هروب الخدم من المنازل ظاهرة تعاني منها أغلب بيوت المواطنين، وللحديث في هذا الموضوع، يجب علينا معرفة لماذا وكيف ومتى يهرب الخدم من المنازل؟ وأين يذهب الخدم بعد الهروب من المنزل؟ أما (لماذا) يهرب الخدم فمعظمكم سيقول، ومن الوهلة الأولى إن السبب هو المعاملة السيئة، وفي رأيي أن المعاملة السيئة هي السبب الرئيسي، ولكنها ليست السبب الوحيد، فأحياناً ترى أن أهل المنزل يعاملون الخدم أحسن معاملة، وليس عليهم إلا تأدية الواجبات التي يفترض أن يقوموا بها من تنظيف وطبخ وغيره، ولكنهم يباغتون بهروب الخدم من المنزل! ويرجع السبب إلى أن أولئك الخدم سواء كان خادماً أم خادمة كانوا قد بيتوا النية للهروب حتى قبل وصولهم إلى الدولة، ويرجع السبب في ذلك إلى أنهم قد التقوا في بلدانهم بخدم عائدين من دول الخليج وأخبروهم أن العمل بطريقة الساعات المقسمة على عدد من البيوت هي أكثر نفعاً من العمل بطريقة العمل لدى الكفيل، وهناك العديد من الأسباب التي تدفع الخدم للهروب من المنازل، ومن أغربها ما سمعته من أحد الأصدقاء الذي طلبت منه الخادمة أن تغادر الدولة بعد أن عملت لديه ثلاثة أشهر، وبعد انقضاء مدة ضمنها من قبل مكتب جلب العمالة! وعند سؤالها إذاً لماذا أتيتِ طالما أنك لا ترغبين في العمل؟ فردت عليه بالقول كنت أريد أن أرى الإمارات!! أما عن (كيفية) هروب الخدم فيرجع ذلك إلى وجود عصابات تهريب الخدم، وهم طبعاً وفي الغالب من بني جلدتهم، وأيضاً فإن إغراء الخدم من قبل بعض من لا يبالون بقوانين الدولة التي يعيشون على أرضها بالعمل لديهم هو من الأسباب الأخرى، يضاف إلى ذلك علم الخدم بعدم وجود تبعات تترتب على قيامهم بالهروب غير تسفيرهم خارج الدولة ببلاش، ولو تساءلنا عن (متى) يهرب الخدم، فأولاً التوقيت غير محدد، فربما كان بالليل أو بالنهار، المهم إتقان الحيلة للهروب، وغالباً ما يكون الهروب بعد انقضاء مدة كفالتهم من قبل المكتب الذي جلبهم! ولا ندري السبب في ذلك، أما السؤال المهم فهو (أين) يذهب هؤلاء الخدم بعد الهروب، وبصراحة 80% منهم يذهبون إلى إمارة دبي لأنهم قبل أن يأتوا إلى البلاد يقولون سنذهب للعمل في دبي، وأيضاً لا يعقل أن تقوم خادمة على سبيل المثال للعمل في إمارة أم القيوين أو مدينة كلباء بعد هروبها؛ لأنها يفترض أن تعمل في بنايات سكنية وتوزع ساعات اليوم على شقق البناية، ولا بد من أن تعمل لدى أجانب أو بعض الإخوة الذين لا يريدون تحمل رسوم استقدام خدم أو لا يسمح لهم بذلك، وهذان العاملان (البنايات والأجانب) تفتقر لهما بعض الإمارات مثل رأس الخيمة والفجيرة وأم القيوين، وأيضاً القرى التابعة للإمارات، أما إمارتا دبي وأبوظبي فيمكن العمل فيهما بعد الهروب؛ لكثرة البنايات وكثرة الأجانب الذين يرحبون بالخدم الذين يعملون لمدة ساعة أوساعتين يومياً! وفي نهاية هذا المقال نتساءل متى ستصدر قوانين تحد من هذه الظاهرة؟
طارق آل علي
عدد اليوم
