الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السياحة العلاجية.. رهان آسيوي

13 سبتمبر 2015 02:45
يخصص عدد من الدول الآسيوية موارد لاستثمارها في السياحة العلاجية أملًا في اجتذاب مرضى من أنحاء العالم يسعون إلى العلاج المتقدم والفحوصات الطبية والخدمات العلاجية الأخرى المتطورة. وتبذل الصين على وجه الخصوص جهوداً جادة في هذا المضمار، في الوقت الذي تستهدف فيه تنمية السياحة الخارجية والاستفادة منها اقتصادياً. وتعكف تايلاند أيضاً على دعم هذا النوع من السياحة باعتباره مصدراً للدخل الأجنبي، منذ العقد الأول من القرن العشرين، بعد الأزمة المالية الآسيوية. وتسعى اليابان كذلك إلى توسيع السياحة العلاجية، ولكنها واجهت صعوبات في توفير ما يكفي من الأطباء، وفي تدريب مترجمين أصحاب خبرة طبية. ويوجد في حي «هيديان» في العاصمة الصينية بكين عدد من الوكالات الحكومية والجامعات ومعاهد البحث والمصالح المهمة الأخرى. ويعتزم مستشفى «يوهو بكين» لإعادة التأهيل الذي يقع في هذا الحي افتتاح منشأة مخصصة للمرضى الأجانب. والمستشفى يحفل بممرضات مهذبات وغرف أنيقة وبراقة شبيهة بغرف الفنادق كي يشعر المرضى بالراحة أثناء علاجهم. وقد جلب المستشفى أحدث التجهيزات الطبية من مختلف أنحاء العالم. وعلى سبيل المثال توجد في المستشفى بركة سباحة يتغير عمقها بمجرد الضغط على زر. ومستشفى «يوهو بكين» لا يجري جراحات ويقدم العقاقير فحسب، بل يستعين أيضاً بتراث العلاج الصيني التقليدي بالأعشاب في تخفيف الآلام. وفي هذا السياق قال «نينج لي» مدير المستشفى: «نريد أن نقدم الخدمات الطبية التي تمثل قمة التقدم في العالم وتجمع بين الطب الغربي والشرقي». والمستشفى يقدم جولة تعريف للمرضى بشأن تراث المعالجة بالأعشاب وموضوعات أخرى. ونظراً إلى موقع المستشفى في وسط المدينة يستطيع المرضى زيارة المدينة المحرمة وساحة تيانامين ومعالم سياحية أخرى أثناء إقامتهم. وتوجد في الصين 46 منشأة طبية حصلت على اعتماد من اللجنة الدولية المشتركة، وهي نظام أميركي لاعتماد المستشفيات ومؤشر على تقدم الرعاية الطبية. وعدد المنشآت الطبية في الصين الحاصلة على هذا الاعتماد هو الأعلى بين الدول الآسيوية، وتليها تايلاند التي توجد فيها 44 منشأة طبية معتمدة من اللجنة الدولية المشتركة. ويعتقد محللون اقتصاديون أن أحد الأسباب التي تدفع الصين إلى تطوير السياحة العلاجية هو أن أفراد الطبقة الثرية فيها يذهبون إلى الخارج لتلقي العلاج. وتعزيز الثقة في النظام الطبي المحلي الصيني وسط هذه الطبقة يساهم في منع خروج الثروة من البلاد. وليست هناك بيانات دقيقة عن عدد المرضى الصينيين الذين يدخلون مثل هذه المنشآت. وعادة ما يميل المرضى إلى الذهاب إلى الخارج للحصول على الرعاية الطبية المتقدمة إذا كانت أرخص مما هي عليه في بلدانهم. وقد أشار بنك التنمية الياباني إلى التفاوت في أسعار العلاج الطبي بين البلدان المختلفة، وعلى سبيل المثال تتكلف جراحة لمعالجة صمام القلب نحو 170 ألف دولار في الولايات المتحدة و36 ألف دولار في كوريا الجنوبية ونحو 1700 دولار في الهند. وتنشط أيضاً نحو 70 دولة ومنطقة في الترويج للسياحة العلاجية. وتتفوق دول آسيوية بشكل خاص على غيرها بسبب رخص أسعارها وتقدم تقنياتها. وتسعى المستشفيات أيضاً إلى التميز بتحسين الخدمة فيها. وقد أصبح السفر من أجل تلقي الرعاية الطبية عالية الجودة في دول نامية بعينها تقليعة شائعة وسط المرضى بصفة عامة من ذوي الدخل المرتفع. وقد ذكرت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة في اليابان أن تايلاند استقبلت نحو 2,5 مليون مريض سائح لأغراض العلاج الطبي في عام 2012 وقد أنفقوا نحو 120 مليار بات (ما يزيد على ثلاثة مليارات دولار). وقدرت وكالة السياحة في اليابان أن السوق العالمية للسياحة العلاجية في عام 2012 بلغت نحو 100 مليار دولار بزيادة 1,7 مرة على مدار السنوات الست السابقة. والسياح الذين يسعون للعلاج الطبي لا تقتصر زيارتهم على الدول التي تتمتع بأنظمة طبية متقدمة مثل الولايات المتحدة أو ألمانيا. مينورو أكيتا* *كاتب ياباني ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©