الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مجلس الأمن: الوقت ينفد أمام دولتي السودان

8 سبتمبر 2012
نيويورك، الخرطوم، أديس أبابا (الاتحاد، ووكالات) - دعا مجلس الأمن الدولي، حكومتي الخرطوم وجوبا إلى الإسراع بالاتفاق على القضايا العالقة بينهما، واحترام الموعد النهائي للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق، بحلول الثاني والعشرين من سبتمبر الجاري. وقال رئيس مجلس الأمن الدولي، السفير بيتر ويتيج، مندوب ألمانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، الذي تتولى بلاده رئاسة أعمال المجلس في سبتمبر الجاري: “إن هايلي منكريوس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، قدم إحاطة إلى أعضاء المجلس، الخميس، أعرب فيها عن أمله في ضرورة أن يدرك الطرفان في الخرطوم وجوبا، أن الموعد الجديد للتوصل إلى اتفاق يقترب بشدة، وأنه لا يوجد متسع من الوقت أمامهما”. وقال ويتيج، إن “أعضاء المجلس أعربوا عن أسفهم إزاء فشل السودان وجنوب السودان في التوصل إلى اتفاقات في الموعد الذي حدد له الثاني من أغسطس الماضي”. وأضاف أن الجانبين فشلا في التفاوض بشأن القضايا المهمة مثل ترسيم الحدود، كما أنه لم يتم أيضا تسوية قضية الوضع النهائي لمنطقة ابيي الغنية بالنفط والتي تقع على طول الحدود بين جنوب السودان والسودان. وتابع السفير الألماني أن “الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي دعت الطرفين إلى القيام بكل ما يمكنهما القيام به من أجل إيجاد حل في أسرع وقت”. وجرى إطلاع المجلس على الوضع بين السودان وجنوب السودان من خلال دائرة فيديو مغلقة من جانب هيل مينكريوس المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان وجنوب السودان ورئيس جنوب افريقيا السابق ثابومبيكي وسيط الاتحاد الافريقي في النزاع بين الدولتين. من جانبها اتهمت الولايات المتحدة الخميس الخرطوم بخطر المجازفة باستئناف النزاع مع جوبا برفضها تقديم تنازلات حول ترسيم الحدود المشتركة. وانتقدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس “الرفض الدائم للسودان” قبول إنشاء منطقة عازلة التي اقترحها الاتحاد الافريقي في نوفمبر الماضي معتبرة أن هذا التصلب “يثير الشك حول رغبة الخرطوم” بالتوصل إلى اتفاق. واعتبرت رايس التي تحدثت إلى الصحفيين بعد مشاورات حول هذا الملف في مجلس الأمن، أن هذا الرفض “يعيق إنشاء منطقة حدودية منزوعة السلاح وآمنة وتشكيل آلية مشتركة لمراقبة الحدود وكذلك يزيد من خطر استئناف نزاع مفتوح” بين البلدين. وأعربت رايس عن “خيبة أملها” من الموقف السوداني حيال الاتفاق المتعلق بالعائدات النفطية في إشارة إلى إعلان الخرطوم أن هذا الاتفاق لم يقر إلا بعد التوصل إلى اتفاق حول الحدود والأمن. وقالت رايس “يجب أن يعمل الطرفان بالحد الأدنى اعتبارا من الآن مع الشركات النفطية لاتخاذ الإجراءات التقنية” التي تؤدي إلى استئناف إنتاج النفط فور التوقيع على اتفاق شامل. وأخيرا دعت رايس الخرطوم إلى أن “تطبق فورا بروتوكولا” موقعا حول وصول المساعدات الإنسانية الى منطقتي كردفان الجنوبية والنيل الأزرق في جنوب السودان الذي يشهد “أزمة إنسانية متصاعدة”. وأكدت أنه تجاه “هذا الأمر الملح” فإن تردد الخرطوم أمر “غير مقبول”. وقالت: “سوف يقدم ثابو مبيكي، وسيط الاتحاد الإفريقي، تقريرًا إلى مجلس الأمن يوم 22 سبتمبر الجاري، وفي حالة عدم توصل الطرفين في جوبا والخرطوم إلى اتفاق قبل هذا الموعد، فسوف يتحرك مجلس الأمن بموجب القرار 2046 الصادر في إطار البند السابع من الميثاق”. ورفضت رايس، الإفصاح عن الخطوة التالية التي سيتخذها المجلس، بموجب الفصل السابع إزاء أي من الطرفين. واستأنف السودان وجنوب السودان مساء الثلاثاء في اديس ابابا مفاوضات حول سلسلة من المشاكل العالقة من بينها ترسيم حدودهما وإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح. وأعلنت الخرطوم أن هذا الاتفاق لن يتم إلا بعد التوصل إلى اتفاق حول الحدود والأمن. وطرحت الوساطة الأفريقية على طرفي المفاوضات ورقة حول الحدود المرنة بين البلدين، وسلمت وفدي التفاوض أمس جداول التفاوض حيث حددت الحادي والعشرين من الشهر الجاري موعداً لتوقيع اتفاق على كافة القضايا الخلافية، واتفق السودان وجنوب السودان على حسم قضية المنطقة المعزولة قبل فتح الملفات الأخرى. وتعقد اللجنة الأمنية المشتركة برئاسة وزيري دفاع الخرطوم وجوبا اجتماعا لاحقا لبحث خريطة الوسيط الأفريقي ثابو امبيكي. وقال وزير مجلس الوزراء بدولة جنوب السودان دينق الور إن الوساطة سلمت الطرفين جداول التفاوض وحددت فيه القضايا التي ستبحث وتتقدمها الحدود والمواطنون في الدولتين وابيي ثم البترول والمسائل الاقتصادية المتعلقة بالمتأخرات والمعاشات. وأشار إلى أنها حددت الرابع عشر من الشهر الجاري موعدا لإنهاء التفاوض والفترة من 15 إلى 20 من الشهر نفسه لاجتماع رئيسي الدولتين عمر البشير وسيلفا كير ميارديت والفترة من 18 إلى 20 لمراجعة الاتفاق. وأشار إلى أنها حددت الحادي والعشرين موعدا للتوقيع على الاتفاق إذا ما توصل إليه الطرفان. وأكد الور أن مجلس السلم الأفريقي سيجتمع في الثاني والعشرين من الشهر الجاري بنيويورك للبت في أمر التفاوض وأشار إلى أن الاجتماع سيعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكد أن الطرفين سيستأنفان التفاوض حول الحدود وذكر أن الاجتماع ستكون مرجعيته ما قام به الخبراء الأفارقة، وأكد أن امبيكي سيطرح خلاله ورقة حول الحدود المرنة بين البلدين. إلى ذلك، قال سفير دولة جنوب السودان بأديس أبابا اروب دينق إن الطرفين تجاوزا أمس الخلافات بشأن ترتيب الأولويات لاسيما وان جوبا كانت رافضة تماماً استئناف النقاش في أي قضية قبل حسم قضية المنطقة المعزولة بينما كانت ترفض الخرطوم وضعها ضمن الأولويات بجانب استدعاء اللجنة الأمنية في المرحلة الحالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©