مونزا (د ب أ، أ ف ب) - حقق الألماني ميكايل شوماخر (مرسيدس) والبريطاني لويس هاميلتون (ماكلارين مرسيدس) أمس على حلبة مونزا، أسرع توقيت في جولتي التجارب الحرة في جائزة إيطاليا الكبرى، المرحلة الثالثة عشرة من بطولة العالم لسباقات الفورمولا-1.
وفي الجولة الأولى، قطع شوماخر، بطل العالم سبع مرات، أسرع لفة بزمن 422: 25: 1 دقيقة بمعدل سرعة وسطي 139: 244 كلم/ساعة، وتقدم على البريطاني جنسون باتون (ماكلارين مرسيدس)، ومواطنه وزميله في فريق مرسيدس نيكو روزبرج. وأكمل سائقا فيراري الإسباني فرناندو ألونسو متصدر ترتيب السائقين والبرازيلي فيليبي ماسا المراكز الخمسة الأولى. وفي الثانية، قطع هاميلتون بطل العالم 2008 أسرع لفة بزمن 290: 25: 1 دقيقة بمعدل سرعة وسطي 516: 244 كلم/ساعة، وتقدم على باتون وألونسو، فيما احتل ماسا وروزبرج المركزين الرابع والخامس.
وشهدت التجربة الحرة الأولى أول مشاركة لسائق صيني في سباقات فورمولا-1، حيث شارك ما كينج هوا لفريق “إتش آر تي” بدلاً من زميله ناريان كارثيكيان. وحصل ما “24 عاماً” على رخصة فورمولا-1 هذا الصيف، بعدما خاض اختبارات السائقين الشبان بالفريق على مضمار سيلفرستون البريطاني.
وحل الألماني سيباستيان فيتيل سائق فريق ريد بول وحامل لقب البطولة في المركز الحادي عشر بالتجربة الحرة الأولى، بينما احتل البلجيكي جيروم دامبروسيا سائق لوتي المركز الخامس عشر، علماً بأنه يشارك بدلاً من الفرنسي رومان جروجان الموقوف عن هذا السباق بسبب التصادم الذي تسبب فيه خلال السباق البلجيكي.
ويتصدر ألونسو الترتيب العام للبطولة برصيد 164 نقطة بعد 12 سباقاً من بين 20 سباقاً في بطولة هذا العام. ويليه فيتيل برصيد 140 نقطة ثم الأسترالي مارك ويبر سائق ريد بول برصيد 132 نقطة والفنلندي كيمي رايكونن (131 نقطة) والبريطاني لويس هاميلتون (117 نقطة) ومواطنه باتون (101 نقطة).
من جانب آخر، أكد السائق البريطاني لويس هاميلتون على هامش جائزة إيطاليا الكبرى، أنه لم يحسم أمره حتى الآن بشأن استمراره مع فريقه الحالي ماكلارين-مرسيدس من عدمه. ويأتي تصريح هاميلتون وسط الأخبار التي تتحدث عن موافقته على التوقيع مع فريق مرسيدس أي أم جي والتي أطلقها مالك فريق جوردان السابق أيدي جوردان.
وكان جواب هاميلتون حول إذا توصل إلى قرار بشأن مستقبله واضحاً وبسيطاً: “كلا لم أفعل”، مشدداً على أن الأولوية بالنسبة له الحصول على سيارة بإمكانها المنافسة على الفوز. وأضاف: “أريد الفوز، أنت دائماً تسعى إلى الفوز وإلى المنافسة كل عام: لهذا السبب نحن السائقون موجودون هنا ولهذا السبب الفرق موجودة هنا أيضاً، الأمر الأهم هو أن تحرص على أن تكون موجوداً في المكان المناسب لتحقيق ذلك (الفوز)”.
ولم يكن هاميلتون منزعجاً بتاتاً من الشائعات التي تتناول مستقبله في سباقات الفئة الأولى، مؤكداً أن ما يهمه هو أن يشق طريقه مجدداً إلى صدارة ترتيب البطولة: “أنا أقود لمصلحة ماكلارين، لقد فزنا بالسباقين الأخيرين ونأمل أن نختبر نهاية أسبوع رائعة (في مونزا)، هذا ما يجب التركيز عليه، ليس هناك مهلة نهائية (لاتخاذ قراره) لكن من الواضح أنه علي القيام بذلك قبل الموسم المقبل. أنا في وضع رائع”. وواصل: “كل ما عليه فعله هو التركيز على التحضيرات للسباقات المقبلة والطريق ما زالت طويلة لنهاية الموسم، أظهرت وجنسون (باتون) في السباقين الأخيرين (فازا بسباقي المجر وبلجيكا) أن السيارة والفريق يملكان إمكانيات كبيرة، وبالتالي هذا ما يجب أن نركز عليه بشكل خاص”.
وكان من المتوقع أن يحسم هاميلتون مسألة تمديد عقده مع ماكلارين-مرسيدس خلال العطلة الصيفية التي انتهت الأسبوع الماضي مع سباق بلجيكا الذي فاز به زميله ومواطنه باتون. ومن المتوقع أن يمدد هاميلتون عقده مع الفريق الذي أطلقه إلى عالم فورمولا-1 عام 2007 رغم أن الفريق البريطاني لم يرتق إلى مستوى توقعات سائقه هذا الموسم.
وكان الطرفان في طريقهما إلى التوصل لاتفاق خلال المراحل الأولى من الموسم الحالي عندما كان هاميلتون ينافس بقوة، ولم تكن هناك سوى مسألة وضع اللمسات الأخيرة على حصته من الحقوق التجارية من أجل إبرام العقد، لكن الوضع تغير حالياً بسبب تراجع أداء ماكلارين، ما تسبب بتخلف بطل 2008 عن المتصدر سائق فيراري الإسباني فرناندو بفارق 47 نقطة.
وقد أعرب هاميلتون في أكثر من مناسبة عن امتعاضه من مستوى سيارة “أم بي 4-27”، لكن مدير الفريق مارتن ويتمارش مقتنع بأن السائق البريطاني سيعتمد مقاربة عقلانية عندما يحين وقت البحث النهائي في عقده. وينتهي عقد الأعوام الخمسة الذي يربط هاميلتون بماكلارين في ختام الموسم الحالي، ما يفتح الطريق أمام السائق الأسمر لكي يوقع مع أي فريق يريده، وذكرت بعض التقارير أن البريطاني البالغ من العمر 27 عاماً قد ينتقل إلى ريد بول أو فيراري أو حتى مرسيدس جي بي لكي يخلف الألماني الأسطورة ميكايل شوماخر المرشح اعتزاله مجدداً في نهاية الموسم. لكن هاميلتون الذي أصبح موضوع انتقاله إلى ريد بول خارج التداول بعد أن جدد الأخير عقد سائقه الأسترالي مارك ويبر، يرفض أن يكشف عما يعتزم القيام به بعد انتهاء عقده.
من جانب آخر لا يرى لويس هاميلتون أي حاجة للاعتذار لزميله جنسون باتون عن زلة وقع فيها على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي خلال سباق بلجيكا لفورمولا-1 للسيارات، وقال إنه تعلم من هذه التجربة ولن يكرر هذا الخطأ ثانية.
وأحدث بطل العالم 2008 ضجة كبيرة في حلبة سبا مطلع الأسبوع الجاري عندما كشف عن تفاصيل فنية سرية عن سيارة مكلارين لنحو مليون متابع لصفحته على تويتر من بينهم أفراد من فرق منافسة شكروه على هذه المعلومات الثمينة.
ومسح هاميلتون في وقت لاحق تعليقه على تويتر بناء على نصيحة من فريقه. وفاز باتون بطل العالم 2009 بسباق بلجيكا لكن صحفا بريطانية ذكرت أن السائق البريطاني مستاء من تصرف هاميلتون. وقال هاميلتون على هامش سباق جائزة إيطاليا الكبرى أمس الأول: “لم أتحدث معه بهذا الشأن ولا أعتزم ذلك وتجاوزت هذا الأمر”. وأضاف: “بالطبع لم يكن هذا أفضل تصرف أقوم به ولن يتكرر ثانية ولذلك دعونا نتطلع إلى الأمام وأن نركز على هذا السباق”.
وتحدث باتون بشكل منفصل للصحفيين وأكد أنه تجاوز الأمر أيضا. وأضاف: “أعتقد أن تعبيري عما يجيش في صدري كان شيئا مهما، من السهل ألا يتكلم الإنسان”. وتابع: “من المؤسف أنني لم أتقابل مع لويس بعد السباق، التقطت لنا صورة سوياً وكان هذا كل ما في الأمر، لم أره بعد ذلك”.
وكان باتون الذي تربطه علاقة جيدة بزميله رغم أنهما من المنافسين على اللقب قال في وقت سابق: “نبذل جهوداً مضنية من أجل تطوير السيارة ونبقى على أشياء من هذا القبيل سرا ونعتبرها أمرا شديد الخصوصية، لا أريد أن أرى هذه التفاصيل على تويتر”. وأضاف: “غضبي يتعلق بالأمر برمته اعتباراً من جولة التجارب، لم يكن الأمر يتعلق بالجناح الخلفي فقط، شعرت بدهشة وخيبة أمل كبيرة”.
وتابع: “الأمر انتهى الآن، أعتقد أن غضبي زال بشأن لويس، لم يكن أمراً شخصياً”.
وتسببت تغريدة هاميلتون على تويتر في إثارة المزيد من اللغط قبل سباق جائزة بلجيكا الكبرى للسيارات عندما أرسل إلى 997 ألف متابع لصفحته تفاصيل فنية دقيقة عن سيارة فريق مكلارين من داخل السيارة خلال التجارب التأهيلية. واختفت التغريدة على الفور إلى جانب عدد كبير من الرسائل التي قام بمسحها يوم السبت الماضي، إلا أن الرسم التوضيحي الخاص بالسيارة والذي أرسله كان قد تم نسخه على نطاق واسع وتداوله بين عدد من الأشخاص.
وقال اليكس فورتز سائق مكلارين السابق والذي يعمل حاليا في فريق وليامز المنافس كمدرب للسائقين مداعباً هاميلتون على موقع تويتر: “هل يمكنك نشر استراتيجية السباق أيضا وورقة التصميم، أشكرك صديقي”. وكانت رسالة هاميلتون تهدف أن يظهر لمتابعيه الفارق في السرعات خلال التجارب التأهيلية بين سيارته وسيارة زميله في الفريق باتون الذي بدأ السباق من مركز أول المنطلقين لأول مرة خلال ثلاث سنوات. وتأهل باتون بفضل جناح له مواصفات خاصة. وتتسم فرق فورمولا-1 بالحساسية الشديدة بشأن الكشف عن بياناتها من داخل سياراتها قبل السباق خوفا من أن يحصل المنافسون على أفضلية على حسابهم.
عدد اليوم
