الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«دور الضيافة» مرآة تعكس الحياة التقليدية في مراكش

«دور الضيافة» مرآة تعكس الحياة التقليدية في مراكش
20 سبتمبر 2011 23:03
لا يكفي أن تعبر في شوارع ملتفة بالجدران الحمراء حتى تعلم أنك في مراكش، ولا يكفي أن تقع عيناك كيفما اتجهت على الأخضر الكثيف الذي تتدلى منه ثمار كما القفطان المطرز، حتى تتعرف من قرب على المدينة العريقة التي تتخذ لقب عروس النخيل، فهذه البلاد التي تستقبلك بالشاي الأخضر المسكوب بطريقة فنية تستدعي كل الحواس، تدعوك منذ اللحظة الأولى لتنشق هوائها إلى مأدبة عامرة بالتفاصيل الحية لحضارة أدهشت كل من زارها. وفي كل مرة تمعن النظر في مرمرها الخالص المنتشر بغزارة أو في خشبها المنقوش بأنامل تفخر بتراثها، تجد نفسك تطلب المزيد من الشرح عن صناعات تكاد تكون أيقونة السياحة المغربية. (مراكش) – أحياء مراكش القديمة وأزقتها الضيقة التي ما زالت محافظة على طابعها المعماري التقليدي وسط بيئة غارقة بالبساطة المحببة، أكثر ما يشد السائح إليها. وهناك حيث يستيقظ الأهالي على وقع الطبول ونبض الحياة الآتي من أصوات التجار في “ساحة جامع الفناء”، يغفى الجميع على أنين الناي الذي نادرا ما يخفت. فالحرفيون المغاربة القادمون بمعظمهم من جبال أطلس وصحارى الجنوب، مهمتهم تسلية المارة في أي وقت من اليوم. وبما أنهم يفترشون الأرض ببسطهم وأدوات الفن لديهم، حيث يكتمل من حولهم المشهد السياحي ما بين الباعة الجوالة وصانعي الكعك وعاصري البرتقال، فإنهم لا يعيرون أهمية لعقارب الزمن. حتى أن بعضهم قد كبر وشاخ في الركن الذي لم يبارحه أبدا، فباتت تعابير وجهه تذكرة عبور ومرآة تعكس معنى الضيافة في مراكش الماضي والحاضر. عبارات زوينة هذه الساحة الضخمة التي تتوزع في شرايينها دكاكين التمور والعطور وبقالات التوابل المعروضة كما التلال، تتلاصق فيها محال الجلود بألوانها البراقة والملابس المزركشة التي تتراقص في الهواء الطلق. وهي تتربع وسط المدينة وكأنها دليل حسي يلبي الاتجاهات والاحتياجات لسكانها وزوارها على حد سواء. ومع أن تسمية “الفناء” قديمة جدا وتأتي من أحكام الإعدام التي كانت تنفذ على أرضها، غير أنها منذ زمن مصبوغة بملامح الفرح وبإشراقتها الضاجة بطيب العيش والتي لا تمت لاسمها بصلة. وعشرات الآلاف من الزوار الذين يترددون إليها على مدار الساعة، يعبرونها لأسباب مختلفة. ومهما كانت الغاية، فإنهم في مطلق الأحوال سوف ينضمون بقصد أو بغير قصد إلى الحشود السياحية التي تقف مذهولة بعروض الفرق الشعبية. وهؤلاء الراقصون المحترفون بألعاب الخفة يأتون من مختلف المناطق المغربية، ويقدمون وصلاتهم وأهازيجهم من دون سابق ميعاد. ولا تخلو كاميرا بيد سائح من صور الفنون الاستعراضية وحركات السيرك “سيدي احماد” أو “سيدي موسى” والتي تقوم على ترويض الحيوانات وأشكال التعبير الجسدي. ووسط هذا المهرجان الصاخب الذي تباع فيه الكتب القديمة بالوزن لقيمتها الثقافية في بلاد كانت وما زالت تعشق القراءة، لابد من التزود بكمية منها قبل المغادرة. وهنا المجال متاح لما هو متوقع وما هو غير متوقع سواء في المكان أو الزمان. وبغض النظر عن التوقيت فإن النساء لا يمكنهن مقاومة رسومات الحنة التي تنقشها على أجسامهن مغربيات طاعنات في السن يرمينهن بالعبارات “الزوينة”. كما أن الرجال لا شك سوف ينالون نصيبهم من عروض الطب الشعبي التي يجربها عليهم باعة مسنون، أدواتهم أعشاب ومساحيق. وهم ينادون للترويج لها بصوت رنان يفوق صدى “الطبل” و”الزمر” المدوي في الأرجاء. هذا علاج للشيخوخة، وهذا منشط للقلب، وهذه أسنان جاهزة للتركيب، وهكذا. زقاق وساحة المشي في أزقة مراكش يفتح صفحات من التاريخ توطئة الكلام فيها يلخص اكتشافات لجزئيات من الحضارة الأندلسية التي تأثرت إلى أبعد حد بالعمارة المغربية، حتى أن المراقبين كادوا يظنون العكس. فـ”الفناء” بمعناه الأوسع، يعني المساحة الفسيحة المكشوفة على المحيط الدائري والبعد العلوي. وهو يظهر كمحور انطلاق للبنية المعمارية في الوحدات السكنية المختلفة بالمدينة. هذه الوحدات التي تعرف الواحدة منها بالمغرب باسم “رياض”، تمثل البيت التقليدي للمغاربة على مر العصور. وسواء كان “الرياض” فخماً كما القصور أو متواضعاً إلى حد القناعة، فهو لابد أن يشيد على شكل فيلة من 3 طبقات. ويقع ضمن الحي أو “الحومة” التي تتربع داخل “الدرب” الأشبه بالزقاق المغلق. وبالمضي قدما نحو المزيد من التفاصيل التي يكشفها السير على الأقدام، تبرز المرافق الاجتماعية الضرورية في كل “درب”. هنا المسجد أو الـ”كتاب” الباقي على حاله حتى تحول إلى جزء من متحف. وهناك الحمامات و”دار السقاية” التي انضمت إلى نماذج من الماضي المتجدد. وبين هذا وذاك، يتراءى الفرن من بعيد وجنبه دكاكين المؤونة والبقالات التي تسترق النظر إلى الساحة القابعة وسط كل حي وتعرف باسم “الوسعة أو “الكارة”. وتجسيدا لواقع الحياة القديمة في مراكش، فقد شيد قبل سنة واحد من العلامات الهندسية الفارقة في تاريخ العمارة التي استقت من حجارها أجمل ما في خطوط الفن المسافر من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق. هو قصر “رويال منصور” المطل على حديقة عامة أنشئت في القرن الثامن عشر وفيها أعلى شجرة نخيل في المدينة وأجمل النباتات النادرة. ومن يزور القصر الذي يقدم خدمات فندقية بمواصفات نخبوية تحاكي ما يليق بالملوك والمشاهير، يعيش تجربة مغربية متكاملة داخل أجواء عمرانية تعكس الجوهر الحقيقي لبيئة البلاد. وسواء قصرت إقامته أو طالت، فإنه بلا شك سوف ينعم بهذه التحفة الهندسية التي تبعث في النفس الهدوء والتأمل. والقصر بطرازه المعماري التقليدي ينبع من رؤية فنية أبدع صانعوها بتجسيدها على شكل نموذج حي للمدينة الحمراء بـ”رياضاتها” وأزقتها وحدائقها الغناء. وهم بحرفيتهم الممزوجة بالإصرار على تقديم الأفضل في كل مادة بناء، تركوا إضافة هندسية للإنسانية من موروث المغرب العربي. شجر الليمون من البهو المصمم على شكل فناء مفتوح على مختلف أجزاء القصر يقف الزائر يتأمل الفخامة الطاغية على أدق التفاصيل. ومن هناك يبدأ مشوار الاطلاع على الجدران والأرضيات المفروشة بالكامل بالرخام المنحوت والمرصوص يدوياً. ويورد المدير التنفيذي للتسويق والمبيعات في القصر كريم فاسي فهري أن مجموعة المباني التي تتألف منها هذه المنشأة، تنفرد بمعالم تصميم دقيق. يعيد إحياء الأشكال الكلاسيكية من المدينة التقليدية القديمة مع الساحات والمباني والحدائق التي تتخللها مسارات متعرجة. وقنوات مائية تحيط بها أشجار النخيل والبرتقال والليمون والرمان، وما تجود به الطبيعية من ورود تداعبها الطيور منذ بزوغ الفجر. وكلها مشيدة على مساحة تصل إلى 3.5 هكتار يكسوها الأخضر الكثيف من كل اتجاه داخل سور المدينة القديمة في وسط مراكش التاريخية،ويشير فهري أن عبقري التصميم الإسباني لويس باليخو الذي طور حدائق قصر الحمراء في إسبانيا، هو نفسه الذي وضع تصاميم حدائق قصر “رويال منصور - مراكش”. ويذكر كريم فاسي فهري أنه عاصر بناء القصر منذ البداية ويؤكد على أن كل الأعمال الفنية والقطع الهندسية التي تزين هذا المعلم السياحي، تم إنجازها داخل القصر الذي احتفل في يونيو الفائت بمرور عام على افتتاحه. وذلك على يد حرفيين مغاربة كانوا ينحتون “الجبس” والرخام ويحفرون في الخشب مشكلين ورشة عمل إبداعية لمتحف فني داخل متحف سياحي. ويقول إن البناء يحافظ على البنية التقليدية المغربية المتميزة في شمال أفريقيا وإسبانيا والبرتغال، مشيرا إلى أنه قد شارك في وضع الخرائط وأعمال التصميم للقصر، مهندسون وفنيون قدموا خصيصا من إسبانيا وفرنسا ليتعاونوا مع المصممين المغاربة. ألوان ربيعية إذا كان دليل الأمور بداياتها، فإن البوابة الرئيسية لمدخل “رويال منصور - مراكش” تخبر الكثير عنه. فهي بمثابة مرآة لمختلف البوابات الشهيرة في المدن المغربية التاريخية، والتي تعبر عن مهارة الحرفيين المحليين الذين شيدوها من أجود الأخشاب المستخرجة من شجر الأرز التقليدي وشجر البلوط وشجر الزان. والذين زخرفوها بعجينة “الجبس” المخصص لأعمال النحت الفائقة الدقة. وهذه البوابة المطلية بألوان ربيعية تبعث إلى التفاؤل، زرعت حولها النباتات المعطرة والشتول العملاقة التي وزعت بطريقة هندسية حول نافورة جميلة في الوسط. نعبر الفناء الفسيح الأشبه ببهو فندق مفتوح على الهواء الطلق، ومنه نتجه ناحية اليمين حيث تأخذنا “الأحياء” القديمة المزروعة بعشب الطبيعة وورودها وأغصانها إلى ممرات تضيق حينا وتتسع حينا تماما كما هو الحال في أزقة المدينة القديمة. ومع أننا داخل سور عملاق يحيط بدائرة القصر التحفة، غير أن إحساسنا بانسيابية المكان تأخذنا في رحلة إلى الزمن حيث نجتاز “الرياضات” الواحد تلو الآخر. وكأننا في زيارة من بيت جار يسكن في أول الزقاق إلى بيت جار آخر لا يفصلهما إلا مصطبة صغيرة كتلك التي كانت تعمر بضحكات الأطفال وأناشيدهم. ثقافة زخرفية وإذا كانت الغرف أو الأجنحة هي الوحدات الفندقية المتعارف عليها في مفهوم الضيافة، فإن الوضع مختلف في قصر “رويال منصور - مراكش”، حيث أن النزلاء يقيمون في فلل من 3 طوابق تحاكي قصص الأحلام ويطلق على كل منها اسم “رياض”، وهي كلمة تقليدية مغربية تشير إلى البيت القديم المشيد بالأسلوب نفسه سواء للأغنياء أو الفقراء. يضم القصر 53 رياضا متفاوتة الحجم تسيطر عليها المنحوتات الجمالية والأثاث الملكي وأدوات الديكور الثمينة التي يندر وجودها في منشأة فندقية. وتبرز جمالية كل رياض بغض النظر عن سعته، بتوزيع الغرف حول فناء مفتوح على الهواء الطلق يطل على الطوابق الثلاثة. الطبقة الأرضية تستقبل النزلاء بفسحة خارجية تتراقص أجواؤها على نغمات نوافير المياه، وهي تلامس البناء القديم تمهيدا للدخول إلى غرفة المعيشة والصالة الرئيسية وقاعة الطعام، وعبر درج ضيق مزين بالأكسسوارات العريقة يصل النزيل إلى الطبقة الثانية التي تتوزع فيها غرف المبيت، ومنها إلى الطبقة العليا التي يتوسطها حمام سباحة ومكان للاسترخاء تتوزع عليه الأرائك التقليدية الملونة، والموقع المراد له أن يكون ملاذا للراحة والخصوصية يكشف أجمل المناظر من على علو، من دون أن يكون مكشوفا على أي رياض آخر. ويذكر القائم على العلاقات العامة في القصر سفياني بيراده أن هذا المعلم السياحي يمتاز باحتوائه على مساحة للتفرد والخصوصية يتعذر الوصول إليها لغير النزلاء كالإقامة في أحد الأجنحة الملكية المزدانة بروائع الفن المغربي. وهي معبدة بمسارات من الرخام ومحاطة بباحات الزيتون وأشجار النخيل المعمرة. ويلفت إلى أن مساحة “الرياض” تتراوح ما بين 180 مترا و300 متر مربع بحسب عدد غرفه المتوافرة من غرفة إلى 4 غرف، في حين تصل مساحة الرياض الشرفي إلى 1800 متر مربع، وهو بحد ذاته بمثابة قصر لتعدد غرفه ومجالسه وغرف الاستقبال فيه وكذلك المكاتب والقاعات الفسيحة التي تتوزع على طوابقه الثلاثة من الفناء إلى الحديقة العليا وفيها المسبح والجلسات الخارجية المطلة على المحيط الخارجي المشجر على مساحة 800 متر مربع. ويضيف بيراده أن فن الحرفيين المحليين في تشييد القصر يدل على مهارات استثنائية في التصميم تنتقل في المغرب بالتوارث عبر الأجيال، وهي تشير إلى التعقيدات الدقيقة في الثقافة الزخرفية لديكور البناء التقليدي. ويعتبر أن القصر عبارة عن منشأة ضخمة وحالة معمارية فريدة في تاريخ الهندسة الحديثة. وقد عمل فيه 1200 شخص مابين مهندس ومصمم وفني ونحات وعامل بناء، واستغرق تشييده 40 شهرا. حتى خرج بما يليق برمزية الإسم وبالموقع العريق في تلك الأرض الحمراء التي تفوح منها رائحة الحياة بحجرها وعشبها ومائه. «المدينة الحمراء» تزخر مراكش بدور الضيافة التي تجر خلفها تاريخاً غنياً، يشهد على أهم الأحداث التي شهدتها «المدينة الحمراء» عاصمة السياحة في المغرب. ومن هذه المعالم فندق «المامونية» و«المنزل العربي». الأول يعود إلى عام 1932، وهو حديقة تحولت إلى فندق تعلق به مشاهير العالم على امتداد القرن الماضي، قبل أن يدخل في عملية ترميم واسعة قبل 10 أعوام. والثاني، بناء عتيق تحول إلى دار للضيافة يسعد سياح المدينة بالإقامة في أجنحته التي تتخذ أسماء تبدو وكأنها خرجت للتو من عوالم ألف وليلة وليلة. وقد ترافق مع التطور العمراني الذي لحق بـ”مراكش” ظهور فنادق حديثة مثل «أطلس مدينة»، «السعدي»، «جولف بالموري بالاس»، «سوفياتيل» و«كنزي». ولعل أجمل ما في فنادق مراكش أن كل واحد منها يتميز بخصوصية يتفرد بها عن سواه، بحيث يشعر الزائر المتجول بين هذه المنشآت وكأنه في رحلة من الرفاهية الراقية. رحلة تمتزج معها عراقة الماضي بآخر خطوط الحداثة في مستوى الخدمات. معظمها يمتد على شكل قصور توفر الإقامات الفاخرة وسط سلسلة من المطاعم والمسابح الاستثنائية. وهذا من شأنه أن يضفي على دور الضيافة في “المدينة الحمراء” أجواء الدفء المنزلي الذي تعيشه الأسرة المغربية. وهنا لا يشعر النزلاء بمعاملة الضيوف، وإنما بكونهم من أهل البيت، حيث يتحول المكان إلى واحة من الهدوء والاسترخاء. الاتحاد لطيران تحتفل “الاتحاد للطيران” بمرور 5 سنوات على تسيير رحلاتها إلى المغرب وأكد المستشار هاشم العلوي رئيس الغرفة بالمجلس الأعلى للقضاء في الرباط إن مرور 5 سنوات على تدشين خط “الاتحاد للطيران” بين دولة الامارات والمملكة المغربية يعد شريانا حيويا للتبادل الاقتصادي والسياحي مما يقرب المسافات بين البلدين . ويشير إلى أن تسيير الرحلات بشكل منتظم يسهم في تعزيز حركة الثقافة والتعليم العالي الجامعي وزيادة المصالح والبحث عن فرص جديدة للاستثمارات المشتركة، وكانت”الاتحاد للطيران”، قد باشرت عملياتها التشغيلية إلى العاصمة التجارية للمملكة المغربية في شهر يونيو من العام 2006 ومنذ ذلك الحين نقلت ما يزيد على 300 ألف مسافر وما يقرب من 5.6 مليون طن من البضائع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©