قبل أن يتجاوز عمره 9 أشهر، كان سيسك فابريجاس سولير حاضراً في مدرجات «كامب نو» معقل الفريق الكتالوني بصحبة الجد لمتابعة إحدى مباريات برشلونة، ليصبح فيما بعد عاشقاً للفريق الكتالوني، الذي تعلم مبادئ الساحرة في أكاديميته الشهيرة «لاماسيا» رفقة ليونيل ميسي، ولكنه لم يعثر على فرصة حقيقية في الفريق الأول، ليرحل مستجيباً لنداء خبير اكتشاف المواهب الشابة أرسين فينجر، مدافعاً عن قميص أرسنال قبل أن يتجاوز 16 عاماً، ليكون أصغر لاعب في التاريخ يظهر في صفوف الفريق اللندني، كما أصبح أصغر لاعب يسجل هدفاً للمدفعجية، وثاني أصغر لاعب يحرز هدفاً في تاريخ دوري الأبطال.
وارتبط الملايين من عشاق «الجنرز» باللاعب الشاب الذي كان مرشحاً بقوة لدخول عالم أساطيره، حيث تمكن في الفترة من 2003 حتى 2011 من صنع 466 فرصة لتسجيل الأهداف، وصنع 86 هدفاً، وأحرز 57 هدفاً في 300 مباراة، ولكنه مثل غيره من نجوم هذا الجيل في صفوف أرسنال لم يحصل على الكثير من البطولات ليعود إلى صفوف البارسا بحثاً عن مجد جديد.
في صيف 2011 استجاب فابريجاس لنداء العاطفة وعاد إلى برشلونة، وعلى الرغم من حصوله على 5 بطولات في حتى ما قبل عودته إلى الدوري الإنجليزي عبر بوابة تشيلسي الصيف الماضي، إلا أن فابريجاس لم يشعر بأنه عثر على ذاته في صفوف فريق لا يعترف إلا بنجومية ميسي، ولا يرى له شريكاً في قلوب الجماهير.
بين مورينيو وفينجر
تتجه أنظار الملايين اليوم إلى قمة ستامفورد بريدج بين تشيلسي وأرسنال، وهي القمة التي سيكون لفابريجاس دور محوري في رفع وتيرة إثارتها، حيث يواجه فريقه السابق، ما دفع أرسين فينجر المدير الفني لأرسنال للإدلاء بتصريح يلعب به على عاطفة عشاق «الجنرز»، حيث أشار إلى أن فابريجاس كان يرغب في العودة إلى أرسنال لكنه رفض ذلك في ظل وجود النجم الألماني مسعود أوزيل، وأشار فينجر إلى أنه يحترم عطاء فابريجاس مع المدفعجية، ويتمنى له التوفيق في مسيرته الحالية.
وفي المقابل، أشار مورينيو الذي يعود له الفضل في إعادة بريق فابريجاس المفقود، إلى أن اللاعب أصبح يعشق «البلوز» ويرتبط بجماهيره، وترتبط الجماهير به كما لو كان يلعب في ستامفورد بريدج منذ سنوات بعيدة.
وأضاف: «سيسك يحب تشيلسي بالفعل، إنه سعيد بمستوياته وبطريقة حياته في النادي، يبدو وكأنه هنا منذ فترة طويلة، أعتقد أنه سوف يستمر مع الفريق أبعد من فترة عقده، وما يجعلني أحترمه أكثر أنه يرتبط عاطفياً بأرسنال، فهو النادي الذي شهد نجوميته في مراحل ظهوره الأولى، بالنسبة لي لن أكون سعيداً إذا قال لي إنه لم يعد يحب أرسنال، لا أحب مثل هذه السلوكيات في بعض اللاعبين، فأنا على سبيل المثال لم أتردد في الاعتراف بأنني أريد العودة إلى تشيلسي، كنت أقول ذلك أثناء عملي مع الإنتر والريال، فابريجاس لم ينس أرسنال، هذا النادي يستحق مكان ما في قلبه، وهو الآن يقدم أروع مستوياته مع تشيلسي، ما يؤكد أنه لاعب محترف بكل ما للكملة من معنى، أي أنه في النهاية يجمع بين العاطفة والاحترام، وهذا المطلوب منه تماماً».
المهندس سيسك
من ناحيته، أكد جاري نيفيل نجم يونايتد والمنتخب الإنجليزي السابق عبر صفحات «التلجراف» أن فابريجاس سوف يكون مهندس عودة البلوز لمنصات التتويج في البطولات المحلية والقارية، مشيراً إلى أنه من أكثر اللاعبين تكاملاً في العالم، فهو صانع الأهداف، وصاحب التمريرات السحرية الحريرية، ويقوم بأدوار دفاعية واضحة في الملعب، كما يملك رؤية خاصة في الملعب، ووفقاً للإحصائيات الرسمية، ومنذ عام 2010 وحتى الآن لم يتمكن سوى 10 لاعبين من تجاوز الـ 150 تمريرة في المباراة الواحدة، وكان فابريجاس هو اللاعب الـ 11 في هذه القائمة.
حيث يتصدر تشافي هيرنانديز نجم البارسا هذه اللائحة التي تضم كذلك بيرلو، وإنييستا، وتوني كروس، وباستيان شفاينشتايجر وغيرهم من اللاعبين أصحاب القدرات الخاصة، والرؤية الثاقبة للملعب، وتغزل نيفيل في إمكانات النجم الإسباني مضيفاً: «فابريجاس يجعل الكرة تتحرك طوال المباراة، لديه رؤية خاصة لكل جزء في الملعب، ويتمتع بمزيج رائع من الشجاعة والذكاء، ما يجعله يبدع في المباريات الصعبة والمغلقة، إنه لم ليس مجرد ممول للمهاجم دييجو كوستا، بل هو لاعب من عينة بيرلو، وشفاينشتايجر، وتشافي، وبول سكولز، إنه اللاعب الجدير بلقب مهندس مباريات القمة».
(دبي - الاتحاد)
عدد اليوم
