الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزمة الرهائن في الجزائر... وكلفة تأمين منشآت الطاقة

أزمة الرهائن في الجزائر... وكلفة تأمين منشآت الطاقة
23 يناير 2013 22:38
بن كوين لندن بعـد النتائج الكارثيـة التـي أسفرت عنهـا محاولة القوات الجزائرية لتحرير الرهائن من قبضة المسلحين الإسلاميين المتطرفين، بدأت الحكومات الأوروبية، وشركات الموارد البشرية، وغيرهما من المستثمرين، بدأوا بالفعل في إعادة النظر في الأفراد العاملين على الأرض في شركات الطاقة، الذين يمكن توفير الحماية لهم. في الوقت الراهن ما زال هناك عشرات من العاملين في مجال الطاقة، ممن لا تتوافر أي معلومات عنهم عقب العملية التي قامت بها القوات الجزائرية لتحرير رهائن ينتمون لعشر دول، بالإضافة للعديد من الرهائن المحليين العاملين في منشأة «عين أميناس» للغاز بجنوب شرق الجزائر. وقد تبين أن اثنين من اليابانيين، واثنين من البريطانيين، ومواطن فرنسي، كانوا ضمن سبعة رهائن أجانب على الأقل، لقوا حتفهم في أثناء العملية، حسب تصريح مصدر جزائري، لوكالة «رويترز» للأنباء يوم الجمعة الماضية. وقد حذر خبراء أمنيون من التداعيات الواسعة النطاق لحماية المئات من الموظفين والعمال الأجانب المتخصصين، والآلاف من الموظفين المحليين العاملين في حقول الطاقة عبر منطقة شمال أفريقيا، لأن أزمة الطاقة التي تعاني منها أوروبا، تعني بكل بساطة أن سحب خبرائها وعمالها من منشآت الطاقة في تلك المنطقة، ليس من بين الخيارات المطروحة. «إن ما حدث يمثل نداء إيقاظ للجميع، وهو ما يرجع لمستوى الهجوم الذي وقع على منشأة عين أميناس». هذا ما قاله «أنتوني سكينر» الخبير في شركة «مابلكروفت» لتحليل المخاطر، التي تعتبر الجزائر واحدة من 22 دولة يوجد بها «مخاطر شديدة» يمكن أن توفر الظروف لعمليات اختطاف. ويقول «سكينر» معلقاً على ذلك:»اعتقد أنه سيكون هناك مراجعة شاملة ومهمة للإجراءات الأمنية. فهناك حاجة ماسة لتطبيق برنامج أمني خاص من قبل كل مستثمر من المستثمرين، ووضعه موضع التنفيذ على أن يتضمن ذلك البرنامج أعلى المعايير الأمنية، بسب نطاق ومستوى العملية الأخيرة في عين أميناس». ويشار إلى أن شركة «بريتش بتروليوم» المشغل المشترك لمصنع الغاز قد بدأت- حسب تقارير- في إجلاء أطقمها من الجزائر حيث تم نقل 11 منهم بالطائرة إلى بريطانيا يوم الخميس الماضي؛ علماً بأن الحكومة البريطانية تقدم خدمات دعم في هذه العملية. فضلا عن ذلك يتم ترحيل العاملين التابعين لشركة «ستيت أويل» النفطية النرويجية التي تدير مجمع «تيجانتوراين» للغاز مع»بريتش بتروليوم» وشركة النفط الوطنية الجزائرية. وقال مصدر بشركة «ستيت أويل»، إن ثمانية من الموظفين النرويجيين في المنشأة، لا يزالون في عداد المفقودين. ليس كل الخبراء الأمنيين يوافقون «سكينر» على رأيه حيث أن البعض منهم يرى أن التحدي الأمني قد يكون أقل بكثير مما يصوره «سكينر»، مشيرين في معرض تأكيد وجهة نظرهم إلى حقيقة أن حقول الغاز والنفط الجزائرية عادة ما توجد في مناطق نائية بعيدة عن العمران، مما يجعل عملية تأمينها سهلة نسبياً، خصوصاً إذا تم الأخذ في الحسبان أن السلطات المحلية ستلتزم أعلى درجات اليقظة والحذر بعد العملية الأخيرة. لا شك أن حادثة «عين أميناس» يمكن أن تقلب كفة الميزان وتجعلها تميل نحو الشركات والحكومات الأجنبية وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات التي يمكن أن تجريها مع حكومات الدول المنتجة للنفط والغاز بشأن الترتيبات الأمنية اللازمة لحماية أطقمها العاملة في شركات الطاقة. ويقول «سكينر» في معرض تعليقه على ذلك:»إن الحكومات والمستثمرين سيشعرون بقلق شديد بسبب حقيقة أنهم سيصبحون مسؤولين عن الإجراءات الأمنية، ولكن ذلك شيئاً لا بد منه، لأننا رأينا نتيجة ما حدث عندما قامت الجزائر بعملية إنقاذ الرهائن من دون التفاوض دبلوماسياً مع الخاطفين. من بين الأمور التي ما زالت تثير قدراً من الالتباس والتشوش، أن رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون»، قد أشار الجمعة الماضي، إلى أن عدد المواطنين البريطانيين المعرضين للخطر قد» انخفض بشكل كبير للغاية»، مقارنة بالرقم الذي أعلن يوم الخميس الماضي والذي وصل فيه هذا العدد إلى 30. وقال كاميرون إنه يشعر «بالإحباط»، بسبب عدم قيام السلطات الجزائرية بإخباره عن العملية قبل الشروع فيها، وقال أمام أعضاء البرلمان البريطاني، بعد أن عقد اجتماعاً مع أعضاء لجنة الأمن القومي البريطاني التي يطلق عليها اسم»كوبرا»: لقد عرضت تقديم مساعدة فنية ودعماً استخباراتياً يشمل خبراء في عملية التفاوض مع خاطفي الرهائن وإنقاذهم، وذلك بغرض المساعدة على الوصول لحل ناجح». ونقد «كاميرون» كان أخف حدة بكثير مما أوحت به التقارير الأولية عن الحادث، والتي ألمحت إلى أن رئيس الوزراء البريطاني قد «استشاط غضباً» بسبب عدم أحاطته علماً بالعملية الجزائرية قبل القيام بها. ومن الواضح أن «كاميرون» قد قصد أن يخفف من لهجته في النقد، وذلك بسبب أهمية الجزائر بالنسبة لبريطانيا وأوروبا على وجه العموم سواء كمورد رئيسي للطاقة يمتاز بقرب موقعه للأسواق الأوروبية، أو كشريك في جهود مكافحة الإسلاميين المتطرفين في المنطقة. وقد دافع كاميرون عن الانخراط البريطاني في التدخل العسكري الذي تقوده فرنسا في مالي، وعن تقديمه لطائرتي نقل من طراز سي-17 لدعم ذلك التدخل الذي يدعي المسلحون الذين قاموا بعملية حصار واختطاف الرهائن في عين أميناس أنهم قاموا بالعملية بغرض الانتقام من ذلك التدخل. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©