مصوران يستكشفان الأبعاد الفنية في محطات الديزل القديمة

في معرض يقام حاليا في جاليري الفن الجميل في وسط المدينة بدبي، نعثر على جناح فني للتصوير لاثنين من فناني الفوتوغراف، يتفقان في أداة التشكيل (التصوير الفوتوغرافي)، ويختلفان موضوعا بين معرض للقديم وآخر للجديد. المعرض الذي يحمل عنوان «محطات» الذي افتتح الخميس الماضي ويستمر حتى العشرين من أكـتوبر القادم يشـارك فيه اثنان من المصـورين، محمد سوجي من تنزانيا وسـينيسا فلاكوفتش من صربيا، ينفذان مشـروعا مشتركا يتجه إلى محطات البترول (وخصوصا الديزل) القديمة في أنحــاء متباعدة من إمارات الدولة، ويقدمان مشــاهد متقـاربة في الأداء الفني، وفي زوايا التقاط المشهد، والاعتماد على علاقات ضوئية شديدة الحساسية، حيث الأبيض والأســود يتقاطعان في مشهدية من الظل والنور عالية الجمالية، مع استخدام مقنن للألوان خصوصا الأزرق بأسلوب يوحي بالرومانسية، رغم أن موضوع الصورة لا يرتبط بالجمال، وربما هي المرة الأولى التي يفكر فيها فـنان بهذا الموضوع. والمعرض في أساسه هو عمل فني توثيقي يذهب في اتجاه الماضي، ليس تعبيرا عن الحنين، ولكن عن مدى الاستغراب والدهشة في تلك الأمكنة القديمة، وحيال الأدوات القديمة، ما كانت عليه سابقا وما آلت إليه. هي تجربة فنية مشتركة لكنها تعبر عن مدى التقارب في الرؤية والأداء اللذين يمكن أن يذهب إليهما فنانان قادمان من عالمين وثقافتين مختلفين في النظر إلى موضوع واحد، موضوع يجسد مرحلة ورمزا لمرحلة تاريخية معينة في بلد معين، حيث يجوب سومجي وفلاجيكوفتش المقيمان في دبي منذ سنوات عددا من المناطق، بدءا بقرية حتا وصولا إلى مناطق من الشارقة وسواها. ومحطات الديزل القديمة والحديثة ليست وحيدة في المعرض، إذ إن للمحطة متعلقاتها وما يحيط بها، اللافتات التي تشير إليها، والبيوت القديمة القريبة بنوافذها العتيقة وطابعها الحميم، والصهاريج والشاحنات والعاملين والعريشة التي تظللها، وما شاكل ذلك، لكن التركيز الأشد هو على الإضاءة، وإبقاء خلفية الصورة ليلية قاتمة السواد. وبلا شك فإن شابين قادمين من عالمين سيجدان في كل محطة قصصا متميزة ومثيرة، تنعكس في النظرة التي يلقيها الفنان على موضوعه وزواياه. وهناك حضور بالطبع للمحطات الصحراوية وتلك اللافتات الصفراء التي تشير إليها، ولهذا اللون دلالته في الصحراء. وهكذا يستغل المصوران الكثير من عناصر البيئة والطبيعة والمجتمع لبناء عالمهما الفني.