الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المخزون النفطي العائم يدفع أسعار الخام إلى الانخفاض

المخزون النفطي العائم يدفع أسعار الخام إلى الانخفاض
6 مارس 2009 23:37
في الوقت الذي تسعى فيه منظمة الدول المصدرة للبترول ''أوبك'' إلى رفع أسعار النفط عبر تنفيذ برامج لخفض الإنتاج فإن جهودها قد تعثرت فيما يبدو بارتفاع مستوى المخزون النفطي العالمي خاصة تلك الكميات الهائلة من الخام المحتفظ بها في الناقلات العائمة· فبمجرد أن ارتفعت أسعار النفط في السابق سارع المنتجون إلى بيع هذه الكميات من أجل استغلال ميزة الأسعار المرتفعة وبشكل أدى في نهاية المطاف إلى انخفاض الأسعار مجدداً· وكما يقول مايكل ويتنر رئيس إدارة بحوث سوق النفط العالمي في سويست جنرال ''متى ما نشهد نوعاً من التوازن في السوق الواقعية فإن بعض المخزون الفائض من الخام الذي يباع بكثرة في السوق سرعان ما يؤدي إلى انخفاض الأسعار''· وفي أوروبا فإن الكمية التي تقارب الـ 20 مليون برميل من خام نفط بحر الشمال المخزونة حالياً في داخل الناقلات العملاقة أصبحت مصدراً للإمدادات المتوفرة الجاهزة التي ساعدت على خفض أسعار في مؤشر خام بحر الشمال· ويمضي ويتنر قائلاً ''إن التأثير العكسي الناجم من المخزون العائم أصبح أمراً يتعين على منطقة أوبك أن تحاربه أولاً''· وإلى ذلك فإن استخدام الناقلات ببساطة لتخزين النفط ليس أمراً غير اعتيادي إذ تشير البيانات المتوفرة إلى أن المخزون العائم بلغ متوسطاً بحوالي 70 مليون برميل في خلال فترة السنوات الخمس الماضية معظمها ذو طبيعة شبه دائمة، كما تقول وكالة الطاقة الدولية· إلا أن ما يجمع المخزون الأخير غير عادي يكمن في أنه مخزون يختص بالمدى القصير وينطوي على المضاربة بالإضافة إلى أثره على مؤشرات أسعار النفط· وعلى خلاف ما هو عليه الحال في المستودعات في البر فإن الدخول إلى مرافق التخزين العائمة يتسم عادة بالسهولة واليسر· وقال ايدوارد ماير المحلل في مكتب إم إف جلوبال لأعمال الوساطة والسمسرة ''إن حتى صناديق التحوط تسهم في تخزين النفط العائم''· وهذا النوع من التخزين الذي بدأ في التوسع والانتشار في نهاية العام الماضي تقف خلفه مجموعة من العوامل في مقدمتها ذلك الاختلاف والتباين في أسعار النفط المستقبلية حيث يتم التعامل عادة مع العقود القصيرة المدى بتخفيضات مقارنة مع تلك العقود التي تستغرق أشهراً إضافية حتى يحل موعد إنفاذها· لذا فإنه متى ما أصبحت أسعار التخزين منخفضة بشكل كاف فإن السعر سوف يسمح للمتعاملين بتحقيق الأرباح عبر شراء الخام من السوق الفورية ثم بيعه لاحقاً بأسعار أكبر لا يتم الاتفاق عليها مسبقاً· وتوجد في بحر الشمال الآن ثمانية ناقلات عملاقة للخام تحتفظ بداخلها بكمية تبلغ 16 مليون برميل من خام فوريتس أي ما يعادل 80 في المئة من الإنتاج الشهري لهذا النوع من الخام· وفي الوقت الذي يتعين فيه على تخفيضات أوبك أن تنجح في نهاية المطاف في رفع الأسعار فإن المخزون البحري العائم ربما يؤدي إلى تأخير ذلك الموعد· بل إن هذه الطفرة في كمية المعدات بات بإمكانها أن تؤدي إلى خفض الأسعار حتى قبل أن تعمل إجراءات أوبك على تحقيق التوازن في السوق· وهو أمر من المرجح أن يحدث في النصف الثاني من عام ،2009 كما يقول سايمون وارديل المحلل في مكتب جلوبال انسايت للاستشارات· وعلى صعيد متصل فقد ذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الخاص بأسواق النفط والصادر في الحادي عشر من فبراير الماضي أن كمية بحوالي 40 إلى 50 مليون برميل من المخزون النفطي القصير المدى ظلت عائمة على ظهر الناقلات في داخل البحار ابتداءً من بداية شهر فبراير· ولكن بعض التقديرات الأخرى أشارت إلى كميات أعلى من ذلك بكثير· إذ تقدر شركة سيمبسون اسبينس لأعمال الوساطة والسمسرة في قطاع الشحن البحري أن حوالي 28 سفينة في جميع أنحاء العالم أصبحت تستخدم الآن لأعمال تخزين النفط الذي تبلغ سعته 56 مليون برميل· بيد أن المخزون النفطي العائم في بحر الشمال وحده أضحى كافياً فيما يبدو لمقاومة أي استرداد يمكن أن يحدث في أسعار خام بحر الشمال· وعلى سبيل المثال فقد كانت تخفيضات أوبك للإنتاج قد بدأت تؤتي ثمارها في منتصف يناير المنصرم حيث ارتفع سعر شحنات النفط من نوع فورتيس في السوق الفورية في المتوسط بمقدار 35 سنتاً في البرميل حتى تاريخ 23 يناير مقارنة بسعر أقل بمقدار 80 سنتاً قبل 10 أيام من منتصف الشهر· إلا أن هذا الأمر أدى وبسرعة إلى التخلص من المخزون وبشكل سارع إلى خفض الأسعار ولكنه أدى أيضاً إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة وبشكل وفر الحافز مجدداً إلى تكديس المخزون· وبدأت هذه العملية تتكرر بشكل دائم منذ ذلك الوقت مع بيع إمدادات جديدة من المخزون العائم في كل مرة· وقال أوليفر جاكوب المدير الإداري لشركة بتروماتريكس السويسرية للاستشارات ''إن هذه الموجات من عمليات التخزين والبيع سوف لن تتوقف إلا عندما تتمكن منظمة أوبك من خفض إمداداتها بصورة كافية· وبالمقارنة مع الطلب المرتفع من شركات المصافي والتكرير فإن البراميل الجديدة التي تعوض هذا المخزون سوف تصبح باهظة التكلفة لكي يتم وضعها مجدداً في المخزون العائم''· عن ''وول ستريت جورنال''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©