الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مؤتمر المصالحة.. اتفاق على الخلاف أم تكريس للاختلاف؟

16 ديسمبر 2006 00:07
بغداد - حمزة مصطفى: يلتئم في بغداد اليوم مؤتمر المصالحة الوطنية الذي تأجل مرتين، في إطار مبادرة المصالحة والحوار الوطني التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مايو الماضي· والمؤتمر ليس بعيدا عن أجواء مؤتمر الوفاق الوطني الذي رعته الجامعة العربية أواخر العام الماضي، وكان ينبغي أن يعقد في بغداد أوائل هذا العام· بيد أن الجهود التي بذلتها الجامعة لم توفق في جمع العراقيين على كلمة سواء· فالمؤتمرات الموعودة ظلت تخضع للتأجيل كلما اقترب موعد انعقادها، في وقت يجري فيه الإعداد لمؤتمرات أو اجتماعات بديلة هنا أوهناك في مسعى لتخطي الأزمة· مع ذلك، فهناك إدراك من الجميع أن هناك أزمة في البلاد، وأنها ستفجر الجميع مالم يتم التصدي لها بقوة· هذا الإدراك يقابله سلسلة من الاتهامات المتبادلة بين الأطراف السياسية في العراق· فهناك من يرى أن هذا الطرف أو ذاك لايريد للعملية السياسية أن تجري وفق استحقاقاتها التي تحققت في أجواء ديمقراطية· بالمقابل، هناك من يرى أن من يعتبر كل هذه منجزات ومكاسب ديمقراطية لا يجوز التعدي عليها، فهو واهم ومخطئ لأن ما تحقق هو المصيبة الكبرى التي لحقت بالبلاد والعباد بدءا من الانتخابات التي أقيمت طبقا لرؤية هؤلاء على أسس طائفية وعرقية، والدستور الذي كتب على عجل ولم يصوت عليه نحو ثلث السكان، وهو مايتناقض من وجهة نظرهم مع المبدأ الذي تم اعتماده وهو التوافق الوطني الذي هو الاتفاق ضمنا على تجاوز الديمقراطية ووضع الحلول لكل المشاكل أو السياقات في عمل الدولة طبقا لهذا المبدأ الذي ينظر إليه معارضو العملية السياسية أو حتى قسم كبير من الداخلين فيها على أنه محاصصة طائفية وعرقية· لقد نتج عن هذا كله من وجهة نظر هؤلاء ما باتوا يطلقون عليه ''الإخلال بمبدأ التوازن الوطني''· هذه الإشكالية الكبرى بين طرف يرى أن ما تحقق منجزات لا ينبغي العودة عنها وبين طرف يرى أن ما تحقق هو مآس قادت البلاد إلى العنف الطائفي، فضلا عن عجز الدولة عن تحقيق الخدمات الأساسية للمواطنين، ناهيك عن الفساد المالي والإداري الذي طال وزراء ونواب ومسؤولين في مختلف مرافق الدولة· لذلك فإن شعور هذا الطرف أو ذاك بأنه هو المسؤول عما حصل ويحصل ظل هو الأسلوب السائد في طريقة التعامل بين الأطراف المختلفة التي إما تريد أن تنهي مشكلة تظل معرقلة لخططها وإجراءاتها، وبين أن تكون خاضعة لضغوط دولية وإقليمية لاسيما من قبل الولايات المتحدة التي شعرت أن الخلاص من ورطتها في العراق يكمن في ضرورة استيعاب الجميع في العملية السياسية· ولعل تقرير بيكر هاملتون رسخ هذه القناعة لدى مختلف الأطراف· هذا التقرير قد أكد للمرة الأولى أن هناك خلافات بين الإدارة الأميركية وبين أبرز حلفائها العراقيين لاسيما الشيعة والأكراد الذين أدركوا أن الإدارة الأميركية بدأت تفكر بكيفية خلاصها هي لا خلاصهم هم· في سياق هذه الأجواء الخلافية والاختلافية يجيء انعقاد مؤتمر المصالحة الوطنية· ولعل الرؤية التي سينعقد بموجبها هذا المؤتمر ستخيم عليها هذه الأجواء، الأمر الذي سيعزز القناعة الكاملة بأن هذا المؤتمر سوف لن يخرج بالنتائج التي تتمناها الأطراف المتنازعة لسبب رئيس وهو أن أي طرف يريد لهذا المؤتمر أن يكون لمصلحته فقط·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©