الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الكتاب» يرشح عشر روايات إلى «الكتاب العرب» لترجمتها إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية

«الكتاب» يرشح عشر روايات إلى «الكتاب العرب» لترجمتها إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية
8 سبتمبر 2012
شهدت الساحة الأدبية المحلية في السنوات الفائتة ظهور أسماء روائية جديدة صنعت مناخا سرديا حيا ومتفاعلا مع قضايا المكان وتحدياته، ومع أسئلته المقلقة وآفاقه الوجودية المحتدمة في دواخل الروائيين الجدد. ورغم تمايز مستويات النضج والتمكن والتوليف الفني واللغوي في الأنساق السردية لهذه الروايات، إلّا أنها شغلت حيزا ثقافيا وإعلاميا أوسع وأكثر حضورا ولمعانا في الساحة الأدبية الإماراتية مقارنة بالشعر أو القصة القصيرة على سبيل المثال، ومن هنا ولوفرة النتاج الروائي وظهور أسماء واعدة ومبشرة من معطف هذا الفن السردي الرائج، قام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مؤخرا بترشيح عشر روايات إماراتية لترجمتها إلى عدة لغات عالمية كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية، من أجل إيصال صوت وصدى وانشغالات الروائي الإماراتي إلى حواضر ثقافية مختلفة ومتعطشة للتعرف على فضاءات واهتمامات الثقافات الأخرى والبعيدة. المبادرة ولإلقاء الضوء على تفاصيل هذه المبادرة الثقافية المهمة التقت “الاتحاد” محمد المزروعي رئيس فرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بأبوظبي ومسؤول قطاع النشر والتأليف بالاتحاد، وأشار بداية إلى أن ترشيح الروايات الإماراتية العشر للترجمة إلى لغات عالمية جاء بالتنسيق مع اتحاد الكتاب العرب الذي يتخذ من القاهرة مقرا له في دورة هذا العام، وذلك ضمن خطة سنوية لترجمة مجموعة من الروايات العربية إلى لغات أخرى بالاتفاق مع مؤسسات عالمية متخصصة في ترجمة النتاجات الأدبية لدول العالم المختلفة، وأوضح المزروعي أن اتحاد الكتاب العرب ومن خلال لجنة قراءة ومتابعة مكونة من روائيين ونقاد عرب معروفين، يقوم بفرز الروايات العربية المرشحة للترجمة وتقوم اللجنة بانتقاء ثلاثة أعمال متميزة من الروايات العشر المرشحة، لتباشر الجهات المختصة ترجمتها إلى لغات مختلفة مثل الإنجليزية أو الإسبانية أو الفرنسية أو الألمانية، حسب التوصيات المنبثقة والإجراءات التنسيقية بين الاتحاد وبين هيئات الترجمة ودور النشر الغربية. وحول المعايير الفنية التي اتبعها اتحاد كتاب الإمارات في اختياره للروايات المرشحة، أشار المزروعي إلى أنه وبناء على تكليف من الاتحاد، قام بحصر الروايات الإماراتية منذ أول رواية صدرت في الستينيات، وهي رواية “شاهندة” للكاتب راشد عبدالله النعيمي، وحتى آخر رواية صدرت منذ عدة أشهر، وقد وصل عدد الروايات إلى ما يربو على السبعين رواية. وأضاف المزروعي أن مهمة انتقاء الروايات المرشحة لم تكن بالعملية السهلة نظرا لتفاوت مستوياتها، ولوجود روايات يتيمة ومقطوعة النسل اختفى كتابها فجأة من المشهد الأدبي، أو أنهم اكتفوا برواية واحدة ثم واصلوا نتاجاتهم الأدبية والفنية في حقول أخرى مثل الشعر والقصة والتشكيل. وقال المزروعي إنه وجد نفسه أمام مشهد روائي غير مستقر فلجأ أولا إلى استبعاد الروايات التي تم ترشيحها سابقا، ثم تلجأ لعنصر التنويع، فقام باختيار الروايات التي تحمل رؤى ومضامين مختلفة ومتباينة من أجل إلقاء الضوء على أصوات متعددة ذهبت إلى خيار كتابة الرواية بأساليب ومرجعيات خاصة بها. الأسماء وحول عناوين وأسماء الكتاب الذين تم اختيارهم أشار المزروعي إلى بعض الأسماء الروائية مثل: محمد عبيد غباش، وأسماء الزرعوني، وفتحية النمر، ومحمد حسن أحمد، وخالد الجابري، وسارة الجروان، وفاطمة عبدالله، وغيرهم. وعن سؤال حول الإجراءات القادمة، والمتعلقة بتتبع مسار ومصير هذه الروايات بعد تقديمها لاتحاد الكتاب العرب، أكد المزروعي أن اتحاد كتاب الإمارات لا يملك صلاحية التدخل أو التوجيه بعد تسليمه للروايات المرشحة إلى الجهة المختصة، لا في الاختيار ولا في الطباعة ولا في النشر أو تحديد اللغة التي سوف تنقل الرواية إليها، واستطرد المزروعي أنه سيتم إشعارهم فقط في حال الاختيار النهائي، مع احتمال ألا تتم ترجمة أية رواية من الروايات العشر لأن ذلك يعتمد ـ كما قال ـ على حرية واستقلالية اللجنة الأساسية والتي عليها أن تختار عددا محدودا من الأعمال وسط كم هائل من الروايات العربية المرشحة. وحول عدم وجود توجه لترجمة الشعر أو القصة الإماراتية في اتفاقيات الترجمة هذه، نوه المزروعي إلى أن اهتمام الجهات الثقافية في الغرب بترجمة الرواية ربما يعود إلى أن الرواية تستطيع أن تحقق هدف التواصل الأدبي والإنساني لتماسها المباشر وملامستها للنسق الاجتماعي العام ولدراما الحياة والذات، ونبض المكان الذي تصدر منه هذه الروايات، وأضاف “على عكس الشعر والقصة القصيرة التي تقدم معالجات مكثفة ومبتسرة ولحظية لخطابي الذات والواقع معا”، وبالتالي ـ كما قال ـ فإن الرواية تلقى اهتماما أكبر واستقطابا أوسع من المؤسسات المعنية بالترجمة من جهة، ومن شريحة القراء والمثقفين والمتابعين للتحولات الروائية في العالم من جهة أخرى.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©