الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سامر عمران: الحكواتي شكل جديد للمسرح العربي

سامر عمران: الحكواتي شكل جديد للمسرح العربي
4 أكتوبر 2014 22:25
ظاهرة الحكواتي موجودة في أغلب البلدان العربية. ففي فلسطين خلقت ظاهرة الحكواتي كوسيلة لاستخدامها في مواجهة الاحتلال، فظهر الحكواتي في المقاهي الشعبية والتجمعات المختلفة ليروي قصصاً وأحداثاً ماضية مشفوعة ومتضمنة نماذج من قصص النضال والحرب ضد الاحتلال. وفي بلاد الشام، انتشرت ظاهرة الحكواتي في المقاهي الشعبية، والتجمعات السكنية، والمدارس ومراكز الشباب، وجلسات السمر والاحتفالات. أما التجربة الغنية فكانت في مصر وبلاد المغرب العربي والجزيرة العربية، حيث ظهر فن الحكاية أو الحكاء مع قوافل الصحراء وإيقاع الإبل وحلقات السمر. وفي الفترة الأخيرة، ظهرت مجموعة من الأفكار والاقتراحات، داعية إلى العودة لفن الحكواتي ومحاولة تطعيمه وتطويعه وتحديثه برؤى فنية نابعة ومتوافقة مع نبض لحظتنا المعاصرة. الدكتور سامر عمران، أحد المتخصصين في فن الحكواتي، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1991، قسم التمثيل ودرس فن «البوثو» بألمانيا وهو نوعٌ من أنواع فنّ المسرح الحركي، ودَرَسَ في قسم التمثيل اختصاص الإيماء والقتال الفني وحصل على درجة الدكتوراه عام 1998م، من خلال تقديمه أطروحة نظرية بعنوان «الجسد. . . الفراغ». كما عمل على إدخال مادة فن الإيماء التقليدي في المنهج الدراسي للمعهد العالي للفنون المسرحية بسوريا. وأخرج أعمالاً مسرحية عدة، منها «عيد ميلاد طويل»، و«حسب تقديرك»، و«الحدث السعيد»، و«المهاجران»، بالإضافة إلى مشاركته في عدد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية. في لقائه مع «الاتحاد» يتحدث عمران، عن الحال التي وصل إليها فن الحكواتي، فقال: أنّ فن الحكواتي تأثّر بتطور الحياة وما طرأ عليها من تغيرات حديثة، فصار يجمع قطعاً قديمة وأخرى حديثة، كما يجمع الشخصي والعام، لافتاً إلى أنّ بعض الرواة تناولوا سيراً حياتية معاشة، جسّدت علاقاتهم بالحيّز العام. وهكذا لم يعد الحكواتي مرتبطاً فقط بالماضي بل صار حكيه حيوياً ومرتبطاً بالحياة العصرية. وعن مفهوم الحكواتي ودوره، أوضح أنّ الحكواتي راوٍ للسير والحكايات، ومؤرّخ الانفعال والخيال، وخازن الذاكرة الشعبية. يروي الحكايات بأسلوب درامي مشوق كما يحدث في مسرحيات الميلودراما. يذهب إلى الأحياء والقرى يلملم الحكايات من ألسنة الناس في جلسات السهرات والسمر. ويوضح أنّ الحكواتيين في الثقافة الشعبيّة كانوا نوعين: حكواتيون جلسات السهر والسمر، وآخرون تحوّلوا بعدما أثبتوا تميزهم إلى حكواتيين في المقاهي. ويشرح أنّ الحكواتيين كانوا مشبعين بقصص من التراث، يحفظون الشعر والسيرة الهلالية وقصص الحب وحكايات السياسة والمراثي والمفاخر، ويتميزون بملكة القول، وإنْ كان بعضهم أمّياً. وقال عمران: «إن مسرح الحكواتي ملائم لتكويننا الفكري، ويؤصل رؤيتنا من خلال توظيف الفن الذي يحمل في طياته قيما فكرية وفنية، ويخرج عن نمطية المسرح، بتكوين منهجية خاصة بنا، تمثّل خصوصيتنا وتنفتح على الآخر، مستفيدة من إنجازه العلمي». وذكر أن مسرح الحكواتي استمد من فكرة الحكواتي القديم أسساً جديدة غير تلك الكلاسيكي، من خلال إيجاد أسلوبه الخاص بالمسرح، وتقديم الجديد ضمن المعطيات الفنية العربية التي تشكل من التراث مصدراً أساسياً من مصادر الإبداع. ونوه بأن الدعوة لإحياء فن الحكواتي، تعني إعادة النظر في المسرح العربي وتسليط الضوء على العلاقة بين الحكاية والمتلقي، وتعكس مدى تطور هذا الفن الذي أصبح له وظيفة اجتماعية ثقافية ترفيهية تنويرية. وأكد أن الشكل المعاصر لمسرح الحكواتي يرتبط بسمات وخصائص أساسية، منها ضرورة الاندماج مع الجمهور بحيث يفهم ما تقوله النصوص، والاعتماد على ما يسمى بالتأليف الجماعي للنص، إضافة إلى بلورة الشكل الإخراجي بصيغة جماعية، واستخدام أبسط الوسائل في تكوين عناصر العرض المسرحي، مشيراً إلى أن مسرح الحكواتي يهدف إلى إيجاد شكل جديد للمسرح العربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©