السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العيدية» ذكريات للكبار وبهجة للصغار

«العيدية» ذكريات للكبار وبهجة للصغار
5 أكتوبر 2014 13:28
أحمد السعداوي (أبوظبي) ? تسلم صالح سليم السعدي ذو السنوات العشر، المائة درهم الأولى صباح يوم العيد من والده، قبل أن يأخذ مثلها من الأم، ثم ينتقل بين الأهل في الفريج ليواصل جمع «العيدية» باعتبارها أهم مظاهر فرحة الأطفال بالعيد، وكثير منهم يضعون خططهم للخروج في العيد أو شراء ما يحبون من ألعاب ووسائل ترفيه تناسب أعمارهم الصغيرة بناء على ما يتحصلون عليه من عيديات من الأهل والأقارب خلال ساعات الصباح الأولى من العيد وحتى قرب أذان الظهر، حيث يعودون إلى بيوتهم فرحين بالأعطيات الجميلة التي تبهج الصغار والكبار على حد السواء، ويعدونها مكملة لفرحة العيد وأول مظاهر الاحتفال التي تنطلق بعد ساعات الإفطار الأولى. ويقول والده سليم السعدي، إن صالح وأشقاءه وأقاربه من المرحلة العمرية نفسها، يمارسون الطقوس ذاتها تقريباً في نهار كل عيد، وإن اختلف المبلغ الذي يجمعه كل منهم بحسب سنه، فالصغار غالباً يجمعون أقل من الكبار، ومع ذلك يبقي الأهل غالبية هذه الأموال معهم، خوفاً على الصغار من أن ينفقوها بشكل غير مناسب. ويذكر أن العيدية تمثل له شخصياً ذكريات جميلة حين كان هو وكل أطفال الفريج في ثمانينات القرن الماضي يتجمعون سوياً في أحد البيوت برفقة الكبار، ويزهو كل منهم بما جمعه، . وعلى الرغم من قلة النقود تلك الأيام قياساً بالعصر الحالي، إلا أنها كانت ذات قيمة أكبر، نظراً لقلة وسائل الترفيه حينها، من أماكن لألعاب الأطفال المختلفة ومتنزهات في كل مكان، فكان جمع العيدية من الأهل والجيران في الفريج متعة في حد ذاتها، ومن أكثر الأشياء التي تدخل السرور على قلوب الجميع. أما علي سامي، من الجنسية السورية، يورد أن العيدية هي العيدية، سواء في بلده الأم أو في الغربة، وتعتبر أهم سبب يبهج الصغار في تلك الأيام المباركة، مبيناً أنه قام هذا العام بـ «تخريد» حوالي ألف درهم، لتوزيعها على أبنائه وأبناء أشقائه وبعض أهله الذين زاد عددهم في الإمارات، بلد الأمن والسلام عقب الظروف التي تمر بها سوريا. ويلفت سامي إلى أحد السلوكيات الجميلة التي وجدها في المجتمع الإماراتي منذ مجيئه هنا قبل سنوات عدة، تتمثل في أن العيدية لا تعطي في المنازل وبين أبناء الحي الواحد فقط، بل توزع في المساجد. وكذلك الحلوى على الأطفال الصغـار، حيث يضع المصلون أموالاً وحلوى في أماكــن خاصة بها داخل المسجد، ثم يتم توزيعها على الأطفال الذين جاءوا للصلاة بصحبة ذويهم، ويشاركونهم أول طقوس الاحتفال بالعيد السعيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©