الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيلم «المحيطات» .. يحارب سلوكيات البشر الخاطئة ويدعو لحماية البيئة

فيلم «المحيطات» .. يحارب سلوكيات البشر الخاطئة ويدعو لحماية البيئة
14 ديسمبر 2010 20:10
المجيء إلى صالة السينما هذه المرة لم يكن من أجل حضور فيلم يعرض حديثاً من إنتاج العام، ولا في إطار مهرجان للسينما... إنه عرض لفيلم “المحيطات” Oceans بتصويره الرائع الذي دعمت إنتاجه سمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، حرم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إطار التوعية حول أهمية المحافظة على البيئة، وذلك في إنتاج مشترك بين مؤسسة توتال البيئية الطابع والأهداف وعالم ديزني... الفيلم سبق له أن عرض بداية هذا العام، لكن مؤسسة توتال رغبت في دعوة الجمهور من كبار وصغار وطلبة إلى عرض إضافي أول من أمس، في إطار زيادة الوعي حول أهمية الحفاظ على البيئة، خصوصاً أن فيلم “محيطات” يعني بشكل كبير الجمهور الإماراتي والظبياني خاصة كونه محاطاً بمياه البحر من مختلف الاتجاهات، وفقاً لما أشار إليه يو كامبيل، مدير الأمن الصحي والبيئي في “مؤسسة توتال” في كلمة ترحيبية بالحضور. الماء أساساً في سياق كلمته لفت يو كامبيل إلى أهمية المحيطات في حياتنا كون 97 ? من المياه على الأرض هي مياه الأنهار والبحار والمحيطات، كما أن 80 ? من المياه... وبالتالي فإن المياه مهمة جدا بما توفره للإنسان وللكائنات الحية. وأشار إلى مدى أهمية المياه في الإمارات قائلاً “لاتكمن أهميتها للحياة وحسب بقدر ما إنها ترتبط بالثقافة الإماراتية ارتباطاً وثيقاً”. وذكر بدعم سمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان في إنتاج فيلم “المحيطات” وعالم ديزني الذي عمل على إنتاجه، واعداً الحاضرين برحلة مدهشة في عالم المحيطات والكائنات الحية التي تعيش فيه بأشكالها وألوانها البديعة، متمنياً أن تشكّل تجربة مشاهدة الفيلم تجربة لا تنسى وتبقى في الذاكرة لتحثّنا جميعاً على المحافظة على بيئتنا في كوكبنا. والاثنان عملا معاً وعلى حدة في العديد من الأفلام التي رشحت للأوسكار عدة مرات، ونالت جوائز عالمية. ومن المهم الإشارة إلى المؤلف الموسيقي للمقطوعات التي رافقت الفيلم وهو برونو كوليه، الموسيقي الفرنسي المعروف باهتمامه بالأعمال المرافقة للأفلام، وخصوصاً التي يرافقها أصوات ممثلين أو راوين على المشاهد الطبيعية التي تأسر الألباب. وفي “المحيطات” رافق المشاهد الطبيعية في عالم المحيطات صوت بيرس بروسنان، فجاء الفيلم بالفرنسية، وقد ترجمه إلى الإنجليزية مايكل كاتينز، وجاءت الترجمة إلى العربية في شركة في دبي. لعب مع الحياة بداية الفيلم على شاطئ البحر مع أولاد يلعبون وصوت الموسيقى يتداخل مع صوت الأمواج التي تتدافع على الشاطئ محدثة موسيقتها الخاصة الآسرة للأذن، والتي تستدعي إلى الاحتفالية بالحياة- هذه الخاصية التي أجاد معها المؤلف الموسيقي برونو كوليه، فبعد أن يتوقف أحد الأطفال متأملاً بالبحر تأخذنا المشاهد إلى ما يشبه المتحف الطبيعي حول المحيطات والبحار مع والده وتبدأ الحكاية هنا... فثمة أسئلة كثيرة تطرح خصوصاً مع انتقال المناظر والحياة الطبيعية إلى الأحواض الاصطناعية لكأنها نماذج بات وجودها نادراً، فحفظت كما تحفظ الآثار في المتاحف... ولا يلبث المشهد أن يغوص من الحوض الاصطناعي لندخل فعلياً في عالم المحيطات في لقطات فنية مدهشة لحياة لا نراها ولا ندرك أهميتها على سطح الأرض، لكأنها أحياناً منفصلة عنّا ولا علاقة لنا بها كما لو أن كل هذا الجمال المهمّ والأساسي في حياتنا في الدورة الطبيعية للحياة على الأرض لا يعنينا إلى درجة إهماله وتسبب التلوث له بنفاياتنا الصناعية والكيميائية التي تقضي على أجناس من الحيوانات والأسماك البحرية... رقصات أسماك تتجمع وهي صغيرة وترتحل وتنمو في المياه وطيور تغوص في البحر ملتقطة غذاءها لأن كل ما هو هنا على هذه الأرض مرتبط في دورة طبيعية... زواحف بحرية تخبط برجليها التي تشبه الزعانف وسلاحف بحرية ترقص في المياه منها في رقص بطيء، ومنها في رقص متسارع ومفاجئ ومنها من يزاوج بين الحياة في المياه والحياة على سطح الأرض... محيطات بمتونها وأعماقها وشواطئ استوائية وجليدية تغزل فيها الحياة الطبيعية الرائعة والمدهشة على اختلاف أشكالها، ملايين من السنين تطوّرت فيها هذه الأجناس بأشكال وأنواع مختلفة وبألوان متنوعة لتأتي يد الإنسان لتقضي على بعضها وتحوّلها إلى أجناس وأنواع منقرضة تعرض محنّطة في المتاحف... رسالة سلسة الكلام في الفيلم قليل وأكثر من ذلك نادر ولكنّه يأتي في لحظات حرجة مفاجئآً بعد مشاهد الاحتفاليات بالحياة في المحيطات ليبرز الموت غير الطبيعي... الموت الذي لا ينتج عن دورة الحياة المتكاملة على الأرض بقدر ما ينتج عن تلوث ابتكره الإنسان بيديه، المفكّر الذي يقضي بسلوكياته الخاطئة على تكاملية هذه الدورة مهدّداً حياة البشر للخطر نتيجة لها... “المحيطات” أكثر من فيلم ذات مشاهد فنية ولوحات احتفالية للحياة في المياه، إنما رسالة تمرّر بسلاسة، تجعلك تحتفل ويقطنك هدوء لافت (من المعروف كم أن مشاهدة البحر أو الأنهار أو المحيطات تؤثر على نفسية الناس وتبعد عنهم الشعور بالضغط، حتى أن بعض الأفلام التي يروّج لها بأنها تخلّص الإنسان من الشعور بالتوتر والقلق والضغط، تدور في غالبيتها حول البحار والأنهار والمشاهد الطبيعية وصوت الطبيعة الأخّاذ)... وبعد الاحتفال ثمة رسالة من خلال التوعية حول السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها الانسان فيقضي شيئا فشيئا على جانب مهمّ من الحياة على الأرض... رسالة تقول إن الإنسان ليس الكائن الحيّ الوحيد على هذه الأرض وعليه أن يتعلّم مشاركة الأرض مع الكائنات الحية الأخرى قبل أن تتحوّل إلى مجسّمات محنّطة لكائنات منقرضة قد يتسبّب انقراضها في المحصلة إلى انقراض الإنسان أيضاً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©