السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فرانسوا تروفو .. رؤى سينمائية من الماضي تتألق مجدداً في أبوظبي

فرانسوا تروفو .. رؤى سينمائية من الماضي تتألق مجدداً في أبوظبي
4 أكتوبر 2014 22:25
رغم مرور أكثر من ثلاثين سنة على رحيل المخرج الفرنسي فرانسوا تروفو، فإن الرجل لا يزال يثير الجدل، وما زال يعاد اكتشافه، ليس في فرنسا وحدها بل في دول مختلفة من العالم، وتظل تجربته حتى الآن موضع تكريم نظراً لتعدد مواهبه - مخرج وكاتب سيناريو وممثل- ، مثلما لآرائه النقدية التي وجدت معادلاً موضوعياً لها في أفلامه. وفي دورته الثامنة التي تنعقد في 23 من هذا الشهر، يحتفي مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، بفرانسوا تروفو، مخرجاً وصاحب ذائقة مؤثرة في الفن السابع في النصف الثاني من القرن العشرين، فيعرض له العديد من الأفلام التي تشكل مفاصل أساسية من هذه التجربة على الرغم من غياب بعض الأفلام الأساسية في هذه التجربة. وما يلي محاولة للكشف عن هذا المخرج وسيرته الابداعية: والحال، لا تزال ألسنة عشاق السينما في أماكن كثيرة من العالم تتداول عبارة: «محبو الأفلام مرضى»، حتى بعد أكثر من ثلاثين سنة على رحيل صاحبها، فرانسوا تروفو الذي لم يكن يقصد بها جمهور السينما وحده، بل أيضاً كان يقصد بها ذاته أيضاً في وصفه لتلك العلاقة شديدة الخصوصية التي ربطته بالسينما على نحو مبكر من حياته. بهذا المعنى، كانت السينما، بالنسبة لتروفو، شفاء من طفولة شقية ويتيمة بعذابات لم تنته حتى عندما كان الرجل يتذكرها في العديد من أفلامه، إذ تلّح عليه الذاكرة الشخصية بحكم المقولة الأخرى: «أن نبدع يعني أن نتذكر» للمخرج الإيطالي السينمائي الكبير فيدريكو فيلليني. صحيح أن السينما لم تنقذ تروفو من ذاكرته ومن موت بيولوجي يموته سائر الآخرين، لكنها جعلت منه واحداً من أكثر أبنائها الأرفع موهبة والأعلى شأناً في التأثير في مسارات الفيلم السينمائي خلال النصف الثاني من القرن العشرين. انطلاقاً من تلك المقولة: «محبو السينما مرضى» وانتهاء بعبارة أخرى شهيرة تحمل توقيعه: «لن تسبق أحداً ما زلت تتبع خطاه»، فإنه من غير الممكن اختزال الرؤية الفردية العميقة التي كان يعيش من خلالها تروفو هواجسه السينمائية الحياتية من خلال تلك المقولات أو من خلال الأفلام العشرين التي قام بإخراجها خلال ثلاثين سنة تلت الحرب العالمية الثانية التي كانت موجعة له ولأبناء جيله. رغم رحيله المبكر عن العالم عن عمر يكاد يبلغ الثانية والخمسين، فقد بدأ تروفو تجربته السينمائية الحقيقية ناقداً سينمائياً في واحدة من أشهر مجلات النقد السينمائي في أوروبا الخمسينات والستينات من القرن الماضي: «كرّاسات السينما»، ليترك هذا المجال المعرفي نهائياً باتجاه الإخراج السينمائي ذاته، ثم ليحقق فيلمه السينمائي الأول «400 ورطة» الذي حاز جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان لدورته عام 1969، ولم يكن ذلك ليمنحه دفعة كبيرة إلى الأمام فحسب، بل منح ذلك سينما «الموجة الجديدة» التي ظهرت في فرنسا أواخر الخمسينات دفعة قوية أيضاً، هذه السينما التي هاجم تروفو وأقرانه عبرها السينما الكلاسيكية الفرنسية التي كانت تعمل وكأنها تعيش فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية على المستوى التقني ومستوى الرؤية الإخراجية. ففي هذا السياق لم يكن الناقد السينمائي اللامع والشاب ينتقد بعنف سينما الماضي الفرنسي بل يؤسس، نظرياً لسينما فرنسية سوف تبقى تذكر في تاريخ السينما، وقد حملت الاسم: «سينما الموجة الجديدة»، سواء اتفق النقاد حول حقيقة انتماء الصنيع السينمائي لهذه الموجة أم لا. وبحسب العديد من خبراء السينما ونقادها، فقد عمل تروفو وفقاً لاتجاهين: مغايرة ما هو سائد في السينما الفرنسية التي استمرت حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية، إنْ على صعيد بناء السيناريو وصناعة شخصيات سينمائية حقيقية نابتة من رحم الواقع الفرنسي ذاته، أم على صعيد استغلال المجال البيئي المحيط، والاستفادة ما أمكن من الضوء الطبيعي، أي هجرة الاستديوهات ذات الأكلاف الباهظة دون جدوى حقيقية، حيث استفاد تروفو من منجز صناعات سينمائية بدأت تظهر في العالم مثلما في الجوار القريب من فرنسا، وتحديداً الواقعية الإيطالية الجديدة. وبحسب برنامج الدورة الثامنة لمهرجان أبوظبي السينمائي الذي أعلن عنه مؤخراً، فإن تكريم تروفو والاحتفاء بتجربته سوف يكون ضمن ما يعرف بـ«البرامج الخاصة» متضمناً الأفلام التالية: «400 ورطة»، و«جول وجيم»، و«الرجل الذي أحبّ النساء»، و«الصبي المتوحش»، و«الليل الأميركي»، و«مصروف جيب»، و«المترو الأخير».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©