السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفجيرة تسعى إلى إعادة فتح آثارها أمام السياح

الفجيرة تسعى إلى إعادة فتح آثارها أمام السياح
14 ديسمبر 2010 20:13
تسعى هيئة السياحة والآثار في الفجيرة خلال الأشهر القليلة القادمة لتنفيذ مخطط شامل، يهدف إلى إحياء تراثها القديم متمثلاً في القلاع والحصون والمقابر القديمة التي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الميلاد. وقد قام رئيس الهيئة أحمد الشامسي، ومديرها سعيد اليماحي، ووفد كبير من خبراء الآثار ومديري الفنادق، بالإمارة وخارجها، بزيارة لكافة المواقع الأثرية في مسافي والبثنة والسيجي والطويين وأوحلة والحيل ومربح وقدفع ودبا والبدية وغيرها من المواقع الهامة التي تعد علامة بارزة في تاريخ الفجيرة الأثري. قال أحمد الشامسي إن الهدف من الخطة الجديدة هو تفعيل وتوظيف السياحة الأثرية في الإمارة، لاستقطاب العديد من السياح الذين يزورون الإمارة سنويا، ويتجاوز عددهم ما يزيد على 150 ألف سائح محلي وأجنبي، خاصة من روسيا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وغيرها من الدولة الأوروبية التي يفد منها سياح خصيصا لرؤية آثار الفجيرة والدولة والخليج العربي بشكل عام. مواقع متعددة أضاف الشامسي أن الهيئة قامت، وضمن الخطة، بإصدار كتيب تعريفي حول التراث البحري في الإمارة، وهو محاولة لجمع بعض المعلومات عن حياة أهل الإمارات، وارتباطهم بالبحر وكيفية الاستفادة مما يحتويه من خيرات عديدة. وأوضح: من المواقع الأثرية التي تم زيارتها، ونحاول إعادة إحيائها موقع لتجمع سكني ومقابر قديمة في مسافي الفجيرة، تم اكتشافه في العام 2006 بواسطة البعثة الفرنسية التي تتبع المركز القومي الفرنسي للبحوث العلمية (CNRS). وأشارت الدراسات إلى أن هذا الموقع يعود إلى العصر الحديدي، بما يؤكد أن الإنسان عاش على هذه الأرض خلال تلك الحقبة التاريخية الممتدة لهذا العصر وما قبله. وواصل الشامسي قائلاً: لقد نجح علماء الآثار الفرنسيون في كشف موقع كبير في مسافي الفجيرة، ولايزال العمل جاريا في نفس الموقع الذي تتراوح مساحته بين 200 و 600 متر مربع، وقد تم تقسيمها إلى ثلاثة مواقع عرفت باسم مسافي 1 و2 و3 ويمثل الموقع الأول مبنى ضخماً مبنياً على ثلاث طبقات للبناء، ويضم غرفة كبيرة استخدمت كمجلس للأعياد والاحتفالات والاجتماعات، وعثر فيها على جرار التخزين والشراب ومجموعة من الأفران وتنور.. كما عثر في هذا المبنى على بعض القوالب النحاسية مدفونة في أرضية المجلس. وأكد الشامسي أن خامات النحاس كانت موجودة في المنطقة منذ عصور بعيدة جدا، وقد تم استغلاله كواحد من أهم مصادر الدخل لأهل المنطقة، وذلك من خلال تصديره إلى بلاد ما بين النهرين. امتدادات مصرية رئيس هيئة الفجيرة للسياحة والآثار تابع قائلاً: أما الموقع الثاني فهو عبارة عن معبد تم تكريسه لعبادة آله يرمز إليه بالثعبان، وهذا المعبد كان ولايزال أثره موجودا داخل أحد مزارع النخيل، وهو مبني على شكل حرف U ويضم المعبد مذبحا لتقديم القرابين، وقد عثر المنقبون فيه على أعداد كبيرة لتماثيل الثعابين المصنوعة من البرونز، ورسومات الثعابين التي زينت لها جرار ومباخر الفخار. وهناك اعتقاد بأن وجود الثعابين بهذه الكثرة في تلك المقبرة يمكن الاستدلال منه أن يكون المصريون القدماء قد وصلوا بجيوشهم الجرارة إلى هذه المنطقة، لاسيما وأن مكتشفات أثرية حديثة في المملكة العربية السعودية أثبتت بما لا يدع مجال للشك أن المصريين القدماء وصلوا إلى جنوب المملكة العربية السعودية من خلال نقوش لهم على المقابر والصخور الباقية هناك، وهي لا زالت تحفظ نقوشهم البديعة. ذلك أن الثعبان في الحضارة المصرية القديمة منذ الأسرة الأولى حتى الأسرة الواحدة والثلاثين نهاية الحضارة المصرية، كانت له مكانة مقدسة مرموقة، إذ أن المصريين كانوا يعتبرون الثعبان من الزواحف المقدسة التي تزين رؤوسهم حماية لهم من الحسد والأرواح الشريرة، وكانوا يعبدونه في بعض الأحيان. مركز استراتيجي من جانبه قال سعيد اليماحي مدير الهيئة بأن الموقع الثالث يضم مجموعة من المنازل المبنية من الآجر والمسقوفة بالأخشاب، وقد بنيت على جبل صغير وتفصل بين هذه البيوت ممرات ضيقة. وأضاف اليماحي بأن هيئة السياحة والآثار في الفجيرة تولي هذه المواقع اهتماما كبيرا نظرا لقدم تاريخ هذه المواقع وما تبرهن عليه من حقائق للسياح الأجانب، وهذه المواقع الأثرية الثلاث تشكل مركزا واحدا ينطوي على درجة كبيرة من الأهمية، وذلك لموقعه المتميز على مدخل واديين كبيرين هما وادي العبادلة ووادي حم. مشيرا إلى أن هذين الواديين كانت تمر عبرهما قوافل التجارة لتصل ما بين منطقتي الشرق والغرب. وقد ساعد توفر المياه بكميات هائلة آنذاك على انتعاش الزراعة التي انعكست على حياة الناس الاقتصادية والاجتماعية، كما تبين وجود دلالات قوية على المكانة الدينية والثقافية التي وصلت لها المنطقة وممرها الحيوي، مثل وجود التماثيل والزخارف التي ترمز إلى الإله الثعبان الذي أضفى على الموقع نوعا من القدسية والمكانة الاجتماعية الكبيرة. وشدد سعيد اليماحي على أن الهيئة تسعى أيضا لإدخال المواقع الأثرية الأخرى ضمن خطتها السياحة الأثرية الطموحة لتنال قدرا من الاهتمام والترويج والمشاهدات اليومية من قبل سياح يأتون من شتى أنحاء العالم ليتعرفوا على آثارنا المحلية والخليجية. ومن هذه الآثار حصن مسافي الذي شملته الجولة، وهو يتكون من برج دائري وغرف يحيط بها سور ومسجد وفلج أثري شــهير، يروي عنه أهالي المنطقـة قصصاً عديدة، وهذا الموقع يجري ترميمه منذ أكثر من عام تقريباً. قلعة البثنة بدوره يوضح صلاح علي (أثري بمتحف الفجيرة): من القلاع المهمة التي سنقوم بإدراجها في خطتنا السياحية القادمة قلعة البثنة الشهيرة وتعد من أهم وأجمل القلاع في الفجيرة بعد قلعة الفجيرة الأشهر والأكثر أهمية. وتقع قلعة البثنة في منطقة خصبة حيث تحفها البساتين ومزارع النخيل، وتتكون من طابقين وتحتوي على غرف وبرجين، وهي الآن في مرحلة الترميم الذي وصل إلى الجوانب الداخلية، أما القلعة من الخارج فقد انتهى العمل بها تماما. ويضيف علي: من الآثار أيضا مربعة وحصن الحيل، وهي عبارة عن منزل محصن، ومسجد وقرية كاملة، وسط الجبال تطل على أودية خضراء يقال إنها كانت مخصصة للسكن الصيفي وقد اكتملت أعمال الترميم بها. أما قلعة أوحلة التي تمت زيارتها أيضا، وتدخل ضمن خطة الهيئة، فهي قلعة إسلامية حصينة مقامة على طرف الوادي في مكان استراتيجي على أنقاض حصن حصين ومنيع من حصون الألف الأول قبل الميلاد، تدل طريقة بنائه ومكتشفاته الأثرية على الصلة الوثيقة بين سكان الموقع والعراق القديم خاصة في مدن نينوى وأشور والنمرود. ومن المقرر أن تقوم الهيئة بتنظيم جولات أخرى تضم مواقع أثرية تقع جميعها على ساحل البحر في مواقع جديدة تدخل ضمن خطة التنشيط السياحي الأثري.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©