الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يرحب بتأسيس مجلس الأعمال المشترك بين الإمارات وبريطانيا

محمد بن زايد يرحب بتأسيس مجلس الأعمال المشترك بين الإمارات وبريطانيا
20 سبتمبر 2011 00:55
استقبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بقصر البطين بأبوظبي، الوفد المشارك في الملتقى الإماراتي البريطاني الذي عقد أمس الأول بأبوظبي يتقدمهم اللورد ستيفن جرين وزير التجارة والاستثمار بالمملكة المتحدة ومعالي ناصر بن أحمد السويدي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي وكبار رجال الأعمال والمستثمرين المشاركين في الملتقى من الجانبين. كما شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بقصر سموه مساء أمس الأول، محاضرة حول المصالح المشتركة في الأزمة الاقتصادية العالمية، ألقاها اللورد جرين اوف هيرستبيير بوينت، وذلك ضمن المحاضرات الفكرية التي درج مجلس سموه على استضافتها. وخلال لقاء سموه وفد الملتقى الاماراتي البريطاني رحب سموه بالحضور، مؤكدا سموه متانة العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة الصديقة واهتمام قيادة دولة الإمارات برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، على الارتقاء بمستوى علاقات التعاون من خلال تفعيل دور القطاع الخاص والأعمال في كلا البلدين الصديقين لتحقيق ما يخدم المصالح الاقتصادية المشتركة. كما رحب سموه بخطوة تأسيس مجلس الأعمال المشترك بين البلدين، معربا سموه عن تطلعه إلى أن يسهم هذا المجلس في إيجاد الفرص لتطوير الأعمال التجارية وتنشيط الاستثمارات المشتركة وجذب شراكات من شأنها خدمة المشاريع التنموية ودعم وتطوير الاقتصاد الوطني في كلا البلدين. من جانبه، أعرب الجانب البريطاني عن شكره وتقديره للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولحكومة أبوظبي على دعم سموه لتأسيس هذا المجلس وتوفير الإمكانات المناسبة له بهدف تحقيق أهدافه الرامية إلى تعزيز فرص التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين. وخلال المحاضرة، أكد اللورد جرين وجود فرص هائلة يمكن استثمارها بين الإمارات والمملكة المتحدة في التجارة بشكل خاص وفي تطوير البيئة التحتية "سكة الحديد" وأشباه الموصلات نظراً لسعي الإمارات لتطوير اقتصادها حسب خطة دبي 2015 / 2020 وخطة أبوظبي 2030. وأضاف أن المطلوب هو الإسهام في التطور الاقتصادي بين البلدين ليس في التجارة والأعمال فقط، وإنما في مجالات أخرى كالثقافة والتعليم والسياحة، مشيراً إلى المشاريع الثقافية والسياحية التي زارها في جزيرة السعديات. ولفت إلى أن لدى المملكة المتحدة استراتيجية اقتصادية تركز على زيادة النمو والاستهلاك والإنفاق الحكومي وعلى تعزيز المشاركة التجارية عبر العالم، مدللاً على القرار البريطاني بالمشاركة في بناء متحف الشيخ زايد. وأشار في هذا الصدد إلى الاجتماع الأول للجنة العليا المشتركة بين البلدين الذي حضره أمس الأول في أبوظبي كبار المسؤولين التجاريين لتطوير العلاقات وتبادل التجارب والخبرات وتحديد الفرص التجارية خلال السنوات القادمة. وقال إن المملكة المتحدة منفتحة على الاستثمارات الخارجية ولديها خطة طريق في هذا الشأن، لافتاً إلى أن الاستثمارات الإماراتية الحالية في المملكة المتحدة كبيرة جداً ومنها على سبيل المثال إنشاء ميناء جديد على نهر التايمز. وأضاف أن الإمارات تهدف من ذلك إلى الحصول على الخبرة على المستوى الدولي عبر الاستثمارات الخارجية، كما أنها تهتم بالأبحاث المتعلقة بالأعمال والمشاريع الصغيرة التي تعطي مردوداً أفضل متى ما وجدت الدعم الحكومي المطلوب. ولفت إلى أن العلاقات التجارية بين البلدين راسخة، وأن الشركات البريطانية توجد منذ أكثر من 75 عاماً في الإمارات التي أصبحت خلال العقود الأربعة الماضية شريكاً قوياً وفعالاً للمملكة المتحـدة، مؤكداً أن المستقبل بالنسبة للبلدين يبشر بالخير رغم الصعوبات التي تشغل الجميع على المستوى العالمي. وكان اللورد جرين أشاد في بداية المحاضرة بالتقدم الكبير الذي أحرزته إمارة أبوظبي والإمارات بشكل عام التي تلتزم مع المملكة المتحدة بعلاقات تعاون وثيقة في العديد من المجالات، مشيراً إلى الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين ومنها الزيارة الأخيرة لجلالة الملكة اليزابيث إلى الدولة. ثم تناول المحاضر الأوضاع الاقتصادية في العالم، مشيراً إلى التغيرات الكبرى التي حدثت وأثرت على التوازن الاقتصادي العالمي ونتج عن ذلك انتقال ميزان القوى من الغرب إلى الشرق. وأوضح أن هذا التغير أثر على الأسواق الناشئة لدول برزت لأول مرة كما عادت الهند والصين إلى المسرح العالمي، وظهرت التحولات السياسية في منطقة الشرق الأوسط مما كان له أثر على الشباب. وأكد أنه مع بروز مشكلات على مستوى الاقتصاد العالمي الذي أصبح ضعيفاً، وظهرت التوترات المالية في منطقة اليورو وفي الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية فإنه لابد من إيجاد حلول ناجحة للأزمات المالية والاقتصادية والتجارة العالمية والتغير المناخي. وأوضح أنه خلال الخمسة عشر عاماً، الماضية شهد العالم نمواً في الادخار والاستهلاك العالمي بشكل غير متوازن، على سبيل المثال فإن الولايات المتحدة حققت نمواً كبيراً ونزعة استهلاكية وعجزاً في المدفوعات بينما لجأت الصين إلى زيادة مدخراتها وإلى التصدير بالإضافة إلى ذلك شهدت ألمانيا نمواً ناتجاً عن زيادة الصادرات بينما عانت دول أوروبا الجنوبية من عدم التنافسية والإفراط في الاستهلاك. وقال، إن على البنوك أن تستفيد من الأزمة المالية العالمية التي بدأت تظهر عام 2007، ثم كشفت عن نفسها عامي 2008 و2009، مشيراً إلى السلوكيات السيئة غير المسؤولة التي تمت في الجوانب الرقابية والإشرافية والفنية وانه لابد من تصحيحها على أسس سليمة. وفي معرض رده على الأسئلة الموجهة إليه بشأن الاقتصادين الإماراتي والبريطاني أكد اللورد جرين أن على الإمارات أن تركز على الجانب الاقتصادي العالمي والتنافسية في الاقتصاد، وقال إن الاقتصاد البريطاني يتسم بالنمو البطيء، مشيراً إلى عنصر المخاطرة وإلى أن التخطيط التجاري هو الأساس لتجنب ذلك. وردا على سؤال موجه من معالي عبدالعزيز الغرير بشأن ما يجب أن تفعله الحكومات وما يجب ألا تفعله حال وجود ركود اقتصادي، أكد اللورد جرين أن المطلوب هو اتباع المنهج "الكينزي" الذي يعتمد على تحفيز الاقتصاد من خلال الإنفاق على الاستثمارات الإنتاجية وأنه يمكن للحكومات أن تشجع العمل في القطاع الخاص وتعزز البنية التحتية. كما رد على سؤال آخر حول رأيه في البنك الفيدرالي الأميركي، مؤكداً ضرورة عدم إلغائه ودعا إلى تشجيعه. وأجاب على سؤال آخر، لافتاً إلى أن لكل طرف مصالح للتطـوير وتدفقات استثمارية في الأسواق وأنه لابد من تقاسم هذه المصالح لتحقيق السلام ومكافحة التغير المناخي. وأكد أن ذلك يحتاج إلى شركاء حول العالم وأغراض ومصالح ومناهج مشتركة ومتقاربة كي يمكن حل مثل هذه القضايا، مشيراً إلى أن لدى الإمارات العديد من الفرص لتكون من الاقتصادات الناشئة والدول البارزة. وحول تقلبات منطقة اليورو أشار المحاضر إلى وجود قضايا صعبة مفروضة الآن على أسواق وحكومات هذه المنطقة التي لا تدخل لا المملكة المتحدة ولا الإمارات ضمن دائرتها، إلا أنه قال إن أي تأثير سلبي في منطقة اليورو سينعكس بطبيعة الحال على العالم بأجمعه، مشيراً إلى أن نصف الصادرات البريطانية تذهب إلى منطقة اليورو. ورداً على سؤال أخير حول التقرير الصادر من اللجنة المصرفية المستقلة البريطانية، أشار اللورد جرين إلى ضرورة مناقشة هذا التقرير ومعرفة تفاصيله للوصول إلى حل للأزمة المصرفية. الحضور شهد المحاضرة سمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة رئيس المجلس الوطني للإعلام. كما حضر المحاضرة معالي عبدالعزيز الغرير، ومعالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، وعدد من الشيوخ والوزراء.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©