أبوظبي (الاتحاد) - أظهرت دراسة علمية أجراها الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، أن 65% من غالبية الصقارين في دول مجلس التعاون الخليجي يدركون مفهوم الحدود المستدامة للصيد، كما اعتبر 66 بالمئة منهم أن أعداد طائر الحبارى المهددة ما زالت تتناقص في البرية، بينما قال 58 بالمئة أن الصيد غير المنظم يشكل السبب الرئيسي لتدهور أعداد الحبارى في البرية.
وأعلن الصندوق نتائج هذه الدراسة خلال مشاركته في المعرض الدولي للصيد والفروسية (أبوظبي 2012) الذي يستقطب الصقارين من مختلف أرجاء المنطقة.
ولفت محمد صالح البيضاني مدير عام الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى إلى الدور الحيوي الذي يمكن للصقارين أن يلعبوه في إنجاح جهود المحافظة على طائر الحبارى المهدد، لما لديهم من معلومات مهمة حول مجموعات الحبارى الموجودة في البرية، الأمر الذي يساعد الباحثين بالصندوق في التعرف أكثر على سلوك هذا الطائر الخجول.
وفيما شدد البيضاني على الارتباط العضوي والوثيق بين نجاح إنقاذ الحبارى من الانقراض واستمرارية الصقارة التي تشكل مكوناً أساسياً من مكونات التراث الوطني، أعرب في الوقت نفسه عن تفاؤله بنتائج الدراسة التي أظهرت إدراك غالبية الصقارين لمفهوم الصيد المستدام باعتباره الطريقة الأمثل لحماية مستقبل الحبارى في البرية من أجل الأجيال القادمة.
وتبين الدراسة التي أجريت خلال فعاليات سابقة مرتبطة بمعرض الصيد والفروسية تفاصيل مهمة حول ثقافة وتقاليد الصقارة في المنطقة. وفيما قال 75% من المشاركين في الدراسة من فئات عمرية مختلفة تراوحت بين 16 و65 سنة أنهم تعلموا فنون الصقارة من أفراد ضمن عائلاتهم، اعتبر 76% أن الحبارى هي الطريدة المثالية للصقارين.
كما أظهرت الدراسة وجود بعض القناعات المغلوطة التي تتناقض مع نتائج الدراسات البيئية المتعلقة بالحبارى، فقد عرفت أقلية من المشاركين في الدراسة، (38%) أن منطقة شبه الجزيرة العربية موطن لكلٍ من مجموعات الحبارى الآسيوية المستوطنة وتلك المهاجرة على حد سواء. وبينما أفاد 47% من المشاركين بأن طيور الحبارى الأسيوية المهاجرة التي تقضي فصل الشتاء بدول مجلس التعاون تتكاثر في كازاخستان، أجاب 40% من المشاركين بأن باكستان هي الدولة التي تتكاثر فيها الحبارى الآسيوية المهاجرة إلى دول مجلس التعاون لقضاء فصل الشتاء.
وقد بينت الدراسات العلمية التي أجراها الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، أن طيور الحبارى الأسيوية المهاجرة إلى دول مجلس التعاون لقضاء فصل الشتاء تتكاثر في دول آسيا الوسطى (بما فيها كازاخستان) والصين، هذا إضافة إلى أن كازاخستان تعد من أهم دول انتشار الحبارى الآسيوية لاحتضانها ما يقارب 80% من مجموعات الحبارى الآسيوية المتكاثرة.
ولأن التوعية هي من أسس عمل الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى وكونها موضوع مشاركته في دورة هذا العام من المعرض الدولي للصيد والفروسية، يقوم الصندوق بإجراء دراسة علمية بالتعاون مع الزوار طوال أيام المعرض، كما يتلقى اقتراحات ومشاركات الصقارين على موقعه الإلكتروني.
ودعا البيضاني الصقارين للمساهمة الفعالة بتقديم أفكارهم ومعلوماتهم لما لتعاونهم مع “الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى” من نتائج إيجابية جمّة على فرص إنقاذ طائر الحبارى وضمان استمرارية فنون الصقارة للأجيال القادمة.
عدد اليوم
