الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"عيون".. هويتنا الحوارية

16 ديسمبر 2006 00:14
إدغار موران: نحنُ جميعاً كبشر نمتلك هوية مشتركة: هوية وراثية ودماغية وعاطفية· ومن خلال اختلافاتنا الفردية والثقافية والاجتماعية، نحنُ نحتاج لما طرأ من تطوِّر في الحياة، والذي شكَّلت الأرض رحمه ومرضعته· ولذلك علينا أن نتعلَّم كيف (نكون هنا)، وفوق هذا الكوكب؛ ونتعلَّم كيف نعيش، كيف نتقاسم الأشياء بيننا، كيف نتواصل، كيف نتوحَّد فيما بيننا باعتبارنا أُناس ينتمون إلى كوكب أرضيٍّ واحد· علينا أن نطمح ليس نحو السيطرة على الأرض، بل نحو توفير سبل العيش فيها، ونحو تحسينها، بل ونحو فهمها، وعلينا أيضاً أن نرسِّخ بداخلنا جملة من الأمور، منها: الوعي الثقافي الذي يعترف بوحدتنا في إطار تعدُّديتنا· ـ الوعي البيئي الذي يقضي بأننا نعيش مع كل الكائنات داخل المحيط الحيوي نفسه· إن الاعتراف برباط التعايش مع المحيط الحيوي، سيجعلنا نتخلى عن الحُلم الطامح نحو السيطرة على الكون، على عكس ذلك علينا أن نعمل أكثر ما يمكن لإنماء الطموح نحو التعايش داخل كوكب الأرض· ـ الوعي الحواري الذي نكتسب من خلاله ممارسة مركَّبة للتفكير، ممارسة من شأنها أن تسمح لنا في الوقت نفسه بنقد بعضنا البعض، وبنقد أنفسنا، وكذا بتفهُّم بعضنا البعض· إن العالم المتحد الذي نطمح إليه، يجب أن يكون متعدِّد المراكز، غير متمركز، ليس فقط سياسياً إنما ثقافياً أيضاً· فالغرب الذي بدأ يتحوَّل إلى قرية صغيرة، يحس بحاجته إلى الشرق، بينما نجد الشرق الذي يتغرَّب، يحرص أن يظل وفياً لذاته كشرق· من الصحيح القول إن الشمال طوَّر الحساب والتقنية، لكنه خسر نوعية الحياة! بينما نجد أن بعض الجنوب متخلِّف تقانياً، لكنه حريص على مراعاة الحياة في أشكالها المتعدِّدة، ثمة نوع من الحوارية يجب أن يعمل على خلق تكامل بين الشرق والغرب، بين الشمال والجنوب، علينا أن نعوِّض التفكُّك الحاصل بتثبيت الترابط، علينا أن ندعو العقول إلى حكمة التعايش، إنها حكمة العيش مع بعضنا البعض· لا بد من إنماء الميل نحو الوحدة والتمازج والتنوُّع، لأن ذلك يضفي بُعداً تركيبياً على الهوية الهجينة، الثقافية والعرقية· وبالتأكيد بإمكان كل واحد منا في هذا العصر الكوكبي أن يعمل على تنمية هويته المتعدِّدة، والتي من شأنها أن تدمج بداخلها كل من الهوية العائلية، والهوية المحلية، والهوية الإثنية، والهوية الوطنية، والهوية الدينية أو الفلسفية، والهوية القارية أو هوية القارة، والهوية الأرضية، والشخص من هذا النوع بإمكانه أن يخلق هوية متعدِّدة انطلاقاً من قطب ثنائي: عائلي/ إثني، وطني / قاري، وهكذا فهو يكون بداخله هوية مركَّبة وإنسانية تماماً·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©