الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

والد البطل: تهنئة رئيس الدولة وسام على صدورنا

والد البطل: تهنئة رئيس الدولة وسام على صدورنا
8 سبتمبر 2012
زارت “الاتحاد” منزل أسرة البطل عبدالله العرياني بمدينة العين، بعد أن عانق الميدالية الذهبية في دورة الألعاب شبه الأولمبية بلندن الثلاثاء الماضي، حيث كان في الاستقبال سلطان العرياني والد البطل وأشقاؤه وأبناؤه. ورفع والد البطل أسمى آيات الشكر والتقدير إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، مؤكداً بأن تهنئة صاحب السمو رئيس الدولة لابنه بعد فوزه بالميدالية الذهبية في منافسات الألعاب شبه الأولمبية في مسابقة 60 طلقة من الوضع راقداً مسافة 50 متراً وسام فخر وقلادة شرف على صدور الجميع وتأكيد على أن الإنجاز العطاء يقابل بالوفاء. ويعتبر سلطاب رب الأسرة الأكثر خبرة ودراية برياضة الرماية حيث مارسها منذ الصغر وكان أحد المشاركين البارزين في بطولات القبائل التي كانت تشهدها مدينة العين ولم يهجرها بصفة نهائية كممارسة إلا قبل عشر سنوات فقط بعد أن تقدم به العمر وضعف نظره وسمعه إلا أنه يتابع البطولات ويعرف أخبارها خاصة تلك التي يكون فيها ابنه عبدالله طرفاً فيها. وكان أكثر أفراد الأسرة فرحة ونشوة بهذا الإنجاز التاريخي الكبير، وكانت الفرحة مطبوعة على محياه لحظة وصولنا إلى منزل الأسرة الكائن بمنطقة البصرة في مدينة العين، إنه رجل بسيط، بشوش، كريم بكل ما تحمل هذه الكلمات من معنى، يعشق الرماية إلى حد بعيد وهي الرياضة الوحيدة التي تجري في عروقه مجرى الدم وتسكن دواخله ويختزن في ذاكرته الكثير عنها ولسنوات طويلة مضت، فهو تاريخ يمشي على قدمين. يقول الوالد سلطان العرياني: كنت أتابع أخبار أولمبياد “فرسان الإرادة” بلندن وكنت واثقا أن ابني عبدالله على موعد مع مشاركة قوية ومنافسة حامية، وفي يوم الثلاثاء الماضي كان جميع أفراد الأسرة في لحظات ترقب ينتظرون الأخبار السارة القادمة من موقع الحدث، وشخصياً لم أعلم بالخبر السعيد الذي أفرح كل العرب والمسلمين عامة وأبناء الإمارات والمقيمين فيها بصفة خاصة، إلا بعد أن تلقيت مكالمة من عبدالله بعد لحظات من فوزه بالميدالية الذهبية، وكانت فرحة ما بعدها فرحة أثلجت صدور قيادتنا الرشيدة وكافة المسؤولين وعمت كل أفراد الأسرة والأهل وأبناء شعبنا الكريم. وأضاف: شاهدت لحظات تتويج ابني عبدالله من خلال شاشة التلفزيون وكانت لحظات لا توصف مليئة بالسعادة ومشبعة بالفرح وستظل عالقة في أذهاننا لسنوات وسنوات طويلة قادمة. ونحمد الله كثيراً على نعمة الفوز وتزيين عنق ابننا عبدالله بالذهب الذي يحصل عليه لأول مرة في الأولمبياد العالمي وهو موضع فخر لنا جميعاً. ويصمت الوالد سلطان برهة قبل أن يعود بذاكرته إلى الوراء مؤكداً أن ابنه حقق من قبل العديد من البطولات على المستويين المحلي والعربي وكان أحد نجوم منتخبنا الوطني للرماية قبل أن يتعرض لحادث سير حادث سير في عام 2001 أدى إلى اصابته بإعاقة دائمة وجلوسه على كرسى متحرك ووقع الحادث بالقرب من منطقة العين الفائضة بسبب وعورة الطريق عندما كان عائدا من رحلة قنص واسفر الحادث عن تهتك في النخاخ الشوكي للعمود الفقري، وكان يعمل ضابطاً في القوات المسلحة، وعلى الفور أمر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بسفر العرياني إلى المانيا للعلاج التي أمضى فيها عاما، ثم رجع على كرسي متحرك والتحق بمنتخب المعاقين من عام 2007. وكشف والد البطل أنه من علم عبدالله الرماية ودربه عليها وحببها إليه منذ أن كان يافعاً وهو ابن العشر سنوات، ليس هذا فحسب بل علم أيضاً جميع أبنائه وهم في سن مبكرة ومنهم من هو أفضل من عبدالله إلا أنه لا يشارك في البطولات الرسمية ويتخذ رياضة الرماية مجرد هواية. ومضى سلطان العرياني في حديثه ليكشف لنا أن ابنه عبدالله كان قد حصل على المركز الأول في رماية البندقية وعمره 12 عاماً بعد تفوقه على جميع أطفال قبيلة العرياني في البطولة التي أقيمت في مزيد وكانت جائزته عبارة عن “بندقية” بينما حصد شقيقه راشد مركز الوصيف في تلك المنافسة. وتحدث عمر سلطان العرياني شقيق البطل الذهبي عبدالله واصفاً أجواء الأسرة لحظة إعلان شقيقه بطلاً في مسابقة 60 طلقة لمسافة 50 متراً بأنها كانت فوق الوصف. وقال: كانت أجواء احتفالية في غاية الروعة، وزاد من مساحة الفرح تلك الوفود التي سارعت إلى زيارة منزل الأسرة فور تلقيها خبر الفوز حيث توافدت إلينا زرافات ووحدانا وعجت بهم ساحة المنزل وراحوا يتبادولون التهاني وكان من بينهم العديد من الأهل والجيران وأبناء القبيلة وغيرهم من الذين غمرتهم الفرحة بهذا الإنجاز التاريخي الكبير. وقال: عايشنا التفاعل الحكومي والشعبي الفوري مع الحدث مما زادنا فخراً فوق فخر وفي مقدمتنا الوالد الذي كان في قمة البهجة والسرور خاصة بعد التهنئة الغالية والعزيزة على نفوس الجميع والتي زفها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله إلى ابنه عبدالله، مشيداً بالمستوى الرائع الذي ظهر به وقاده إلى معانقة التاريخ وهذا ما يتمناه كل مواطن يعيش على هذه الأرض الطيبة، وكذلك الاتصالات التي أجراها العديد من أصحاب السمو الشيوخ والمسؤولين بالبطل وقدموا له خالص التهاني. وأوضح عمر أن والدتهم عفراء بنت سالم العامري كادت أن تطير من الفرح وهي تشاهد ابنها عبدالله يتوج بطلاً متفوقاً على منافسيه من الأبطال الذين يمثلون مختلف الدول. وقال: الوالدة تتابع البطولة وتعرف أخبارها وهي الداعم والمشجع الأول بين أفراد الأسرة لابنها عبدالله وهي أول من مسك بالهاتف وتحدثت إليه وهنأته بالإنجاز. الجدير بالذكر أن عمر سلطان هو الآخر كان من الرماة المتميزين عندما كان يعمل ضابطاً بالقوات المسلحة وشارك في العديد من منافساتها الرسمية قبل أن يغير جهة عمله ويتخلى عن رياضته المحبوبة قبل عشر سنوات. من ناحيته، أكد حمد العرياني أن شقيقه عبدالله واجه ضغوطاً كبيرة ورغم اعاقته التي لم تمنعه من ممارسة هوايته استطاع أن يحقق ما لم يحققه الأسوياء وهذا دليل على قوته واصراره. وقال: بلا شك نحن سعداء بهذا الإنجاز وعيوننا تدمع من الفرحة التي عمت دولتنا وامتدت إلى ربوع وطننا العربي والإسلامي الكبير. وأوضح ان جميع أفراد الأسرة كانوا في تواصل مستمر مع عبدالله وكانوا يبثون في نفسه الحماس ويشجعونه لرفع معنوياته ليواصل النجاح الكبير الذي حققه من قبل وقت أن كان أحد رماة منتخبنا الوطني بداية من 1993 قبل أن يتعرض لحادث سير وينضم بعدها في 2007 إلى منتخب فرسان الإرادة. العرياني: راودني إحساس الفوز بالميدالية في «ليلة الذهبية» لندن (الاتحاد) - أشاد بطلنا عبدالله العرياني الحائز الميدالية الذهبية في دورة الألعاب شبة الأولمبية في لندن بالدعم الكبير الذي تلقاه الرياضة والرياضيون من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، معبرا عن سعادته وفرحته بتهنئة صاحب السمو رئيس الدولة، مؤكداً أنها وسام فخر وقلادة شرف على صدر كل إماراتي، متمنياً أن يكون عند حسن ظن قيادتنا الرشيدة وأن يحقق المزيد من الإنجازات في مقبل الأيام. وأكد أنه تلقى أيضاً تهنئة هاتفية من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي ومن الشيخ الدكتور منصور بن طنحون بن محمد آل نهيان ومن عدد كبير من المسؤولين بالدولة والأصدقاء والمعارف. وأوضح العرياني في مكالمة هاتفية أجرتها “الاتحاد” في مقر إقامته بالعاصمة البريطانية لندن بمناسبة فوزه الثلاثاء الماضي بالميدالية الذهبية في منافسات الألعاب شبه الأولمبية في مسابقة 60 طلقة من الوضع راقداً مسافة 50 متراً سعادته بالإنجاز الأولمبي، مؤكدا قوة وشراسة المنافسة التي واجهها في البطولة التي شهدت تحطيم العديد من الأرقام العالمية، لافتاً إلى أنه يعتبرها من أصعب البطولات التي شارك فيها. وقال لـ”الاتحاد”: كل الدول المشاركة حاولت معانقة الذهب حيث إن معظم المنافسين من أبطال العالم، ونحن كعرب حاولنا أيضاً أن نثبت وجودنا في هذا الحدث الهام واستطعنا بلوغ نهائيات ثلاث مسابقات من أصل أربع حصدنا من بينها ميدالية ذهبية واحدة بعد أن صعدت مع زميلي عبيد الدهماني إلى النهائي وهو أمر رائع ومشرف. وحول مشاعره في الليلة الأخيرة وكيف أمضاها قال العرياني: “كانت ليلة هادئة كما أن التدريب الأخير الذي سبق المنافسة كان عادياً، نمت مبكراً دون أي تفكير عميق في القادم المجهول، ولكن كان يتملكني احساس وشعور قوي بالفوز بميدالية. وفي منافسات المعاقين يكون هناك دائماً تدريب رسمي يسبق المنافسة بساعات يتم خلاله فحص سلاح كل مشارك ويرمي المنافس من نفس المنطقة والمكان الذي سيقف عليه ساعة البطولة حتى يتعود عليه”.وتحدث العرياني عن برنامجه الإعدادي في الفترة التي سبقت البطولة، مؤكداً أن البداية كانت بمعسكر داخلي في نادي العين للمعاقين وقبلها بستة شهور حصل على ثلاث كؤوس عالمية في إسبانيا والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا المؤهلة للألعاب شبه الأولمبية بلندن. وزاد: وفي معسكرنا الأخير بلندن الذي سبق المنافسات كان الاستعداد جيداً من خلال التدريبات الصباحية والمسائية. وأكد إنه دائماً ما يعتمد على نفسه في التدريبات بحكم خبرته الطويلة في مجال الرماية. وأوضح عبدالله العرياني أن هذه الميدالية الذهبية هي الأولى له في تاريخ أولمبياد المعاقين، مشيراً إلى أنه سيرتاح بعد هذه البطولة حتى نهاية العام الحالي حيث لا توجد بطولات في هذه الفترة قبل أن يعود ويبدأ الاستعداد للأولمبياد القادم 2016 بالبرازيل. البطل الذهبي يطلب دعاء الوالدة العين (الاتحاد) ــ راشد العرياني هو الشقيق الآخر لبطلنا عبدالله وهو أيضاً من هواة الرماية فقد سبق أن حصل على المركز الأول قبل سنتين في بطولة ضباط الشرطة الرمضانية بالعاصمة أبوظبي. ويقول راشد إنه لا يتدرب كثيراً بسبب ظروف طبيعة عمله. كما أكد أن جميع أفراد الأسرة كانوا يتابعون الأخبار بأعصاب مشدودة إلى أن جاء الخبر اليقين من عاصمة الضباب الذي بدد الظنون وحول الحلم إلى حقيقة. وكشف عن المكالمة التي أجراها عبدالله مع والدته قبل ساعات من بدء المنافسة حيث طلب منها الدعاء له بالنجاح والتوفيق.. وبالفعل استجاب الله لدعاء الوالدة عفراء وتوج جهود عبدالله بالذهب. من شابه أباه فما ظلم العين (الاتحاد) ـ كان من بين الحضور محمد عبدالله سلطان العرياني - 15 سنة- ابن البطل الذي أكد فخره واعتزازه بوالده وبما حققه من إنجاز ثمين وحصوله على الميدالية الذهبية. وقال: الحقيقة إلى هذه اللحظة لم أحظ بالحديث مع الوالد بالرغم من الاتصالات الكثيرة وربما بسبب انشغاله بالمنافسات والتدريبات، وقد كنت أكثر من حريص على تهنئته وسماع صوته بعد هذا التفوق الكبير الذي حققه على مستوى العام. يقولون “من شابه أباه فما ظلم” وبالفعل محمد هو ذاك الشبل من ذاك الأسد فهو من العاشقين والمتيمين بحبهم لرياضة الرماية وعلى درب أبيه يسير. ويقول محمد الطالب بالصف الأول بثانوية الظفرة بالعين: أمارس الرماية منذ أن كنت في العاشرة وقد تدربت على يد الوالد وكثيراً ما أتبعه أثناء تدريباته بنادي العين للمعاقين. وأضاف: أنا عضو في نادي العين للفروسية والرماية والجولف وهناك أمارس رياضة الرماية خاصة في فترة العطلات الدراسية، وقد سبق لي أن حققت المركز الثاني قبل سنتين في البطولة الرمضانية التي نظمها نادي العين للفروسية، والتي شارك فيها عدد كبير من الرماة وقبلها بعام حققت المركز الثالث في النادي نفسه. الرامي المشاغب: «طااااخ طااااخ» العين (الاتحاد) ــ لفت انتباهنا خلال جلستنا مع أفراد أسرة العرياني الطفل محمد عمر سلطان إبن أخ البطل عبدالله والذي كان حركياً ومشاغباً ولم يكف عن مداعبة الحاضرين ولو للحظة طوال فترة الجلسة وكان يمسك بلعبة عبارة عن مسدس في حجم يده الصغيرة لزوم التسلية وكان يصوبه في اتجاه كل من تقع عليه عيناه صارخاً في وجهه “طااااخ .. طااااخ” مما يؤكد أنه بطل قادم في الطريق وامتداد لأسرة العرياني المسكونة بحب الرماية. إسماعيل المرازيق: نأمل المشاركة في «تحدي البرازيل» بأكثر من راميين العين (الاتحاد) ــ قال إسماعيل محمد المرازيق مدير نادي العين للمعاقين التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية إن الميدالية الذهبية التي حققها الرامي عبدالله العرياني في أولمبياد لندن للمعاقين، تعني الكثير، كونها تعتبر الثانية في تاريخ مشاركات الدولة في بطولات الألعاب البارالمبية. وأضاف: سعدنا بهذا الإنجاز كثيراً لأن فريق الرماية بذل جهوداً جبارة في فترة الإعداد التي سبقت البطولة، كما أن جهوداً كبيرة قد بذلت من أجل تأسيس نادي العين للمعاقين الذي يعتبر النادي الوحيد على مستوى الوطن العربي ووجد كل الدعم والمساندة من قبل قيادتنا الرشيدة ومؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية. وبدأ نادي العين للمعاقين في ممارسة نشاطه في 2006 وكان عبدالله العرياني هو الرامي الوحيد بالنادي قبل أن يزداد العدد تدريجياً والذي وصل حالياً إلى أكثر من ستة رماة. وقال المرازيق العرياني حقق العديد من الميداليات الذهبية خلال مشاركاته على مستوى الوطن العربي والقاري والدولي ولكنها المرة الأولى في الأولمبياد التي يحصل فيها على الذهبية بعد الاخفاق الذي صادفه في دورة الألعاب شبه الأولمبية بالعاصمة الصينية بكين. وأضاف: “وجد بطلنا منافسة حادة من أبطال العالم في هذا الألمبياد وتصدر التصفيات ورغم أنه تراجع إلى المركز الثاني في الطلقة قبل الأخيرة إلا أن الأخيرة أنصفته وأعادته إلى المركز الأول”. وزاد: شاركنا في أولمبياد لندن براميين فقط هما عبدالله العرياني وعبيد الدهماني ونأمل في أولمبياد 2016 بالبرازيل أن نشارك بأكثر من راميين.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©