تأليف أحمد خنسة وإعداد وإخراج وتمثيل حمد عبد الرزاق، عروض مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي الذي نظمته وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالتعاون مع جمعية المسرحيين الإماراتيين. وكشفت مسرحية «بحسن نية» عن موهبة مبشّرة في الإخراج المسرحي، من خلال اكتمال بناء عناصر العرض المسرحي، حيث جاءت المسرحية مقنعة من ناحية التمثيل وتصاعد الخط الدرامي واختيار نص من نوع «وجودي» يطرح على المتفرج أسئلة وجودية عبر شخصية رجل يهرب من الضغوط القاسية واليومية للحياة ليصير «سجينا» في قبو أسفل الأرض نتيجة لتلك الضغوط. حتى أنه من الممكن وصف هذا العمل بأنه «مشغول» وناضج قياسا بعروض أخرى شهدها المهرجان، وإن شهد التمثيل بعض التفاوت، إلى حدّ أنه يشير إلى ضرورة المكانة التي يتمتع بها المسرح الجامعي الذي دائما ما يرفد أي ساحة فنية التي تؤخذ فتصقل عبر الدراسة وبذل الجهد والبدء بأدوار هامشية أو ثانوية عندما تلفت موهبة ما النظر من قبل المخرجين المحترفين، الأمر الذي يعد موقفاً متحضراً من الفعل المسرحي والسلوك المدني. المثير للاهتمام أيضا في «بحسن نية» هو محاولة إنتاج الدلالات عبر استخدام أحد العناصر السينوجرافية، وهو هنا الكرسي الذي استخدم من قبل الممثل ليشي بـ»حالة» مسرحية ذات دلالات نفسية، الامر الذي يُحسب للمخرج بطبيعة الحال عندما ينطلق في عمله وقد احترم الذكاء الخاص بالمتفرج. أما عمل الممثل «القرار» لحمد عبد الرزاق فكان خياراً صعباً يُحسب له مثلما أنه يشير إلى طبيعة خياراته ممثلا ومخرجا إذ ينطوي على مغامرة عالية في التجريب. يدور العمل حول شاب طموح في بيئة اجتماعية ضاغطة ويسعى إلى أن يكون شاعرا فيطرح السؤال الملحّ عندما يشعر الفرد بالرغبة في الوصول إلى مكان آخر وهو كيف يصل المرء إلى ذلك المكان؟ لقد أخذ حمد عبد الرزاق معه جهاز الإضاءة إلى الخشبة وكان يقوم بتصميمها أثناء الأداء، غير أن ما شاب تنفيذ الإضاءة هو بعض الارتباك الذي أربك بدوره الأداء ما منع وصول الفكرة كاملة إلى الجمهور في حين أن تنفيذ الإضاءة على الخشبة من قبل الممثل يذكر بالعمل التجريبي بامتياز لحسن رجب «الذي نسي أن يموت» الذي عرض في الدورة الأخيرة لمهرجان المونودراما في الفجيرة. إن ما يحسب لهذا العمل هو الجرأة على اختيار المونودراما ومن ثم نزعته إلى التجريب، إنما بدا واضحا أن العمل كان يحتاج «إلى أن يأخذ وقته الطبيعي» من الاشتغال عليه لجهة إنتاج الدلالة عبر الجسد ولجهة التدريب على عمل متطلّب في اختبار الطرائق في التنفيذ والشكل الذي ينبغي أن يخرج عليه. تلا عرض المسرحيتين ندوتين تطبيقيتين أدارهما الناقد عبد الفتاح صبري والصحفي جمال آدم، وفضلا عن ما وجهه ناقدون ومسرحيون من نقد بدا قاسيا أحيانا، بالمعنى الإيجابي للكلمة، فلعل أبرز ما لفت الانتباه ما أشار إليه الدكتور حبيب غلوم من أن هذه الدورة من المهرجان ما هي إلا «بروفة» لدورات مقبلة متمنيا أن تشهد الدورة القادمة لمهرجان المسرح الجامعي مزيدا من العروض ذات المستوى الأعلى، كانما هو يحاول أن يلفت انتباه إدارات الجامعات إلى أهمية المسرح الجامعي في رفد أي ساحة فنية في العالم بوصف ذلك فعلا حضاريا.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©