الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ملتقى «علاج الألم» يحذر من ختان الأطفال من دون تخدير

ملتقى «علاج الألم» يحذر من ختان الأطفال من دون تخدير
8 سبتمبر 2012
إبراهيم سليم (أبوظبي) - حذر الأطباء المشاركون في ملتقى علاج الألم، الذي عقد أمس في فندق أبوظبي إنتركونتننتال، من ختان الأطفال من دون تخدير موضعي أو عام، مؤكدين أن ذلك يعرضهم لصدمة عصبية تلازمهم مدى الحياة، معتبرين ذلك الإجراء جريمة في حق الطفل. وتضمن الملتقى الذي نظمته مجموعة مستشفيات النور في أبوظبي، بحضور أكثر من 300 طبيب وفني في مختلف التخصصات الطبية، 15 محاضرة وورقة عمل، تناولت آخر المستجدات في علاج الألم، وضرورة الاهتمام بمعالجته حتى لا يتحول إلى مزمن وحاد، ويؤثر على مختلف أعضاء الجسم، ويؤدي إلى مضاعفات قد يصعب علاجها. وقدم الدكتور أمين الجوهري استشاري ورئيس قسم جراحة الأطفال في مستشفى النور فرع المطار، محاضرة عن الألم عند الأطفال، مؤكداً أن إجراء أي عملية جراحية للأطفال، خاصة الختان من دون تخدير موضعي أو عام، يعتبر جريمة أخلاقية، حيث إن الطفل أكثر إحساساً بالألم من الإنسان البالغ. وأضاف أن عمليات الختان للأطفال تجرى عند غالبية الأطباء في مختلف التخصصات بطريقة غير آدمية ومن دون استخدام التخدير العام أو الموضعي، ما يتسبب في ألم شديد عند الأطفال، يلازمهم فترات طويلة، قائلاً: “لا أجد عذراً لأي طبيب لإجراء عملية ختان لطفل من دون تخدير”، موضحاً أن هناك نوعاً من سوء الفهم بين الأهل والأطباء بالنسبة للأطفال بالذات حديثي الولادة، معتقدين أن الطفل لا يشعر بالألم بالدرجة التي يشعر بها الإنسان البالغ. وأشار إلى أن الجهاز العصبي يبدأ في التكون في الأسبوع التاسع والعشرين من الحمل، ويكون مكتملاً عند الولادة، وبالتالي يشعر الطفل بالألم كما في الكبار، ما يتطلب الاهتمام بمعالجة الألم عند الأطفال. وأوصى الملتقى بضرورة حث الأطباء في مختلف التخصصات على الاهتمام بشكل أكبر بمعالجة الألم، على أن يكون العلاج في الوقت المناسب وقبل حدوث مضاعفات، وأوضح المؤتمرون أن تأخير علاج الألم يؤدي إلى حدوث مضاعفات، وقد يكون الألم في بعض الحالات قاتلاً، الأمر الذي يتطلب الاهتمام بشكل أكبر بعلاج الألم. وقال الدكتور قاسم العوم الرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات النور في أبوظبي، إن الملتقى الطبي يأتي في إطار برنامج التعليم الطبي المستمر الذي تحرص عليه مجموعة مستشفيات النور بشكل متواصل، وتماشياً مع اهتمام هيئة الصحة في أبوظبي ببرامج التعليم الطبي المستمر لإتاحة المجال أمام الأطباء والكادر الفني لمواكبة آخر المستجدات وأحدث الأبحاث والدراسات العلمية حول مختلف الفروع الطبية. وأضاف أن القطاع الصحي في إمارة أبوظبي يشهد نقلة نوعية ونمواً مطرداً في ظل الاهتمام والدعم اللامحدود الذي يحظى به القطاع الصحي من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأوضح أن اختيار مجموعة مستشفيات النور لموضوع الألم للتركيز عليه في الملتقى الطبي، يأتي باعتباره موضوعاً مهماً يترافق مع الكثير من الحالات المرضية، كما أنه مرض بحد ذاته وأن الأبحاث الطبية تتركز حالياً على قياس الألم ودرجته، مشيراً إلى أن الألم عارض أساسي يقود المريض إلى الطبيب بحثاً عن العلاج ولمساعدته على تخفيف الألم. وأكد أهمية معالجة الألم والبحث عن سببه، مشيراً إلى أن الألم يؤدي أحياناً إلى الوفاة بالذات عند التعرض إلى صدمة أو حادث، فقد يموت الإنسان من شدة الألم، ومن هنا تكمن أهمية قياس درجة الألم بالذات عند الأطفال لتحديد أنسب البرامج العلاجية، حيث يساعد التقاط الذبذبات العصبية في قياس الألم. وتناول الدكتور أنطوان سلوم استشاري ورئيس قسم جراحة الدماغ والعمود الفقري في مستشفى النور فرع المطار في أبوظبي والمشرف على تنظيم ملتقى علاج الألم، بحضور أطباء من الأقسام والتخصصات، من العاملين في المنشآت الصحية الحكومية والخاصة في إمارة أبوظبي، في محاضرته الجانب العلمي لحدوث الألم في الجسم وكيفية تكون الألم وحدوثه، وقد يصبح الألم مرضاً بحد ذاته، مشيراً إلى أن موضوع الألم مهمل وأغلب المرضى والمراجعين يراجعون أقسام الحوادث والطوارئ للمعاناة من الألم. وقدم الدكتور عمار السلطي استشاري التخدير وعلاج الألم المزمن في مستشفى زايد العسكري بأبوظبي في محاضرته، أدوات علاج الآلام المزمنة والحادة، واستعرض فيها آخر المستجدات في هذا المجال بعد أن شارك في مؤتمر عالمي عن علاج الألم في ميلانو بإيطاليا، شارك فيه 12 ألف طبيب على مستوى العالم. وأكد أن غالبية الأبحاث والدراسات تؤكد أن الطرق المثلى لعلاج الألم تتركز في استخدام أكثر من نوع من الأدوية لتقليل الآثار الجانبية ومنع حدوث مضاعفات الألم، مشيراً إلى أهمية معالجة الآلام بعد العمليات الجراحية، باعتبار أن عدم علاج الآلام في وقتها قد يؤدي إلى آلام حادة في الأعصاب ومضاعفات تزداد بشكل تدريجي وتكون معالجتها صعبة. وتحدث الدكتور عصام خوري استشاري جراحة المخ والأعصاب في مستشفى النور، عن مفهوم الألم لدى الإنسان، موضحاً أن 90% من المرضى في جميع الاختصاصات الطبية ترتكز شكواهم الأساسية حول الألم، وأشار في محاضرته إلى فضل العرب في طب الألم واكتشاف الأدوية المسكنة واستعراض الطب النووي واهتمامه بعلاج الإنسان من حيث المادة والروح، وهو التوجه نفسه الذي تسعى المراكز العالمية في الدول المتقدمة للوصول إليه في العصر الحالي. وتطرقت الدكتورة مايا فليفل سيداني أخصائية علم نفس في مستشفى النور إلى موضوع التحضير النفسي للإجراءات الجراحية وتدبير الألم عند الأطفال، مؤكدة أهمية التحضير الجيد للأطفال قبل وبعد العمليات الجراحية من خلال استخدام أدوات تساعد في القضاء على الخوف عندهم، مثل الرسم والألعاب والكتب وغيرها، خاصة أن الأطفال يواجهون حالات فوبيا من الحقن ومن الدخول إلى الطبيب المعالج، بالذات عيادات الأسنان وإجبار الأطفال على ذلك يترك أثراً سيئاً لديهم . وقدم الدكتور محمود يوسف استشاري ورئيس قسم التخدير في مستشفى النور في أبوظبي، محاضرة عن علاج الألم ما بعد العمليات الجراحية، مشيراً إلى أن استخدام القسطرة لإيصال الدواء المناسب إلى مكان الجرح يقضي على الآلام بشكل جيد، كما يقلل من آلام الولادة بنسبة 99%.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©