الخطوة الأولى لتشكيل المنتخب كانت في اختيار مدرب يقود هذه المجموعة في وقت قصير للغاية قبل المشاركة الخارجية الأولى في تاريخ الدولة ووجد اتحاد الكرة ضالته في الأهلي الذي استقدم أول مدرب عربي في تاريخ كرة القدم بل ويقال انه أول مدرب على الإطلاق جاء إلى دبي في عام 1969 ولربما لم يكن يعلم ان التاريخ ينتظره ليدخل من بوابته من أوسع الأبواب وفي دولة في طور التأسيس فلم تكن قائمة بعد آنذاك وارتبط اسمه بتاريخ الكرة الإماراتية ارتباطاً وثيقاً، انه المرحوم محمد صديق شحتة اللاعب الأسبق في نادي الإسماعيلي في الخمسينات والستينات وبالفعل فقد استعار اتحاد الكرة الوليد هذا المدرب من النادي الأهلي ليبدأ مهمته على الفور ويشكل المنتخب الأول ويبدأ معه مرحلة الإعداد في يناير من عام ·1972
ساهم هذا المدرب في نشأة المنتخب وتغيير مفاهيم اللاعبين حول كرة القدم وزرع فيهم مفهوم جماعية الأداء بعد أن كان الأداء الفردي هو السائد حينذاك وتم تشكيل أول منتخب في تاريخ كرة الإمارات من عشرين لاعباً هم: احمد عيسى، مبارك بالاسود، سالم بوشنين، سهيل سالم، زيد ربيع، إبراهيم رضا، رجب عبدالرحمن، محمد سالم سهيل حمدون، عبدالرحمن العصيمي، جمال موسى، محمد الكوس، يوسف ناصر، مسعود عبيد، جاسم محمد،عوض مبارك، سالم موسى، عبدالله خليل، ناصر حمد، محمد البنا ويوسف محمد·
بعد فترة إعداد مكثفة لضمان التمثيل المشرف سافرت بعثة الإمارات لتحط الرحال في الرياض للمشاركة الخارجية الأولى في تاريخ الإمارات ودورة كأس الخليج العربي الثانية لكرة القدم التي أقيمت خلال الفترة من 15 - 28 مارس 1972 وبمشاركة منتخبات السعودية المستضيف والكويت حامل اللقب والبحرين وقطر بالإضافة إلى الإمارات وكانت البعثة الرسمية لدولة الإمارات الضيف الجديد على الدورة برئاسة المحامي احمد علي التاجر واحمد المدفع وهما نائبا للرئيس ومراد عبدالله رفعت إدارياً ومحمد صديق شحتة مدرباً وجمعة غريب مبارك مساعداً للمدرب وميرزا علي حسن طبيباً·
لم تكن المشاركة في الدورة بغرض المنافسة على البطولة أو العودة إلى أرض الوطن بالكأس ولكن كانت بهدف التمثيل المشرف وإبراز النشاط الشبابي الموجود وبعد أن انطلقت الدورة كان الظهور الأول لمنتخب الإمارات في يوم الجمعة السابع عشر من شهر مارس عام 1972 وكان اللقاء هو الثاني في الدورة بين منتخب الإمارات ضد منتخب قطر، بدأت المباراة وشارك فيها أول 11 لاعباً مثلوا الإمارات رسمياً، فنزل الى ارض الملعب كل من إبراهيم رضا حارس المرمى وزيد ربيع ورجب عبدالرحمن ومبارك بالاسود ويوسف محمد ومحمد سالم حمدون واحمد عيسى كابتن الفريق وسالم بوشنين وسهيل سالم وعبدالرحمن العصيمي وجمال موسى وأضافت هذه المجموعة مجداً آخر عندما كان من نصيبها الفوز بأول مباراة رسمية دولية في تاريخ الكرة في الإمارات في تلك المباراة فبعد 22 دقيقة من البداية نجح سهيل سالم نجم النادي الأهلي في تسجيل الهدف التاريخي وأول هدف في تاريخ مشاركة منتخب الإمارات في كأس الخليج بل قل إنه أول هدف دولي في تاريخ كرة الإمارات ومنتخبها وتنتهي المباراة بفوز منتخب الإمارات على المنتخب القطري بهدف نظيف·
المباراة الثانية كانت أمام المنتخب السعودي صاحب الأرض والجمهور والذي دخل بقوة من أجل تحقيق فوز مريح يتيح له الفرصة في المنافسة على اللقب، وبالفعل فبعد مرور 27 ثانية من بداية المباراة نجح محمد المغنم الملقب بالصاروخ في تسجيل أول هدف في المباراة وأسرع أهداف الدورة وللعلم فلا يزال هذا الهدف هو الأسرع في تاريخ دورات الخليج على الرغم من مرور 34 عام على تسجيله ويضيف سعيد الغراب الهدف الثاني الذي انتهى عليه الشوط الأول وينجح الغراب في إضافة هدفين في الشوط الثاني ليكون أول هاتريك في تاريخ دورات الخليج ويفوز المنتخب السعودي على منتخب الإمارات برباعية نظيفة لتكون الهزيمة الأولى في تاريخ منتخب الإمارات ويكون هدف محمد المغنم أول هدف دولي في مرمى الإمارات تاريخياً·
المباراة الثالثة كانت يوم الأربعاء 22 من شهر مارس وكانت ضد منتخب الكويت الفريق الأقوى حينذاك وصاحب الخبرة والتجربة الكبيرة في كرة القدم العربية ولذا فكانت النتيجة محسومة سلفاً على اعتبار فارق الإمكانيات والخبرة التي ترجح كفة حامل اللقب وبالفعل نجح الكويت في تسجيل أربعة أهداف في الشوط الأول ويضيف ثلاثة أهداف في الشوط الثاني ليفوز بنتيجة 7/0 وهي النتيجة الأكبر في البطولة·
ختام المشاركة كان يوم السبت 25 من شهر مارس وكانت ضد منتخب البحرين وبعد صمود منتخب الإمارات لشوط كامل نجح منتخب البحرين في تسجيل هدفين في الشوط الثاني ليفوز المنتخب البحريني بهدفين نظيفين وتنتهي المشاركة الإماراتية في البطولة بفوز يتيم وهدف واحد فقط بينما اهتزت شباك الإمارات 13 مرة وبعد أن كان اللاعبون يحزمون حقائبهم استعداداً للعودة ثم جلسوا في مقاعد المتفرجين لمتابعة الختام فجاءت الأنباء عن انسحاب منتخب البحرين في مباراته أمام المنتخب السعودي بعد أن أخذت المباراة طابع الخشونة التي تطورت الى اشتباكات بالأيدي لم ينجو منها حكم المباراة الذي طرد حارس البحرين واحد المهاجمين ليرفض الفريق البحريني استكمال المباراة ويعلن انسحابه فتم شطب نتائجه في البطولة ليصعد منتخب الإمارات الى منصة التتويج بعد أن حل في المركز الثالث خلف المنتخب الكويتي البطل ووصيفه منتخب السعودية ويشهد حفل الختام وقوف أحمد عيسى كابتن منتخب الإمارات على منصة التتويج بعد أن قفز من مقاعد المتفرجين في أول مشاركة خارجية في تاريخ منتخب الإمارات وبعد مرور أقل من أربعة أشهر على تأسيس الدولة الاتحادية·
أما بطولة الدورة فقد ذهبت للفريق الكويتي الذي حافظ على لقبه بفارق الأهداف عن المنتخب السعودي مستضيف المسابقة·
عدد اليوم
