القاهرة (وكالات) - دفع إضراب أطقم الضيافة الجوية شركة “مصر للطيران” إلى تعليق رحلاتها الدولية أمس، وقدمت الشركة اعتذاراً إلى عملائها عما وصفتها بـ”الظروف الاستثنائية”.
ونجح محمد فؤاد جاد الله، المستشار القانوني للرئيس المصري، في إقناع المضيفين الجويين بإنهاء إضرابهم عن العمل، بعد جلسة مفاوضات شاقة مع ممثلي المضربين، حيث تم تعليق الإضراب حتى غداً (الأحد). وصرح المهندس عبدالعزيز فاضل، نائب رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، بأن مستشار الرئيس نجح في إقناع المضيفين الجويين بفض إضرابهم، بعد تأكيده على تنفيذ طلباتهم بإنشاء قطاع مستقل لهم وكذلك باقي الطلبات.
وقد شهدت المفاوضات مع المضيفين عمليات شد وجذب، حيث اقتنع 70% منهم بتدخل المستشار الرئاسي، بينما ظل 30% على موقفهم المتشدد، وحاول عدد من زملائهم إقناعهم بقبول الاتفاق، حرصاً على الشركة، وقد تم إجراء تغيير على تكوين أطقم الضيافة، بحيث تكون نسبة الرجال إلى السيدات 3 إلى 1، حتى يتم رفع ضغط العمل عليهن.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، بحسب ما جاء على موقع قناة “النيل” الإخبارية، أن حركة الطيران في مطار القاهرة قد توقفت في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، بعد إضراب أطقم الضيافة عن العمل، للمطالبة بتحسين أوضاعهم، وزيادة رواتبهم، بعد فشل المفاوضات بينهم وبين المسؤولين بالطيران المدني. وقالت مصادر مسؤولة بالمطار إن الإضراب أدى لتوقف حركة الطيران، حيث تأخر إقلاع ست رحلات في أول ساعة، من بينها رحلات بكين، وجوانزو بالصين، والرياض، والدوحة، وجدة.
وذكر عدد من المضيفين أنهم تجمعوا في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، أمام صالة السفر رقم 2، والمخصصة لدخولهم، للإضراب عن العمل، بسبب “تعنت الشركة وعدم تنفيذها لمطالبنا، التي عرضناها منذ فترة”، سواء أمام وزير الطيران المدني السابق، المهندس حسين مسعود، أو الوزير الحالي سمير إمبابي.
وأوضح المضيفون أن مطالبهم تتلخص في إنشاء قطاع بالشركة متخصص في حل مشاكلهم المتراكمة منذ سنوات، وتحسين أحوالهم المادية والمعيشية، وبحث مسألة قلة الأطقم التي تقلع بالطائرات، حيث تستخدم الشركة الحد الأدنى من الأطقم، مما تسبب في تعدد الشكاوى من الركاب لنقص الخدمات التي تقدم إليهم.
وأكد عدد من المضيفين الجويين المعتصمين بالمطار أنهم لن يقوموا بالصعود للطائرات إلا عندما تستجيب إدارة الشركة لمطالبهم التي طالبوا بها منذ سنوات. وأكد البعض منهم أنهم أصدروا بياناً للشركة منذ فترة، يؤكدون فيه بدء الإضراب يوم الجمعة الموافق 7 سبتمبر الجاري. وأشار المضيفون إلى إنهم أعطوا الوزارة فرصة كبيرة لدراسة مطالبهم، وإيجاد حلول نهائية لها، موضحين أن الوزارة دائماً ما كانت تعطي “مسكنات” لهم، وقالوا أيضا إنهم اجتمعوا أمس الأول مع أحد أكبر قيادات شركة مصر للطيران لتنفيذ مطالبهم وعدم البدء في الإضراب، إلا أن المسؤول “لم يعط أي حلول، وحاول فقط تهدئة الأجواء بهدف إنهاء الإضراب والاعتصام”، لذلك شرعوا في تنفيذ الإضراب.
إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران، الطيار حسام كامل، قوله إن “الشركة لم تتوان منذ فترة طويلة، في تنفيذ المطالب المشروعة للضيافة الجوية.. فقد كان للضيافة الجوية مطالب كثيرة، تمت الاستجابة لها جميعاً، فيما عدا بند مالي واحد تم تأجيله، لن تستطيع الشركة الوفاء به في ظل الظروف المالية الحالية، وقد تم الوعد بتنفيذه بداية العام المالي المقبل”.
من جانب آخر، أفادت الوكالة الرسمية بأن كامل أصدر قراراً بتعيين رشدي زكريا رئيسا لمجلس إدارة شركة مصر للطيران للخطوط الجوية، وتعيين كل من أيمن نصر، وهشام النحاس، مستشارين لرئيس الشركة القابضة، دون أن يتضح على الفور ما إذا كانت هذه التعيينات لها علاقة بإضراب الضيافة الجوية من عدمه.
عدد اليوم
