الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن: التهديد بضرب النظام السوري لا يزال قائماً

واشنطن: التهديد بضرب النظام السوري لا يزال قائماً
16 سبتمبر 2013 10:39
عواصم (وكالات)- واصلت واشنطن التلويح بالضربة العسكرية في حال لم يلتزم النظام السوري تماما بكل تفاصيل اتفاق نزع الأسلحة الكيماوية، بينما رحبت الصين بالاتفاق، معتبرة أنه “سيخفف حدة التوتر”. وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تل أبيب، أن التهديد باستخدام القوة ضد النظام السوري لا يزال قائماً، رغم الاتفاق مع روسيا على نزع السلاح الكيماوي السوري. وقال كيري إن “اتفاق جنيف حول أسلحة نظام الرئيس بشار الأسد الكيمياوية هو إطار عمل وليس اتفاقية”، كاشفا بالمناسبة أن “روسيا وافقت على أن أي استخدام للكيمياوي في سوريا سيدرج تحت الفصل السابع”. ولاحظ كيري أن “المجتمع الدولي سيحاسب ويسائل نظام الأسد على تعهداته”، موضحا أن “نزع الأسلحة الكيمياوية لن يحل الأزمة لكنه خطوة إلى الأمام”. وبخصوص الموقف من المعارضة السورية التي رفضت الاتفاق الأميركي الروسي، فقد أوضح جون كيري بقوله “دعمنا للمعارضة السورية سوف يستمر”. وقال كيري “نحن لا نثرثر حين يتعلق الأمر بمشاكل دولية “لا تخطئوا، لم نستبعد أي خيار”. وأضاف الوزير الأميركي “هناك دولة استخدمت أسلحة دمار شامل ضد شعبها، إنها جريمة ضد الإنسانية، وهذا الأمر لا يمكن قبوله”. واعتبر كيري أن الاتفاق الأميركي الروسي في جنيف يشكل “إطارا وليس اتفاقا نهائيا”، لكنه يتمتع “بقدرة تامة على إزالة كل الأسلحة الكيماوية في سوريا”. وشدد على ضرورة ان يطبق بالكامل، لافتا إلى ان “سحب الأسلحة الكيماوية هو مرحلة نحو إزالة هذا السلاح من ترسانة لشخص كان عازما على استخدامه ضد شعبه للاحتفاظ بالسلطة”. إلا أن الرئيس الأميركي باراك اوباما أشاد في مقابلة بثت أمس بما قام به نظيره الروسي فلاديمير بوتين وتحمله مسؤولية دفع الأسد إلى تفكيك أسلحته الكيماوية. وقال اوباما في مقابلة مع شبكة “ايه بي سي نيوز” سجلت الجمعة “أهنئ بوتين بأنه تدخل، بوتين وأنا لدينا خلافات كبيرة حول مجموعة من المشاكل. لكنني أستطيع التحدث إليه. لقد عملنا معا على قضايا مهمة مثل العمليات ضد الإرهاب”. وتابع اوباما “انها ليست الحرب الباردة. ليس هناك منافسة بين الولايات المتحدة وروسيا”، موضحا ان العلاقات بين البلدين كان يحكمها دائما مبدأ الرئيس الأسبق رونالد ريجن “ثقة لكن مع اليقظة”. وأكد أن الهدف “هو التأكد من عدم وقوع أسلحة هي الأسوأ إما في أيدي نظام مجرم أو في أيدي بعض أفراد المعارضة المناهضين للولايات المتحدة كما للأسد”. ورحبت عواصم أوروبية عدة بالاتفاق الذي نال دعم الصين حيث اعتبر وزير خارجيتها وانج يي في بكين أثناء لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس انه “يسمح بفتح أفق لتسوية أزمة سوريا بالسبل السلمية”. وقال وزير الخارجية الصيني “إن الصين ترحب بالاتفاق- الإطار الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وروسيا”، مضيفا أن هذا الاتفاق “سيخفف التوتر في سوريا”. من جهته كرر فابيوس الذي وصل إلى بكين أمس القول إن الاتفاق الأميركي الروسي يشكل “تقدما كبيرا” إلا أنه يبقى “خطوة أولى”. وقال فابيوس خلال مؤتمر صحفي في بكين”انه تقدم مهم، لكنه ليس إلا خطوة أولى”. وأضاف فابيوس “انه تقدم مهم، لان ما كان يبدو مستحيلا قبل أيام قليلة يبدو الآن ممكنا”، في إشارة إلى رفض سوريا في السابق الإقرار بامتلاكها أسلحة كيماوية. وأشار الوزير الفرنسي مع ذلك إلى ان الاتفاق “يطرح جملة أسئلة: كيف القيام بعمليات التفتيش؟ ماذا سيحصل اذا ما تم التخلف عن تنفيذ التعهدات؟”، قبل ان يستبعد إنزال “عقوبات تلقائية” مشيرا الى انه في حال تخلف دمشق عن الوفاء بتعهداتها، سيتم اللجوء إلى مجلس الأمن لإصدار قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة. لكن فابيوس اكد أن اتفاق جنيف أرسى “أسس اتفاق يجب ان تتم ترجمتها اعتبارا من الأسبوع المقبل ضمن قرار في الأمم المتحدة”. واكد وزير خارجية فرنسا أن “الاتصالات التي أجريتها مع نظيري الصيني ، تسمح بالتقدم”، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وفي أشارة إلى تقرير خبراء الأمم المتحدة الذي سيتم تقديمه اليوم الاثنين بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، قال فابيوس أن “أحدا لن يفهم إلا يتم استخلاص نتائج من تقرير بأدلة دامغة، يجب القيام برد فعل والتحرك”. وبشأن المسؤولية عن استخدام أسلحة كيماوية، قال الوزير الفرنسي انه “لا ترسانة ولا وسائل ولا تقنية” لدى مقاتلي المعارضة تسمح لهم باستخدام أسلحة كيماوية، على عكس الحال بالنسبة لقوات نظام بشار الأسد. وأضاف “عندما تجمعون كل هذه المعطيات، لا يوجد شكوك كبيرة وعندما أقول لا شكوك كبيرة، اعني انه لا يوجد شك نهائيا”. وتابع فابيوس “لو لم يكن لفرنسا وكذلك للولايات المتحدة موقف حازم، ما كان تم التوصل إلى اتفاق”. ويجتمع فابيوس مع نظيريه الأميركي جون كيري والبريطاني وليام هيج اليوم الاثنين في باريس لبحث بنود الاتفاق الروسي الأميركي وكذلك شروط تنفيذه. كما من المقرر ان يقوم الوزير الفرنسي غدا الثلاثاء بزيارة قصيرة إلى موسكو للقاء نظيره الروسي. وأعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان امس أن الرئيس فرنسوا اولاند سيستقبل اليوم في باريس كيري وهيج ليبحث معهما الملف السوري. ورحبت تركيا بالاتفاق، إلا انها شككت في إمكان نجاحه مؤكدة ضرورة عدم السماح للنظام السوري “باستغلاله”. وأشار بيان رسمي تركي الى ان “تركيا تشيد، بالمبدأ، بنزع كل أشكال أسلحة الدمار الشامل في العالم وفي منطقتنا خصوصا الأسلحة الكيماوية”. لكن تركيا دعت المجتمع الدولي إلى الانتباه إلى حسن تطبيق هذا الاتفاق الذي “يجب ألا يتم استغلاله من جانب النظام السوري لكسب الوقت بغية ارتكاب مجازر جديدة”. كما اعتبرت أنقرة أن الجدول الزمني المقدم للتخلص من ترسانة ألأسلحة الكيماوية السورية “طويل”. ورحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوج راسموسن بالاتفاق الأميركي- الروسي ، داعيا النظام السوري إلى احترام هذا الاتفاق “بدون تحفظ”. وقال راسموسن في بيان أن هذا الاتفاق “يمثل خطوة مهمة على طريق ضمان تدمير مخزونات الأسلحة الكيماوية السورية بشكل عاجل وآمن وقابل للتحقق منه”، مشددا على وجوب “ان تحترم سوريا هذا الاتفاق احتراما تاما وبدون تحفظ”. واعتبر راسموسن ان “الاتفاق يفترض ان يعطي دفعا جديدا لحل سياسي لإنهاء سفك الدماء الرهيب في سوريا”. من جانبه، عرض وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله تقديم بلاده دعما لجهود التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية. وقال فيسترفيله في بيان “إننا نرغب في حظر الأسلحة الكيماوية على مستوى العالم والتخلص منها لأن العالم سيصبح بذلك أكثر أمانا ، ولذلك فنحن على استعداد أن نقدم إسهاما فنيا أو ماليا في عملية التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية”. ووجه فيسترفيله حديثه إلى النظام السوري الحاكم في دمشق قائلا:”ومن المهم أن يتم الآن اتخاذ خطوات يمكن التحقق منها لتنفيذ هذا الاتفاق”. ورأى فيسترفيله أنه في ظل هذا الاتفاق سيكون هناك أدوار رئيسية لمجلس الأمن الدولي ومنظمة الرقابة على الأسلحة الكيماوية. وأشاد رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو بقيام بوتين باستخدام نفوذ بلاده في سوريا “للتوصل الى حل”. وقال باروزو “ان سوريا كانت على الدوام الحليف الكبير لروسيا، وحتى منذ زمن الاتحاد السوفياتي. في اطار هذا الواقع هناك لروسيا تأثير هائل. ولا استطيع سوى الاشادة بقيام بوتين باستخدام نفوذه للتوصل الى حل، الامر الذي لم يكن قائما قبلا”. وأضاف باروزو “لقد دافعت أوروبا على الدوام عن حل سياسي لهذا النزاع” مضيفا “تعتقد المفوضية انه لا بد، مع ممارسة الضغوط، من الاستفادة من الطريق السياسية والدبلوماسية”. إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الكندي جون بيرد في الجزائر ان استعمال الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري “جريمة ضد الإنسانية”، لكنه شدد على أن الحل السياسي وحده يمكن ان يضع حدا لمعاناة الشعب السوري. وقال بيرد في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الجزائري الجديد رمطان لعمامرة “اعتقد ان استخدام الأسلحة الكيميائية من طرف حكومة الأسد ضد أبناء الشعب السوري هو جريمة ضد الإنسانية” وتابع “تحدثنا عن هذا الموضوع ونحن متفقون مع الجزائر على ان الحل الوحيد للوصول إلى السلام ووضح حد لمعاناة الشعب السوري هو الحل السياسي”. ومن جانبه ذكر لعمامرة ان موقف الجزائر ظل “ثابتا” في ما يخص الأزمة السورية وهو انه “يجب دائما إعطاء فرصة للحل السياسي”. وأضاف “ان مأساة استخدام الأسلحة الكيماوية مهما كان مرتكب هذا الفعل أمر ندينه ويأتي في ظل مأساة أكبر هي الحرب الأهلية السورية التي أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الأرواح البشرية”. وتابع “الحل لا يمكن ان يكون إلا شاملا ولا يمكن ان يكون سوى سلمي، وقرار سوريا بالانضمام إلى معاهدة حظر ألأسلحة الكيماوية شيء إيجابي جدا”. ورحبت الجزائر بالاتفاق واستبعاد ضربة عسكرية أميركية فورية تطاول سوريا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©