الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلاقة الإنسانية بين الطبيب والمريض

15 ديسمبر 2006 23:55
من أصعب الفترات التي يعيشها الإنسان في هذه الدنيا عندما يكون في ضائقة وفي وهن وهم وحزن، خصوصاً إذا كان هذا الوهن والهم متعلقاً بصحته، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى، ويتذوق مرارة الدواء، خصوصاً إن كان مصاباً بأمراض عضوية وجسدية دائمة كالضغط والسكر وغيرهما من الأمراض الأخرى· لذا، يتوجب على المريض أن يعتاد الطبيب المتلائم مع حالته المرضية، وينبغي أن يزوره ليجد عنده ضالته المنشودة، فالطبيب يجب أن يكون الصديق الصدوق للمريض حتى يخفف عنه عبء المرض ويشجعه على أخذ العلاج، ويحمسه ويعطيه خيط الأمل الذي يقوده الى التشافي من مرضه بإذن الله، مثلاً من حق المريض أن يعرف تشخيص حالته، ومما يشكو، ويتناقش مع طبيبه عن المسببات لهذا المرض، ليتفق في الأخير معه على الالتزام بجدول الأدوية وأخذه في الموعد المحدد، علاوة على المحافظة على لياقة الجسم، وبعد كل هذه الاتفاقيات السلمية، يخرج المريض من غرفة الطبيب، حاملاً سره معه ومودعه عند طبيبه· الذي يجب أن يكون خزنة لجميع أسرار المرضى· هذه هي القاعدة التي يجب أن تتواجد في ردهات المستشفيات والعيادات، سواء أكانت حكومية أو خاصة، فللمريض حقوق وعليه واجبات بالتأكيد، ولكن بعض الأطباء والعيادات لا تحترم هذا المريض، ولا تكن له أي تقدير ومراعاة للحالة المرضية التي يمر بها، فهي لا تتعامل مع بشر، بل مع سلع تباع وتشترى، فعلى سبيل المثال نرى بعض الأطباء لا يكترثون لحالة المريض ولا لكلامه، فيدخل المريض ويبدأ في شرح حالته، ومن أول كلمتين يشخص حالته، فيسرع في تقديم العلاج وكتابه الدواء، وكأن الطبيب - منجم - يعرف ما يدور من حوله، ليبقى المريض في حيرة من أمره، ويتشكك من هذا العلاج غير الصائب، فتتدهور حالته، ويسوء أمره! وفي بعض الأحيان تحدث تجمعات في أحد المقاه للشباب وكبار الشخصيات، ويكون أحد هؤلاء المتجمعين طبيباً في إحدى العيادات أو المستشفيات، فيحكي لهم قصص مرضاه بالاسم، فـ ''محمد'' يا جماعة الخير يعاني من الدودة الزائدة، ويعاني من القولون ومن أمراض أخرى، ''عافاه الله''، محمد هذا كتلة مستقلة من الأمراض والأوبئة، و''هند'' هذه مريضة بيضة طويلة ونحيلة وجميلة وأنيقة، لكن مشكلتها أنها تعاني من طفح جلدي ومن ثعلبة في الرأس وحساسية دائمة، نسأل الله العافية كل ما أنتهي من علاجها أستحم بالديتول 7 مرات، والله يا جماعة الطبابة مشكلة، ''الله لا يراويكم'' أنا كل يوم شو أشوف!! ومواقف التحرش لا تقل مأساوية عن مواقف إفشاء أسرار المرضى، فقد نسي الأطباء العاملون في الميدان أنه في السابق كان يطلق على الطبيب لقب ''الحكيم''، هذا اللقب الذي يحمل كل معاني الإنسانية والحكمة ووضع الأمور في نصابها الصحيح، فقد مسح رسالة الطبيب والإنسانية في التراب، وأطلق العنان لشهواته ولغرائزه المخزية، فعندما تأتيه مريضة يتغزل بها ويدلعها ويتعمد ملامستها، ليحدث ما لا تحمد عقباه، وكم من قصص من حولنا نسجت مواقف عقيمة كلها تحكي عن قضايا رفعت الى المحاكم بسبب انتهاك بعض الأطباء لحرمة المريض أو المريضة! مسك الختام: لست أقصد التعميم على كل الأطباء في هذا المقال، فهنالك نماذج مشرفة تفخر بها البلاد، وهم بمثابة البلسم الشافي للجراح الثقيلة والهموم المؤرقة، إلا أننا فقط أردنا أن نسلط الضوء على تجاوزات بعض الأطباء مع مرضاهم، ولعلي في الختام أريد أن أذكر الطبيب بأنه إنسان مهم في المجتمع، ورسالة الطب تحمل كل معاني الإنسانية وخدمة المجتمع، وإسعاف المرضى والجرحى وطبابة جروحهم وأمراضهم، ونصيحتي لكل طبيب أن يتقي الله في مرضاه، وأن يجعل مراقبة الله نصب عينيه، وأن يسعى الى تقديم العلاج الى المريض، وألا يكون الدواء فقط هو لغة العلاج، بل من الجميل أن يتواصل الطبيب مع مريضه، ويقيم بدوره علاقات إنسانية حميمة تساهم في شفاء العديد من مرضاه، وإخراجهم من دائرة المرض الى دائرة الشفاء، كما أوجه رسالة الى المريض بأن يستمع الى كلام طبيبه، ويحرص على تنفيذ أوامره، فأوامر الطبيب مفتاحك أيها المريض الى العلاج، فلا تخذل طبيبك بالإهمال، واشرح حالتك المرضية بشكل وافر حتى يتمكن الطبيب من مساعدتك وإنقاذك بفضل الله وثم بفضله· والله يا رب العباد يشفي ويعافي كل مرضانا، شفاء لا يغادره سقم بإذن الله· ريا المحمودي رأس الخيمة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©