الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

متون الكلام

16 ديسمبر 2006 00:15
التبصُّر في الذات تطرح مسألة الحوار من ناحية التعارف أو التقليد أو الاسقطاب رؤية تحلّق بعيدا في أجواء المعرفة لجهة التفاعل مع الآخر المختلف وترفض الآخر القريب من الذات أو الحال فيها- ليس المقصود هنا المعنى الصوفي حيث التوّحد و إنما العلائقي سواء للبقاء أو التعبير عن قضايا مشتركة ـ وعلى هذا النحو تمثّل إشكالية حضارية وثقافية، رغم أن الذي يحرّكها، في الغالب، القرار و الموقف السياسي ، فإذا رأى صاحب القرار السياسي مثلا: أن التعايش مع الآخر يتطلب الحوار، استجاب له المنشغلون بالفكر أو عناصر النخبة أو الممثلين للأنتلجانسيا، و هذا لا يعدّ حوارا بقدر ما هو محاولة لتجنّب مخاطر الآخر، خصوصا تلك المتعلّقة بالسلطة من حيث هي وسيلة بديلة عن المعرفة· هنا علينا التوقف مليّا أمام المقاصد من الحوار، بدايته ومعيّته ونتائجه المرجوة، حتى لا يغدو لحظة استهلاك زمني أو ترف فكري بهدف التنظير أو إرضاء للنفس وإزالة عقدها، وفي أقصاه رد عن التمكن الغربي من (الاستقواء) و(الاستعلاء)، وستظهر التجليات في المنبع بداية كما تطفو على السطح في النتائج ، حين يتحدد المصب، وفي رحلة الحركة بين المنبع والمصب تتحدد طبيعة ما يعرف اليوم بـ (حوار الثقافات أو الحضارات)، الذي يعني التعارف لا التعاون، والتفاعل لا الانفعال، والنهايات في ذلك البحث الواعي حينا وغير الواعي أحيانا كثيرة لمسألتي الإشباع من جوع والأمان من خوف· باختصار، فإن الحوار مع الآخر تكون بدايته من الذات الاجتماعية للاعتراف وجوبا بحق الاختلاف والتمّرد والرفض والقول ''لا'' بوعي لقطع الطريق أمام دعاوى التعميم للبديهيات، لأن الوصول إلى مرافئ الآخرين سواء من أجل المشاركة في الحقل العالمي للثقافة أو لإعلان الاختلاف يبدأ من الداخل، وأي تعويل على سيادة مبكّرة للطرح الغربي في مجتمعاتنا، إن كان على مستوى النظرية أوعلى صعيد المنهج، بين الفئات تحديدا هو ضرب من الوهم· الحوار هنا وليس هناك، تحدّده علاقة'' بينيّة'' تسعى من أجل حياة مُقرَة سلفا بالتنّوع والاختلاف، عابئة بتراث أكّد على رؤى لا تزال صالحة وصائبة، نظريا على الأقل ، و لا يكمن محاورة الآخر الخارجي ما لم يتمّ الاعتراف بوجود الآخر بيننا وفي أنفسنا، ذلك لأن التّبصر بـ(الذات) هو البداية ، سواء أكانت ذاتا جماعية أو فردية ، أليس التبصر سُنة بشرية وكونية ومطلباً إلهياً؟ خالد عمر بن ققه
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©