الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات: الديمقراطيات لا تولد بين عشية وضحاها بل تتطلب عملاً متواصلاً

الإمارات: الديمقراطيات لا تولد بين عشية وضحاها بل تتطلب عملاً متواصلاً
16 سبتمبر 2013 17:27
شاركت دولة الإمارات بوفد رفيع المستوى في احتفالية البرلمان العربي باليوم العالمي للديمقراطية التي عقدت بالقاهرة بمشاركة معالي أحمد محمد الجروان رئيس البرلمان العربي والدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية وممثلين برلمانيين وشخصيات عامة وأساتذة جامعات وممثلين عن المجتمع المدني. ضم وفد الدولة كل من مصبح سعيد بالعجيد الكتبى عضو المجلس الوطني الاتحادي وعضو لجنة الشئون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان بالبرلمان العربي والدكتورة شيخة عيسى العري عضوة المجلس الوطني الاتحادي عضوة لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والمرأة والشباب بالبرلمان العربي، وسالم محمد بن هويدن عضو المجلس الوطني عضو لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية بالبرلمان العربي. وألقى كلمة وفد الدولة مصبح سعيد بالعجيد الكتبي وعبر فيها عن تقديره وأعضاء الوفد الإماراتي للقائمين على تنظيم هذه الاحتفالية باليوم العالمي للديمقراطية الذي يتزامن مع أحداث جسام ومتغيرات عميقة في عالمنا العربي. وذكر مصبح سعيد الكتبي أن أوطاننا العربية تمر بمرحلة تاريخية مفصلية تتداعى فيها الأزمات والطموحات .. وكلاهما مرجعه الرئيسي الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير. وأضاف الكتبي إنه إذا كانت الديمقراطية قيمة عالمية وذات مبادئ دولية مشتركة إلا أنها لا يمكن أن تتعارض أو تتصادم مع خصوصيات كل مجتمع فلا يمكن الادعاء بالديمقراطية كمبرر للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أو أن تشكل الديمقراطية أداة ضغط دولي على المجتمعات للسير في اتجاه معين لأنه ليس هناك نموذج وحيد للديمقراطية. وقال الكتبي إن الديمقراطيات لا تولد بين عشية وضحاها، بل هي عملية تتطلب عملا متواصلا في شأن إعلاء حقوق الإنسان ومكافحة الفساد وتقوية دور البرلمانات والتأكيد على استقلالية السلطة القضائية وتوفير سبل العيش الآمنة للمواطنين.. فالديمقراطية لا تقتصر على تعزيز التعددية السياسية وإنما من الضروري إقامة جوانبها الاجتماعية والاقتصادية بما يعزز حقوق المرأة والفئات الضعيفة في أي مجتمع.. وهذا هو نهج دولة الإمارات العربية المتحدة فقيادتها الرشيدة تتبنى النهج التكاملي لمعنى الديمقراطية بحيث تتحقق جوانب التنمية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي جنبا إلى جنب مع خطط التمكين السياسي لمؤسسات الدولة.. الأمر الذي جعل دولة الإمارات تتبوأ مراكز دولية متقدمة في المؤشرات الدولية. وأضاف الكتبي “ إننا نؤمن إيمانا أكيدا بأن الديمقراطية لا يمكن أن تفرض أو تصدر من الخارج بل هي تعبير عن إرادة الشعب وفعاليته ولكل منا خصائصه في التحول الديمقراطي إلا أنه من المهم في إطار هذه العملية أن نعلي من سيادة القانون والشفافية والمساءلة وتدعيم روح المسؤولية لدى كل المواطنين..إلا أن عالمنا العربي يمر بمرحلة صعبة في مراحله الانتقالية حيث تسود الخلافات السياسية وأزمات الفكر المضاد والسجال العنيف بين الرأي والرأي الآخر مما نجم عنه قلق عربي ودولي إزاء مستقبل الديمقراطية العربية”. وأضاف الكتبي “ أعتقد أننا في حاجة ملحة إلى ما يمكن أن نطلق عليه حوكمة الديمقراطية الدولية التي نعني بها ديمقراطية العلاقات بين الدول من خلال إصلاح نظام الأمم المتحدة بما يؤدي إلى تنفيذ معطيات القانون الدولي وحقوق الإنسان بما يضمن الكرامة والحرية لكل إنسان.. إزاء ذلك فإن البرلمان العربي مطالب بأن يؤكد على أن الديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان العربي هي أمور مترابطة يعزز بعضها بعضا فالمضي قدما في تنفيذ متطلبات السوق العربية المشتركة أو محكمة العدل العربية أو تعزيز فعالية مجلس الوحدة الاقتصادية العربية إنما هي أمور تعزز من قيم الديمقراطية في أوطاننا العربية”. وأكد ضرورة اعتبار أهداف الإنمائية الألفية الصادرة عن الأمم المتحدة في عام 2000 أحد مجالات الدراسة والعمل الواجب في برلماننا العربي للنهوض بالمواطن العربي تعليميا وثقافيا وصحيا وبيئيا وبما يحقق تنميته المستدامة على المدى الطويل. وقال “ لما كانت الديمقراطية ليست غاية في حد ذاتها وإنما هي وسيلة لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي والسلم والأمن الداخلي والدولي..فإن برلماننا العربي ينبغي أن يكون محور تفاعلاته مع المنظمات الإقليمية والدولية الأخرى سعيا لتحقيق الأمن والسلم الداخلي والإقليمي في وطننا العربي كمرتكز رئيسي للديمقراطية. وأضاف إن “ حيازة الأسلحة النووية أو انتشار الجماعات والأفكار الإرهابية أو التشدد والغلواء الديني أو احتلال أراضي الغير أو إثارة القلاقل والمؤامرات لزعزعة استقرار الدول جميعها معوقات حقيقية أمام التطبيق الديمقراطي لدولنا العربية”.. موضحا أن المجتمع الدولي بمنظماته ودوله مطالب بأن يكون له مواقفه العادلة والحاسمة تجاه القضايا والحقوق العربية. وذكر الكتبي أن هذا يمثل رؤيتنا لمبادئ وقيم الديمقراطية ونحن في الإمارات نحرص كل الحرص على أن يسود مجتمعات العالم السلام والمحبة والخير والاستقرار ولذلك فإن برامج المساعدات الإنسانية والإنمائية بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إنما تدور في سياق المظلة الداعمة للأمن والاستقرار في دول العالم باعتبار أنه لا ديمقراطية دون أمن واستقرار”. من جانبه قال معالي أحمد محمد الجروان رئيس البرلمان العربي في كلمته في احتفالية البرلمان العربي باليوم العالمي للديمقراطية انه في مثل هذا اليوم منذ ستة عشر عاما وعلى أرض القاهرة عام 1997 أصدر مجلس الاتحاد البرلماني الدولي الإعلان العالمي للديمقراطية الذي يشكل خطوة هامة ودليلا شاملا بشأن أسس وأبعاد الديمقراطية.. ذلك اليوم وفي مناسبة إصدار هذا الإعلان فقد اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها الصادر عام 2007 يوما عالميا للديمقراطية ودعت إلى تنظيم فعاليات كل عام لهذا اليوم إسهاما في تعزيز القيم والمبادئ والممارسة الديمقراطية. وأضاف الجروان “ يأتي الخامس عشر من سبتمبر هذا العام وسط تحولات سياسية كبيرة يشهدها وطننا العربي وعمليات انتقال نحو الديمقراطية وبناء المؤسسات تكتنفها صعوبات وتحديات كبيرة اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية وتطلعات متزايدة لشعوبنا في إنجاز عمليات تحول كبرى.. ولا شك أن احتفال هذا العام يشكل مناسبة هامة يتعين استثمارها لتأكيد دور البرلمانات الوطنية والإقليمية والدولية في تعزيز القيم والمبادئ والمؤسسات الديمقراطية واتخاذ التدابير اللازمة للتطوير المؤسسي والتوعية والتعريف بأنشطة البرلمانات المختلفة وأنشطة التقييم الذاتي للممارسة الديمقراطية وما يواجهها من تحديات وتحقيق التواصل بين المواطنين ومؤسسات المجتمع كافة. وأضاف “ نسعى كبرلمان عربي من خلال تنظيم هذه الفعالية في اليوم العالمي للديمقراطية إلى تأكيد التزامنا بالديمقراطية قيمة ومبدأ وممارسة والتزامنا بالسعي إلى تطوير المؤسسات الديمقراطية خاصة على صعيد مؤسسات العمل الجماعي العربي.. ولا شك في ذلك فقد تأكد هذا الالتزام بداية في الأنظمة والقواعد الحاكمة لعمل البرلمان وفي مقدمتها النظام الأساسي... فنحن برلمان يعتمد الشورى والديمقراطية اختيارا ومنهجا ومؤسسة للحوار والقرار الديمقراطي وتعزيز المشاركة الشعبية في منظومة العمل العربي المشترك. وأكد الالتزام بالديمقراطية ممارسة في تعزيز حقوق ومشاركة المرأة بمراعاة تمثيلها في عضوية البرلمان وأمانته وتشكيل اللجان والوفود البرلمانية. وذكر الدكتور نبيل العربي أن جامعة الدول العربية تعكف حاليا على تطوير البرلمان العربي وتشجيعه على تنفيذ دوره المنوط به في ترسيخ الديمقراطية وتشجيع ممارستها .. مشيرا إلى أن الطريق للديمقراطية ليس سهلا وسيكون طويلا لكن إصرار المشاركين سيعجل به . وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن المواطن العربي في المرحلة الجديدة التي نعيشها والتي تشهد تحولات كبرى لن يقبل بعد اليوم بالتنازل على حقوقه الأساسية في الديموقراطية وسيعمل جاهدا للحصول عليها والوصول لها وأضاف العربي في كلمته خلال احتفالية البرلمان العربي بيوم الديموقراطية العالمي والذي جاء تحت عنوان “ تعزيز أصوات من أجل الديمقراطية دور البرلمان العربي”إن ما شهدناه من تطورات في الوطن العربي خلال الفترة الماضية والتي قامت فيها الشعوب بتحركاتها الطامحة في الحرية والديموقراطية لن تسمح بالعودة للوراء وستبدأ مسيرتها نحو الديموقراطية.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©